الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«البكاء المفرح» جديد محمد السمهوري

16 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد)- صدر مؤخرا للكاتب والتشكيلي الفلسطيني محمد السمهوري كتاب جديد بعنوان «البكاء المفرح» الكاتب وهو عبارة عن كتابة السيرة من خلال أماكن وشخوص تقاطعت مع تجربة الكاتب، ليشكل نصاً حول علاقات وأزمنة متشابكة، مشكلاً من خلالها دائرة الحياة التي عاش أو يحب أن يعيش. ويكتب السمهوري في كتابه السابع ضمن نتاجه الإبداعي، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر «هذه سيرتي الشخصية، فارغة اكتبوها أنتم.. ضعوا خبرتكم في زمني، اكتبوا أيضا وصيتي، وعنوان مدينتي المفضلة، واكتبوا نعاسي حول أعينكم، اكتبوا معنى جدواي، اكتبوا ان هوايتي الصلاة قرب النهر.. لا نهر لي»، ويتابع «كنت من خلال المشي وباعتباري مشّاء محترفا سابقا أريد أن أقول إن المدينة ليست شوارع ولا بيوتا، المدينة أناس يمشون في الشوارع وفي دواخلهم، وفي أحلامهم». وتبلورت فكرة كتابه في عام 2009 عندما اختار بيروت ملاذاً مؤقتاً بعد سنة وصفها بالكبيسة، فقد الأخ وثُكل برحيل الأم، ومن ثم فقد العمل معلنا انتهاء رحلة عمرها عقد في الإمارات. في بيروت تآلف السمهوري مع المكان بسرعة أدهشت أصحاب المكان المفترضين، الرطوبة هي عينها، الموجة هي عينها، هو الخط الواصل مع مدينته يافا التي اقتلع منها قبل الولادة. ويكتب «بيروت تغير ملابسها، تستبدل النوم بالنهار، تزيح الستائر عن الشرفات، تدعو الشمس إلى فنجان قهوة مغلي على نار المحبة، لا نار الاكتواء، أستعيد وعيي الذي تركته مساء في الحانات، وبين الأصدقاء، وفي العناوين الرئيسية لآخر الأخبار». تدوين يوميات بيروت وشخوصها من المقيمين والزوار كان المرحلة الأولى من «البكاء المفرح» ثم ينتقل إلى الأمكنة التي زار والأمكنة التي تقاطع معها عبر صداقاته وشخوص تماهى معها، لينقل القارئ إلى رحلة، من دارفور التي وثق بعدستها ضحكات أطفالها، إلى تنبيكتو التي لم يزر لكنه تقاطع مع الطوارق وشالات الرجال الزرق التي كثيراً من يحتشي بها. ويناجي نيويورك متمنياً أن يراها خارج رحم السينما، يعرج على خورفكان على الساحل الشرقي للإمارات، حيث تلمس طفولة الشاعر أحمد راشد ثاني، الذي رحل قبل أيام من صدور المؤلف. يجول نابولي ويحاكي زيوريخ ويمر باليمن يحتضن البحرين يستنشق دمشق ينتشي في ميدان التحرير، يعرج على الجزائر، يتحفظ من سنغافورة، يهنأ في الدوحة، دبي الشارقة أبوظبي متوالية من نوع آخر. يؤمن بالأمكنة ويعول على تأنيثها، كما وصى ابن عربي الذي يحب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©