الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تناغم الأديان في تايلاند

18 أغسطس 2009 03:27
يجلس «حمزة ديسا»، التايلاندي المسلم البالغ من العمر 42 عاماً متربعاً على شرفة منزله الخشبي المكون من غرفة واحدة في «كامبونج تشي بيلانج» في ساتون، وهي مقاطعة غالبية سكانها من المسلمين في جنوب تايلاند. وفي ظهيرة يوم أحد عادي، تقوم مجموعة صغيرة من نساء القرية يرتدين الحجاب بشراء سلطة البابايا والدجاج المشوي من بائع متجول. «أنظر إليهم، البائع بوذي صيني، والمشترون من الملايا المسلمين»، يقول حمزة، وهو مسؤول في مجال تنمية المجتمع من كامبونج تشي بيلانج، باللغة المالاوية المطعّمة بلهجة ثقيلة من لغة الكيدا. «هذا منظر تصعب رؤيته في باتاني (وهو إقليم يتكون من ثلاث مقاطعات ذات غالبية إسلامية، هي يالا وناراثيوات وباتاني، على الساحل الشرقي لمضيق كيرا). يشير حمزة بعد ذلك إلى المتجر المجاور الذي يملكه جاره بنلور كارنسانوك، البوذي البالغ من العمر 62 سنة، كمثال على تعايش المسلمين والبوذيين جنباً إلى جنب بتناغم تام في مقاطعة سِتون. «نحن مثل الإخوة. نقدم الحلوى لعائلة بنلور في عيد الفطر وتقدم عائلته لنا الحلوى في رأس السنة الصينية»، يقول حمزة. «نحن جميعاً سواسية»، يقول صاحب المتجر الذي عاش في القرية منذ أربعين سنة. تتباين علاقة الأُخوّة بين المسلمين والبوذيين في مقاطعة سِتون بشكل حاد مع مقاطعة (باتاني)، حيث أدت اضطرابات تتعلق بالانفصال إلى مقتل 3700 شخص من البوذيين والمسلمين منذ شهر يناير 2004». وتسمى العاصمة الإقليمية لإقليم ساتون، سِتون، وهي تبعد مسافة 973 كيلومتراً جنوب غرب بانكوك. ويشكل المسلمون المالاويون حوالي 70% من سكانها البالغ عددهم 280.000 نسمة. ولدى مسلمو «باتاني» ومسلمو «سِتون» تطلعات مختلفة، حسب قول «ستي هاجر حسن»، المسلمة التي تلبس الحجاب والمقيمة في كامبونج تشي بيلانج. وتبلغ ربة البيت 27 سنة، وهي متزوجة من ماليزي يبلغ الخمسين من العمر يملك مطعماً يقدم وجبات الحلال في بلدة «سِتون»، ويصدّر السمك من رانونج في تايلاند إلى كوالا بيرس في ماليزيا. «يريد المالاي في باتاني الانفصال عن تايلاند، بينما نريد نحن العيش بوئام تام مع المجتمعات المحلية الأخرى»، تشرح ستي هاجر. «لا نريد سوى السلام. لن يكون القتال ضد الحكومة التايلاندية جيداً لمجالات العمــل». استفاد السكان المحليون في «سِتون» اقتصادياً من غياب التوترات بين الطوائف المختلفة. يبلغ الدخل الفردي فيها ما يعادل 50% أكثر من الدخل في «باتاني»، التي تشهد أعمال قتل متعلقة بالحركة الانفصالية بشكل يومي تقريباً. وتعترف «ستي هاجر» بأنها تشعر بالارتياح في المملكة التي تسيطر عليها البوذية، فهي تقول: «إذا أراد مسلم القيام بالأعمال التجارية، وأن يصبح مليونيراً فلن تتدخل الحكومة. وإذا أراد المسلمون بناء مسجد فلن تتدخل الحكومة. ماذا أريد أكثر من ذلك؟» «علي مان» -وهو زعيم ديني مسلم في كامبونج- يقول: «رغم أننا أقلية في تايلاند، وعندما نتقدم بطلب للحصول على أرض، فإن الحكومة التايلاندية لا تهتم إذا كنت مسلماً أو بوذياً». ويبتسم علي عند سؤاله إذا كان يملك مساحات هائلة من مزارع المطاط. «الحمد لله أشكر الله؛ لأن الحكومة لا تفرّق بين المواطنين». كذلك ليست هناك تفرقة في كامبونج تشي بيلانج، حسب قول حمزة. «رغم أننا نشكّل غالبية (90% من 500 أسرة في القرية) إلا أننا لا نفرض وجهات نظرنا الدينية على الآخرين». فيليب غولينجاي صحفي ماليزي، ومحرر في شبكة «آسيا نيوز» ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©