الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وفاء لهذا الرجل

20 يونيو 2008 23:49
لم تكن كرة القدم المصرية وحدها التي فقدت المرحوم عبده صالح الوحش لاعباً وإدارياً ومدرباً ورئيساً لأكثر أنديتها شعبية وجماهيرية وإنجازاً·· بل هي كرة القدم العربية والافريقية في العديد من أقطارها واتحاداتها هي التي افتقدته مدرباً متألقاً وخبيراً متفوقاً ومحللاً بليغاً ومقنعاً في العديد من القوات الفضائية العربية لسنوات طويلة·· بل هي أخيراً كرة القدم العالمية التي افتقدته واحداً من محاضريها المؤهلين على المستوى الدولي· التقيته شخصياً ولأول مرة في المملكة المغربية الشقيقة قبل خمسة وعشرين عاماً·· وتحديداً نهاية صيف عام 1983 حين كان مديراً فنياً للمنتخب المصري الشقيق، وكنت حينها رئيساً لبعثة المنتخب الكروي السوري في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط·· حيث أفرزت قرعة الدول المشاركة في تصفياتها الأولية تواجداً للمنتخبين المصري والسوري في مجموعة واحدة·· فكان اللقاء الكروي الذي جمعنا والذي كان للوحش دوره الايجابي في ودية اللقاء وصفائد بداية لانحسار غيوم علاقات متوترة بين البلدين الشقيقين في ذلك الوقت·· ثم التقيته بعدها في ندوات ودورات التطوير التدريبي والتحكيمي للعبة التي بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم باقامتها سنوياً بدءاً من نهاية ثمانينيات القرن الماضي وشاركنا فيها معاً·· كما جمعتني وإياه قناة أبوظبي الرياضية ببرنامج تحليل مباريات بطولة كأس الخليج العربي قبل الأخيرة· منتصف الشهر الماضي كنت في القاهرة بدعوة من لجنة حكام الاتحاد المصري لكرة القدم للمحاضرة في دورة إعداد محاضرين محليين بالتحكيم·· وكنت شفوقاً للقائد على سرير مرضه في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي·· لكنه كان للأسف في حالة غيبوبة تامة منعتني حتى من وداعه·· ويبقى - وفاء وتقديراً لهذا الرجل المعطاء - رحمه الله- ان تبادر كل الأندية والاتحادات المصرية والعربية التي ساهم في اعداد فرقها ومنتخباتها وكل من الاتحادين الافريقي والدولي اللذين منحهما ''عبده صالح الوحش'' كل خبرته في مسألة تطوير ثقافة مدربيهم وكذلك العديد من القنوات الرياضية الفضائية المصرية والعربية لتكريم هذا الإنسان بقليل مما قدمه لهم في حياته من خبرة وجهد وعطاء خلال أكثر من ستين عاماً مضت وانقضت··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©