الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلسلات رمضان.. اختراق لـ«التابوهات» وخروج من قفص التكرار

مسلسلات رمضان.. اختراق لـ«التابوهات» وخروج من قفص التكرار
19 يونيو 2016 16:22
تامر عبد الحميد (أبوظبي) &ndash سعيد ياسين (القاهرة) بعد مضي أسبوعين بدأت الصورة الدرامية تتضح بشكل أكبر في «الماراثون الرمضاني» لهذا العام، واتفق عدد كبير من النقاد وصناع الدراما والجمهور أيضاً على أن غالبية الظواهر التي استندت إليها أحداث المسلسلات تركز مضمونها منذ عرض أولى حلقاتها على ظواهر الإرهاب والسياسة والأمراض النفسية، وكانت أحداثها أقرب إلى الواقع الذي نعيشه بشكل كبير. ووسط الزخم الدرامي الكبير في السباق الرمضاني استطاع الناس اختيار الأعمال التي تتماشى مع اهتماماتهم عبر الشاشة الفضية، خصوصاً بعد الكشف عن أحداث بعض الأعمال واتجاهاتها من ناحية المضمون مبكراً، والتي أغلبها تسير في نطاق الاهتمام بالقضايا السياسية والاجتماعية وتسليط الضوء على الإرهاب وجرائم القتل، مثل مسلسلات «خيانة وطن» و«ساق البامبو» و«غمز البارود» و«سيلفي» و«الخروج» و«الخانكة» و«سقوط حر» و«أزمة نسب» و«الميزان». اختراق «التابوهات» وبعد التشتت والتخبط الذي عانى منه المشاهد في بداية الموسم الدرامي الرمضاني، وحيرته في اختيار العمل المناسب له لمتابعته في رمضان، جاءت عوامل جعلت المشاهد أكثر تحفزاً لاختيار مسلسل ما، من أبرزها الابتعاد عن عوامل التشويق والألغاز الدرامية والدخول في صلب المضمون بشكل مباشر، إلى جانب مواقع التوصل الاجتماعي أبرزها «تويتر» التي كان لها الدور الأكبر في توجيه الناس نحو الأعمال الأكثر إيجابية وفعالية من غيرها، من خلال تعليقات على العديد من الأعمال الدرامية التي حققت صدى كبيراً منذ أول أسبوع من عرضها. هذا ما أكده الناقد والكاتب الإماراتي أحمد العرشي وقال: شهدت دراما رمضان جرأة في بعض الأعمال الفنية التي اخترقت «التابوهات» وخرجت من نطاق المحلية إلى العربية، وحققت انتشاراً أوسع في كافة أنحاء الوطن العربي، إلى جانب التطور الملحوظ في تحويل الروايات إلى أعمال درامية، مثل مسلسل «خيانة وطن» الذي تصدر أعلى نسب مشاهدة بين المسلسلات الخليجية والعربية الأخرى، نظراً لأنه خرج من بوتقة التكرار في المضمون والأحداث، وناقش قضية سياسية وطنية تهم العالم العربي بأكمله، وهي قضية الإخوان المسلمين والتنظيم السري في الإمارات، والكشف عن خباياهم وأسرارهم من خلال شخصيات العمل التي تم اقتباسها من رواية الدكتور حمد الحمادي، فهنيئاً لجميع أبطال هذا العمل، الذي وضع الدراما الإماراتية ضمن خريطة الدراما الأفضل في رمضان 2016. حقوق البدون الأمر نفسه في مسلسل «ساق البامبو» الذي عرض قضية مجتمعية تلامس الواقع الذي نعيشه في أغلب المجتمعات الخليجية، حيث يناقش قضية حقوق البدون ومشاكل الأسرة الخليجية التي تناولها بجرأة محسوبة للعمل من خلال معالجته الدرامية الجريئة لمشاكل الخادمات الأجنبيات عموماً والفلبينيات خصوصاً مع أبناء الأسر ممن لا يتقون الله في خادماتهم. إثارة الجدل وأشاد المنتج الإماراتي علي المرزوقي ببعض الأعمال الدرامية التي أثارت الكثير من الجدل في أول أسبوع من عرضها، الأمر الذي يدل على قوة الأعمال الدرامية المقدمة في رمضان هذا العام، وفي الوقت نفسه فشل الآخر منها بسبب عدم ملامستها لهموم الشارع والواقع العربي، وضعف نصها وإخراجها. ولفت المرزوقي إلى أن الجمهور اتبع حدسه المجتمعي في دراما رمضان لهذا العام، واتجهت اهتماماته لمتابعة دراما المجتمع والواقع مثل المسلسل الوطني الذي أثار الكثير من الجدل «خيانة وطن»، نظراً لتطرقه إلى قضية حساسة، و«سيلفي» لناصر القصبي و«ساق البامبو» لسعاد عبد الله و«الخانكة» لغادة عبد الرازق، لافتاً إلى أن الأخير الذي عرض قضية مهمة تحاكي الواقع ولم يتم تسليط الضوء عليها في الدراما العربية من قبل بهذا الشكل، وهي قضية التحرش من خلال علاقة الطالب بمعلمته، وكيفية تربية الأبناء، وأن المبادئ والأخلاق هي العامل الأساسي في تربية الصغار، خصوصاً أن الحياة تتطور بشكل كبير. عودة قوية من ناحيته، أكد المخرج الإماراتي راكان أن هناك مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية الجميلة والمميزة في «ماراثون رمضان 2016»، حيث يرى أنه على الصعيد العربي هناك عودة قوية للدراما المصرية عنها في الثلاث سنوات الأخيرة، ممثل في عودة النجوم الكبار للشاشة أمثال عادل امام في «مأمون وشركاه» ومحمود عبدالعزيز في «راس الغول» ويحيى الفخراني في «ونوس»، وفي المقابل تراجع للدراما السورية بشكل ملحوظ بسبب الأوضاع التي تعاني منها سوريا. وتابع: أما على المستوى الخليجي، فتواصل المسلسلات الكويتية الهبوط الاضطراري لها وألخص الأسباب في المبالغة في أسعار النجوم ما جعل من الصعب اجتماع النجوم في مسلسل واحد، بالإضافة إلى تدني مستوى النصوص والحشو الكبير الذي يحصل في بعض المسلسلات لكي يستطيع المنتج تقديم ثلاثين حلقة. دراما مجتهدة ووصف المسلسلات الإماراتية بالدراما المجتهدة، خصوصاً أن هناك بعض الأعمال التي حققت رواجاً كبيراً، لكن لا تزال الدراما الإماراتية بحاجة إلى وجوه جديدة واكتشاف مواهب صاعدة وإعطائها الفرصة كاملة. أما بالنسبة للسعودية، فيعتقد راكان أن البرامج استطاعت تجاوز الدراما، وذلك بسبب الفكر الرائع المقدم فيها من قبل الشباب السعودي وها هو برنامج «قمره» للشقيري و«سيلفي» للقصبي حديث كل ليلة في مجالس أهل الخليج الرمضانية. وحول أبرز الأعمال الدرامية التي يتابعها باستمرار في رمضان، أشار راكان أنه يتابع «راس الغول» لمحمود عبد العزيز خصوصاً أنه يستمتع بتمثيله واختياره للنصوص، و«مكان في القلب» لجابر نغموش لأنه من محبي بساطة نغموش في الدراما المحلية، إلى جانب مسلسل «ليالي الحلمية» لأنه كان متابعاً جيداً لأجزائه الخمسة. تطور درامي أما الناقد طارق الشناوي فقال: المستوى العام للدراما التلفزيونية في رمضان إيجابي، وهنا نتحدث عن الصورة المقدمة ومستواها بوجه عام، حيث يوجد فيها تقدم سواء على مستوى الكتابة أو الفكرة، ويقابلها وجود مخرجين قدموا رؤية بصرية عالية جداً، وهذا على عكس التعبير الشائع بأن الدراما التلفزيونية في العالم كله هي دراما استهلاكية، وأن التاريخ هو تاريخ السينما، وأرى أن التلفزيون يتواجد بقوة، من خلال تجارب استثنائية، وهذا لا يمنع وجود أعمال رديئة. وأشار إلى أن أي نجم يرغب في عرض مسلسله في رمضان، لأن في رمضان نسبة مشاهدة عالية، وفكرة العرض خارج رمضان تعطي إحساساً للنجم بأن نجوميته قلت، إلى جانب أن 70 في المئة من كعكة الاعلانات تكون في شهر رمضان، وهذه القيمة تجعل النجم يتقاضى عشرات الملايين كأجر، ولفت إلى أن اسم النجم لا يضمن بالضرورة نجاح العمل. وتحدث الشناوي عن بعض اللمحات الخاصة ببعض المسلسلات، وقال: يحيى الفخراني في «ونوس» لا يزال هو صاحب الومضة التي ترشق في القلب، ومنى زكي في «أفراح القبة» في حالة نشوة وسلطنة إبداعية فهي تحلق بهذا الدور إلى مكان شاهق، أما فردوس عبدالحميد فما شعورها الآن وهي تؤدي دوراً هامشياً في «الأسطورة»؟، و«جراند أوتيل» لعمرو يوسف وأنوشكا وسوسن بدر ومحمد ممدوح ودينا الشربيني مسلسل بحق 7 نجوم. آفاق مرتفعة من جهته، أكد الناقد كمال رمزي أن مستوى الدراما التلفزيونية العربية، وصل لآفاق مرتفعة، وأن ما ساعد في ذلك هو حب الجمهور للمسلسلات، فيما قال السيناريست محمد الحناوي، مؤلف مسلسل «هي ودافنشي» إنه سعيد بمستوى غالبية مسلسلات هذا العام، خصوصاً المسلسلات التي تعتمد على قضايا وجرائم قتل، وبها استعراض قانوني ومرافعات محامية، وأشاد بمستوى الإخراج المتميز في مسلسلات «الخروج» و«الميزان» و«أفراح القبة» و«جراند أوتيل»، أما رد الفعل تجاه الأعمال من أول وهلة فجاء إيجابياً مع مسلسلات «ونوس» و«راس الغول» و«يونس ولد فضة» و«الخروج»، كما أشاد بمستوى الإخراج والصورة في مسلسله «هي ودافنشي» للثنائي عبدالعزيز حشاد ويوسف بارود. وقال إن هذه المفردات في الصورة والمضمون أعادت للأذهان المنافسة والريادة للدراما المصرية، والقطفة الأولى تؤكد أنها مبشر،ة ونتمنى أن تكون بنفس المستوى طوال العام، وتكون بشكل أفضل من ذلك، ونفى دخول بطلة مسلسله ليلى علوي المرض النفسى مثل أعمال «الخانكة»، و«فوق مستوى الشبهات» و«سقوط حر»، وأشار إلى أن التباري في اللفظ والصورة بين الأعمال كان نوعاً من عوامل الجذب للمشاهد واستخدمت كل وسائل المشهيات من قتل وأكشن وعنف، لكن هذا العام هناك نوع من التهذيب لهذه المشاهد حتى الآن، ويمكن الحكم على معظم الأعمال في الحلقات المقبلة. أبرز الظواهر ظهرت ظواهر أخرى مع توالي عرض الحلقات من أبرزها ظهور عدد كبير من ضباط الشرطة، سواء أكانوا أبطالاً رئيسيين لها، أو لهم أدوار محورية فيها، وتنوعت مضامين شخصياتهم ما بين النواحي الإيجابية والسلبية، كما حدث في مسلسلات «شهادة ميلاد» لطارق لطفي، و«القيصر» ليوسف الشريف، و«مأمون وشركاه» لعادل إمام ولبلبة، و«راس الغول» لمحمود عبدالعزيز وميرفت أمين وفاروق الفيشاوي، و«الخروج» لظافر العابدين ودرة وشريف سلامة، و«هي ودافنشي» لخالد الصاوي وليلى علوي، و«7 أرواح» لخالد النبوي واياد نصار ورانيا يوسف، وكان للمحاماة وساحات المحاكم نصيب في عدد من المسلسلات، حيث جسد عدد من الفنانين شخصيات محامين في أدوار رئيسية كما حدث مع ليلى علوي في «هي ودافنشي»، وغادة عادل «الميزان»، وفتحي عبدالوهاب «الخانكة»، ودرة «الخروج»، وحضرت تجارة المخدرات والآثار في مسلسلات «الأسطورة» لمحمد رمضان وفردوس عبدالحميد وروجينا، و«يونس ولد فضة» لعمرو سعد وسوسن بدر، و«القيصر»، وشهدت بعض المسلسلات عدد كبير من مشاهد العنف والقتل وسفك الدماء، كما في «فوق مستوى الشبهات» ليسرا ونجلاء بدر، و«سقوط حر» لنيللي كريم وأحمد وفيق، و«القيصر» و«الاسطورة» و«يونس ولد فضة»، كما ظهرت راقصات مثل لوسي في «الكيف»، ودينا في «أزمة نسب» وصافينار في «أبوالبنات»، وجسدت أكثر من فنانة شخصية راقصة في أكثر من مسلسل، ومنهن روجينا في «الطبال» أمام أمير كرارة، وايناس عزالدين في «الكيف» أمام باسم سمرة وأحمد رزق، وصبا مبارك في «أفراح القبة» أمام منى زكي وجمال سليمان واياد نصار، وكوكي في «ونوس». زواج سري كان لقضايا التحرش والخيانة والزواج السري نصيب في مسلسلات أخرى، من بينها «الخانكة» لغادة عبدالرازق وماجد المصري، و«كلمة سر» للطيفة وهشام سليم، و«ليالي الحلمية 6» لإلهام شاهين وصفية العمري وهشام سليم، و«أزمة نسب» لزينة ومحمود عبدالمعني. تصوير خارجي حرص عدد من مخرجي ومنتجي الأعمال الدرامية الرمضانية على تصوير العديد من المشاهد والحلقات في دول أوروبية وآسيوية، بسبب الاهتمام بإبهار الجمهور وجذبه لمتابعتها، أو للتماشي مع سيناريوهات تلك الأعمال الفنية التي غلبت عليها صفة المطاردة والصراع، فيما نظر البعض إلى هذا الأمر على أنه ترويج للسياحة في دول غربية، من بينها مسلسل «مأمون وشركاه» للزعيم عادل إمام الذي صور بعض مشاهده في إيطاليا، و«خيانة وطن» لهيفاء حسين وحبيب غلوم الذي صور بعض من مشاهده في ماليزيا، و«المغني» لمحمد منير الذي صوره بعض مشاهده في ألمانيا. أمراض نفسية أصبحت الأمراض النفسية التي تدفع الإنسان إلى ارتكاب الجرائم، موضة مسلسلات شهر رمضان الحالي، لتطغى على أكثر من عمل درامي، حيث تظهر نيللي كريم مريضة نفسياً في مسلسل «سقوط حر»، بعد أن اتهمت في قضية مقتل شقيقتها وزوجها، وعلى المنوال نفسه سارت يسرا، التي تقدم هذا العام أيضًا شخصية مريضة نفسياً في مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، حيث تقوم بارتكاب جريمة قتل الطبيب النفسي المكلف بكتابة تقرير عنها، لاستكمال أوراق تعيينها كعضو مجلس شعب، الأمر نفسه بالنسبة لغادة عبدالرازق التي تظهر هذا العام في مسلسل «الخانكة» بدور مدرسة تدخل مستشفى الأمراض النفسية بسبب تعرضها لجريمة ما.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©