كشفت مصادر إسرائيلية امس عن وجود خلافات داخل الحكومة حول تفاصيل ونوعية صفقة تبادل الاسرى الجارية مع ''حزب الله'' اللبناني بوساطة ألمانية· وقالت صحيفة ''معاريف'' نقلا عن المصادر ان القضية الخلافية الاساسية في حال عرضت الصفقة على المجلس الوزاري المصغر لإقرارها هي اطلاق سراح الاسير اللبناني سمير القنطار الذي يعتبر ورقة مساومة رابحة قد تفيد مستقبلا في حل لغز الطيار الاسرائيلي المفقود رون اراد·
واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس ان عملية الافراج عن اسرى لبنانيين لدى اسرائيل مقابل اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى ''حزب الله'' ستطرح مشكلة'' ان تبين ان الجنديين قد توفيا· ونقلت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' عن باراك قوله ''ان عملية تبادل اسرى كهذه ستكون صعبة وستطرح مشكلة اذ ستولد سابقة خطيرة وستكون لها عواقب ذات مغزى يجب وزنها بعناية· غير ان الصحيفة اشارت الى ان باراك الذي التقى ذوي الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدواسر اللذين اسرهما ''حزب الله'' في يوليو 2006 لم يعارض العملية، وأكد لأهلهما التزام اسرائيل الافراج عن ابنيهم واعادتهما·
وقالت مصادر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيعقد اجتماعا غدا الاحد بمشاركة قادة جهاز الامن والاستخبارات لحسم صفقة الاسرى التي يتوقع تنفيذها ربما الاسبوع المقبل· وقالت ''يديعوت احرونوت'' إن رئيس الموساد مئير دغان يعارض تحرير قنطار إذا لم يكن ريغيف وغولدواسر على قيد الحياة، ونسبت اليه قوله ''مقابل جثث نعطي جثثا''· فيما قال اولمرت انه يجب التصرف بعقل ومن دون انفعالات''·
وقال الوزير بنيامين بن اليعيزر ان فرضية العمل هي أن المخطوفين على قيد الحياة و''ليس لدى الجهاز الامني بشكل قاطع أي معلومة بأنهما ميتان، واضاف ''اذا كان الحديث يدور عن صفقة جدية فإني سأؤيدها وأنا مستعد لان اذهب لأعتذر لعائلة اراد وأطلب منها المغفرة إذ عندما تكون هناك عائلتان تعيشان معاناة فظيعة، ينبغي وقف معاناتهما''·
وتوقعت مصادر أن يقوم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بتوقيع امر العفو عن القنطار بعد ان يتلقى طلبا بذلك من وزير القضاء الاسرائيلي· وقالت ان القنطار لم يسمع حتى اللحظة من اي مصدر رسمي سواء كان الشاباك او ادارة السجون العامة شيئا يتعلق بقرب الافراج عنه·
وكان مسؤول لبناني توقع تبادلا وشيكا للاسرى بين اسرائيل و''حزب الله'' موضحا ان الحزب سيفرج عن الجنديين الاسرائيليين مقابل ما لا يقل عن اربعة اسرى لبنانيين بينهم القنطار المحكوم بالسجن 542 عاما لاقدامه على قتل اسرائيلي وابنته وشرطي اسرائيلي عام 1979 في شمال اسرائيل· وأظهر استطلاع للرأي أجرته ''يديعوت أحرونوت'' ومعهد ''داحاف'' ان غالبية الاسرائيليين تؤيد إطلاق سراح قنطار حتى لو كان مقابل جثث·
عدد اليوم
