الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن قيم الجوزية.. أستاذ العلماء

ابن قيم الجوزية.. أستاذ العلماء
18 يونيو 2016 19:54
محمد أحمد (القاهرة) ابن قَيِّم الجوزية، عالم وفقيه وداعية، وصفه صديقه ابن كثير بأنه حسن القراءة والخُلُق، كثير التودد، لا يحسد، ولا يؤذي، ولا يحقد، ولا يستغيب أحداً. والسمة البارزة فيه التواضع مع علمه الغزير وحجته القوية، ويرى نفسه مقصراً، وأن علمه سيكون حجة عليه إن لم يتداركه الله برحمته. هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز، الزرعي الدمشقي، يكني أبو عبدالله، لقبه شمس الدين، ولد في العام 691 هـ، وكان لنشأته في بيت علم وتربيته على حب العلم والعلماء، اثره في توجيه حياته لطلب العلم. والده أبو بكر كان قيِّما على مدرسة الجوزية في دمشق، واشتهر والده بقيِّم الجوزية، ومن هنا جاءت شهرة الإمام بابن قيم الجوزية. تتلمذ الإمام على الكثيرين من أهل العلم فتأثر بهم ونهل من شيوخه العلوم الشرعية من تفسير، وحديث، وفقه، وأصول، وتجويد. وكان أقرب شيوخه لنفسه هو تقي الدين أحمد بن تيمية، فتأثر به، واقتنع به ودعا إليه وجادل وحامى عنه، وأيد آراءه في الطلاق، وجمع الكثير من أصوله، وتلقى عن ابن تيمية بعد أن عاد الشيخ من مصر سنة 712 هـ، وفيما بعد كان ابن القيم القائم على تركة ابن تيمية من بعده من حيث التحرير والتأليف والمجادلة والمناظرة. قال ابن كثير رفيقه في التلمذة على ابن تيمية: «لما عاد الشيخ ابن تيمية من مصر لازمه بن القيم إلى أن مات فأخذ عنه علماً جما، فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة، مع كثرة الطلب ليلاً ونهاراً وكثرة الابتهال». تفقه الإمام في الدين وبرع وأفتى، كان عارفا بالتفسير، وبأصول الدين، وبالحديث ومعانيه، وبالفقه وأصوله، والعربية وعلم الكلام، عالماً بعلم السلوك وكلام أهل التصوف، تولى الإمامة في الجوزية، والتدريس في الصدرية، وكتب بخطه من المؤلفات، وصنّف الكثير من أنواع العلوم، شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه واقتناء الكتب. تتلمذ على الإمام ابن القيم علماء أفذاذ مثل الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن رجب صاحب «طبقات الحنابلة»، وشمس الدين محمد بن عبد القادر النابلسي صاحب «مختصر طبقات الحنابلة لأبي يعلى»، ومنهم ابن كثير صحاب «البداية والنهاية». اضطهد الإمام مع شيخه ابن تيمية وأوذي وحبس معه ثلاث مرات في قلعة دمشق، وكان في سجنه منفرداً عن شيخ الإسلام، ولم يُفرّج عنه إلا بعد وفاة ابن تيمية، وحبس مرة ثانية بسبب فتاوى شيخه، ومرة ثالثة لإنكاره شد الرحال إلى قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكان في الحبس مشتغلاً بتلاوة القرآن وتدبره والتفكر في معانيه، وتوفي الإمام سنة 751هـ، بدمشق. ومن الفتاوى التي امتحن بسببها، مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد، ومسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء. ترك ابن القيم ثروة علمية كبيرة، وتجمع كتابته بين عمق التفكير، ووضوح العبارة، وحسن الأسلوب، واتسمت كتاباته بأنه كثير الاستشهاد بأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما ترك مكتبة عظيمة ومن هذه المؤلفات «مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين»، و«نزهة المشتاقين وروضة المحبين»، و«زاد المعاد في هدي خير العباد»، و«سفر الهجرتين وباب السعادتين»، و«زاد المسافر إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء»، و«تحفة المودود في أحكام المولود»، و«بدائع الفوائد»، و«حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»، و«حل الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام»، و«شرح أسماء الكتاب العزيز»، و«إعلام الموقعين عن رب العالمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©