أكد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الأول لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حرصه على الاحترام التام لسيادة العراق في اتفاق وضع القوات الجاري التفاوض عليه بين البلدين والذي يضع الأطر القانونية للوجود العسكري الاميركي في هذا البلد، والذي تهدد الضغوط السياسية بتأخير توقيعه في يوليو·
وأعلن المتحدث باسم البيت الابيض جوردن جوندرو ان بوش والمالكي بحثا هذا الموضوع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مشيرا الى ان الرئيس الاميركي ''أكد التزام الولايات المتحدة التوصل الى اتفاق يحترم بالكامل السيادة العراقية''·
واضاف ان المالكي ''اكد التزامه التوصل الى اتفاق يرضي مصالحنا المشتركة'' حول كل المسائل المطروحة على طاولة النقاش· واوضح ان بوش والمالكي ''اكدا ان المفاوضات تتقدم بشكل جيد بفضل افكار بناءة من هذا الجانب وذاك''·
ورأى مراقبون أن ابرام اتفاقية امنية بين واشنطن وبغداد قد يستغرق وقتا اطول بسبب المقاومة السياسية الشديدة في الجانب العراقي لأي تنازل عن السيادة· وفي مواجهة الجدل الدائر في الاوساط السياسية العراقية الذي تعززه انتخابات المجالس المحلية المقبلة في الخريف، يتقدم الاتفاق بفضل تسويات، لكن الخلافات ما زالت قائمة حول بعض النقاط الاساسية في النص الذي يفترض ان يحدد إطارا قانونيا للوجود العسكري الاميركي في العراق بعد انتهاء تفويض الامم المتحدة في ·2008
وقال الخبير في الشؤون العراقية في معهد واشنطن نزار الجنابي ان ''الحكومة تواجه خيارا صعبا انها تريد استعادة السيادة في أسرع وقت ممكن لكنها تريد ايضا الابقاء على وجود للتحالف الى ان تتمكن القوات العراقية من تحمل مسؤولية الامن في العراق''· وأضاف ان ''السياسيين العراقيين يخوضون حملة خطابية تجعل من شبه المستحيل التوصل الى اتفاق هذا الصيف''·
من جهته، صرح مايكل اوهانلن الخبير في شؤون الدفاع في مركز ''بروكينج انستيتيوت'' ان العراقيين ''حريصون على تأكيد سيادتهم لاسباب داخلية ويحتاجون للبرهنة لشعبهم انهم لا يركعون امام الولايات المتحدة''·
كما قال ستيف سايمون من مركز العلاقات الخارجية ان هذه المناقشات ''تحيي شبح هيمنة اجنبية طويلة الامد عاشها العراقيون مع البريطانيين'' في النصف الاول من القرن الماضي، وحرصا على التوصل الى نتيجة قدمت الولايات المتحدة تنازلات·
وتبدو الخيارات محدودة لكنها قائمة على حد قول أوهانلون الذي اشار الى امكانية تمديد تفويض الامم المتحدة او ابرام اتفاق مؤقت· وتحدث وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني بنفسه عن هذا الاحتمال مؤكدا في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية ان العراق ''يريد اتفاقا لوضع القوات قصير الامد لسنة او سنتين''· واضاف أوهانلون ان ''الخيار الذي لا نملكه حتى اذا كنا نريده هو سحب كل جنودنا بحلول ديسمبر'' المقبل·
عدد اليوم
