الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي مثال للصبر الجميل

19 يونيو 2016 19:50
أحمد محمد (القاهرة) لقد كانت وقائع سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، مدرسة للصابرين، يستلهمون منها حلاوة الصبر، وبرد اليقين، والصبر صفة أدبه الله بها، فلم يزد مع كثرة الأذي إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً، حياته كلها صبر ومصابرة، وجهاد ومجاهدة، ولم يزل في جهد دؤوب، وعمل متواصل، وصبر لا ينقطع. عرف رسول الله طبيعة ما سيلقاه، منذ اللحظة الأولى لبعثته، حين ذهبت به خديجة، رضي الله عنها، إلى ورقة بن نوفل، فقال له يا ليتني كنت حياً إذ يخرجك قومك، فقال له عليه الصلاة والسلام: «أو مخرجي هم؟، قال نعم، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي»، فوطن نفسه منذ البداية على تحمل الصد والإيذاء والكيد والعداوة. كان مثالاً للصبر، في مكة عاداه الأقرباء والأحباء، ونبذه الأعمام والعمومة، وقاتله القريب قبل البعيد، افتقر واشتكى، ووضع الحجر على بطنه من الجوع والظمأ فكان من أصبر الناس، يتجلى صبره، عندما تعرض لأذى قومه وأهله وعشيرته يبلغ رسالة ربه، قال عبد الله بن عمرو بن العاص، بينما النبي يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي، وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟، وكان، عليه الصلاة والسلام، يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، فقال بعضهم لبعض، أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فجاء به، فانتظر حتى سجد فوضعه على ظهره بين كتفيه، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله ساجد، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره الأذى. ويبلغ الأذى قمته فيُحاصر، صلى الله عليه، وسلم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، وتتوالى عليه الأحزان، فيفقد زوجته خديجة التي كانت خير ناصر ومعين، ثم موت عمه الذي كان يحوطه ويدافع عنه، ثم يخرج من بلده مهاجراً بعد عدة محاولات لقتله. وصبر النبي، صلى الله عليه وسلم، على موت أولاده وبناته، حيث كان له من الذرية سبعةٌ، توالى موتهم واحداً تلو الآخر حتى لم يبق منهم إلا فاطمة، رضي الله عنها، فصبر صبراً جميلاً، والصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه، فالشكوى إلى الله، ولا يرفع الضر ولا يجيب دعاء المضطر إلا هو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©