الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة تسوق

7 مايو 2017 21:30
عندما تبلغ من العمر عتياً بإمكانك السهر خارج البيت حتى الحادية عشرة أو حتى الثانية عشرة من منتصف الليل فلا خوف منكم في هذه السن فأنت أليف ومستأنس، وقد بدأ الوهن ينخر في جسمك، وبدأت أعضاء جسدك تئن وعظامك تصدر أصواتاً أثناء حركتك أو وقوفك. كما تكثر حركة يدك نحو جيبك من الخارج تتحسس هل المحفظة (البوك) مازالت في مكانها، ويقل استخراجك للمحفظة، وإن أخرجتها ولو كنت وحدك ستلوي جسدك أثناء النظر لمحتوياتها حتى تحجب الرؤية عمّن حولك ولن تستخرج منها أي مبلغ، وقد تضغط بأصابعك على الأموال للتأكد من أنها ثابتة وغير معرضة للسقوط من المحفظة وستعيدها للجيب، وستربت بيدك على موضعها من خارج ملابسك بعد إدخالها للتأكد من أنها في الموضع المناسب. وعندما تزور السوبرماركت بناء على أوامر أم البيت، وتأخذ «العربانة» ستسير بين الأرفف دون النظر لما تزخر به متجهاً مباشرة نحو هدفك، وعندما تصل للموقع ستترك «العربانة» بعيدة قليلاً عن موقع الرف الموجود عليه المادة المطلوبة، وستبدأ النظر نحو المادة دون لمسها، وعندما تتأكد من السعر ستمد يدك بحذر لرفع المادة والتدقيق على مواصفاتها، وستقلب فيها وفي نفس الوقت تبدأ بالبحث فيما إذا كانت توجد مادة أخرى أقل سعراً أو أكثر وزناً وسعة وبنفس السعر ولكنك في النهاية ستأخذ ما طلبته أم العيال ليس اقتناعاً بجودتها أو بسعرها ولكن بقصد عدم إغضاب أم العيال. وستنطلق بعدها كالهارب وبسرعة نحو المحاسب حتى لا تتلقى مكالمة من أم العيال تتذكر فيها مادة أخرى ولا يمكنك أن ترفض الطلب. وعندما تصل إلى المحاسب سيسرع العامل، ويختطف العربة منك ورغم ترددك أن تسلمها فإنه سيبدأ بإخراج المادة الوحيدة التي أحضرتها ويضعها أمام المحاسب. وبعد المحاسبة سيصر العامل على أن يسحب العربة منك ولكنك هذه المرة لا تستسلم للعامل الذي تعود على الخمسة والعشرة دراهم من بعض المبذرين، وسيتشبث صاحبنا، وسيكذب كذبة بيضاء حتى يقنع العامل بترك العربة، وسيدعي أنه سيدخل المركز لشراء أغراض أخرى وعندما يجد العامل أن «شايب» لن يدفع له حتى لو أوصل له العربة إلى السيارة يترك العربة بسرعة ويتجه لشخص آخر. وعندما يركب السيارة، ويبدأ التلفت للتأكد من خلو الموقع من السيارات يتحرك فالحذر واجب، يدق الهاتف ويتعوذ من الشيطان، ويرد بكلمات مقتضبة دون سلام، أنا الحين في السيارة، وما عاد فيني أرجع للمحل اتصلي بالأولاد واطلبي منهم، يبدو أن الطرف الآخر يصر على أهمية الطلب، ولكن الشايب قطع الهاتف، وانطلق بالسيارة وهو يتمتم بكلمات مبهمة ينفس عن نفسه فيها من كثرة طلبات أم البيت. هذه المرة الهاتف من البنت الصغيرة، تطلب كراسة رسم مع ألوان خشبية، ويسألها متى يطلبونها منك في المدرسة وتؤكد الطفلة أنها مطلوبة غداً الحصة الأولى. أخرج زفير بصوت أعلى من زمور السيارة، واتجه إلى المكتبة، وسأل العامل عن دفاتر الرسم والأقلام الخشبية الملونة، وأحضر له أكثر من نوع، ودقق على أسعارها، وقلَّب فيها واختار أرخص سعر، ودفع السعر وعاد إلى البيت. وفي البيت استقبلته الصغيرة على الباب، وأسرعت بأخذ كيس المكتبة، وأخرجت الدفتر والأقلام، وبدأت تصيح بالبكاء، الدفتر غير مناسب والأقلام لا يمكن استخدامها فهي تتكسر بسرعة. عيدروس محمد الجنيدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©