الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء الإمارات.. فرسان العطاء

أبناء الإمارات.. فرسان العطاء
18 يونيو 2016 18:56
أحمد السعداوي (أبوظبي) متطوع يساهم في تنظيم جموع الداخلين إلى موائد الإفطار، وآخر يساعد في توجيه الناس إلى أماكن الصلاة وتنظيم الصفوف، وثالثة تقدم المساعدة لإحدى العجائز من المترددات على جامع الشيخ زايد الكبير.. هذه حال 120 متطوعاً من أبناء الإمارات، تفانوا في تقديم أروع صور العطاء والانتماء، عبر جهودهم في استقبال وتنظيم عشرات الآلاف من رواد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي على مدى أيام وليالي الشهر الكريم، ما ساهم في توفير أقصى درجات الراحة لزائري الجامع من كل الفئات والأعمار والجنسيات، بفضل أيادي الخير للجنود المجهولة من أبناء الإمارات، حرصوا على إنجاح المشاريع الرمضانية كافة التي ترعاها إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بالتعاون مع عديد من المؤسسات والهيئات في الدولة، فكان النجاح حليفهم والرضا نصيبهم، وهو ما يبدو من حالة الخشوع والسلام النفسي التي عمت كل من وطأت قدماه أرض وساحات جامع الشيخ زايد الكبير خلال هذه الأيام المباركة. سبل الراحة ويقول عبد المجيد المرزوقي، مدير مشروع رمضان في مركز جامع الشيخ زايد الكبير والمشرف على فريق المتطوعين بالجامع خلال شهر رمضان: إن إدارة المركز وضعت خطة متكاملة لإنجاح مشاريع رمضان من خلال مشروع «ضيوفنا الصائمون»، الذي استقبل فيه آلاف الصائمين يومياً، إضافة إلى مشروع مصابيح رمضانية، الذي يشمل صلاتي التراويح والتهجد، مشيراً إلى أن أبناء الإمارات يلعبون دوراً مهما في الوصول بهذه المنظومة إلى أهدافها في توفير أقصى درجات الراحة لرواد الجامع، من خلال عدد المتطوعين البالغ 120 من شباب وفتيات الإمارات. ويشمل هذا الدور تنظيم وتيسير كل سبل الراحة للضيوف سواء داخل خيام الإفطار وحتى الانتهاء من صلاتي التراويح والتهجد، حيث يوجد أبناء الإمارات من موظفي الجامع والمتطوعين في منطقة المواقف وأروقة الجامع حتى وصول المصلين إلى قاعات الصلاة، حيث يقع على كل منهم دور معين في توفير الخدمات والتسهيلات التي تساهم في راحة المصلين، وعلى سبيل المثال دورهم في الخيام يتمثل في تنظيم دخول الصائمين وتوزيع الوجبات عليهم بطريقة منتظمة وميسرة، وكذلك آلية خروجهم وانصرافهم بعد انتهاء الإفطار. أما في صلاة التراويح فيقوم الفريق بخدمة المصلين في منطقة المواقف عن طريق توفير خدمة نقل المصلين بسيارات كهربائية من المواقف إلى حرم الجامع والمصلّيات، خاصة أن أعدادهم كبيرة تتجاوز الآلاف يومياً، ما يتطلب مجهوداً مضاعفاً من أجل توفير أقصى درجات الراحة لهم. ويوضح المرزوقي، أن المركز يقوم سنوياً بالتنسيق مع عديد من الجهات الحكومية، كل حسب اختصاصه، بهدف تنظيم وإنجاح مشروع رمضان، انطلاقاً من أن الجامع أصبح اليوم صرحاً دينياً وثقافياً بارزاً على مستوى العالم، وحقق الجامع خلال الأيام الماضية المركز الثاني عالمياً كأبرز صرح معماري ضمن أفضل 25 معلماً بارزاً في العالم، بحسب موقع «تريب ادفيزر» المتخصص في السفر والسياحة، ومن ثم يجب أن تكون خدمة الأعداد الكبير من المصلين تتوافق مع المكانة الكبيرة التي يحتلها الجامع عالمياً وإقليمياً. حب الخير ويقول محمد آل علي، المشرف العام على المتطوعين: إنه يشرف على هذه المهمة للعام الخامس على التوالي، إيماناً منه بقيمة العمل التطوعي في إبراز مدى ارتباط أبناء الإمارات بحب الخير والرغبة في خدمة الآخرين عبر كثير من الأعمال، خاصة إذا اقترن هذا الواجب التطوعي باسم كبير مثل الوالد زايد، رحمه الله، الذي يحمل الجامع اسمه، ومن ثم يبذل كل ما في وسعه منذ اليوم الأول لرمضان من أجل القيام بدور على أكمل وجه، والمتمثل في توزيع المهام على فريق العمل التطوعي في أنحاء الجامع كافة والمنطقة المحيطة به، بما تشمله من مواقف ومداخل متعددة للمصلين، وذلك عبر إعداد جداول يتم من خلالها تقسيم المتطوعين وتوزيعهم على الأماكن المختلفة بالجامع، والاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم على الوجه الأمثل في خدمة زوار الجامع، والمسارعة إلى تلبية كل طلباتهم وحل المشكلات البسيطة التي قد تعترضهم، بحيث تكون زيارتهم جامع الشيخ زايد الكبير مبعثاً للراحة النفسية والسعادة وذكرى جميلة في نفس كل من زار واستمتع بالأجواء الإيمانية خلال الشهر الكريم. 7 سنوات في خدمة وراحة زوار جامع الشيخ زايد الكبير، هذا ما قاله وحيد البلوشي، عن نفسه، مشيراً إلى أن هذا العام يتولى الإشراف على متطوعي فريق ابشر الإماراتي التطوعي في الجامع، ودوره هو التنسيق مع بقية أعضاء الفريق لتوجيه المصلين إلى الأماكن الصحيحة وتنظيم صفوفهم، وتوصيل المصلين باستخدام السيارات الكهربائية من المواقف إلى قاعات الصلاة، وبالعكس بعد الانتهاء من الصلاة، كما يوجد بعض المتطوعين في أروقة الجامع لخدمة المصلين. استقبال المفقودات إضافة إلى ذلك يقوم البلوشي بمهمة الرد على استعلامات الجمهور واستقبال المفقودات، وكذلك الأطفال المفقودين وإعادتهم إلى ذويهم، لافتاً إلى أن العمل يومياً في الجامع ينقسم إلى مرحلتين، الأولى من الرابعة والنصف عصراً وحتى الثامنة مساءً، والثانية من الثامنة مساءً إلى 11 مساءً، ولا ينتهي العمل إلا بعد التأكد من أن كل الأمور على ما خير ما يرام، بما فيها تسليم المفقودات إلى أهلها، موضحاً أنه ليس هناك أي صعوبات تواجه المتطوعين خلال أدائهم لمهامهم المتنوعة، لكون إدارة المركز توفر كل سبل الراحة للمتطوعين والمصلين، من وسائل نقل وأجهزة مكيفات ومياه باردة في كل مكان وعيادات صحية والخدمات كافة التي تضمن راحة المصلين في كل وقت. المتطوع أحمد محمد المعينة، أكد شعوره بالفخر لكونه العام السابع على التوالي التي يشرف فيها بخدمة رواد أحد بيوت الله منذ الإفطار وحتى الانتهاء من صلاة التراويح، والتي تمتد في العشر الأواخر من رمضان إلى الرابعة صباحاً حتى الانتهاء من صلاة التهجد، مبيناً أنه مسؤول عن البوابات الرئيسة في المصلي الكبير وتنظيم دخول المصلين بشكل سلس ويسير، مشيراً إلى أن العمل يتم في سهولة بفضل تنظيم العمل وحسن التعاون بين المتطوعين، وينوه إلى أن بعض الصعوبات تتمثل في إصرار بعض أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم من دون السن القانونية إلى الساحات المخصصة للصلاة، ما يؤثر على خشوع وهدوء المصلين، ولذلك يدعو أولياء الأمور إلى إبقاء الأطفال في الأماكن المخصصة لهم للصلاة في الساحة الخارجية للجامع، من أجل راحتهم وراحة أبنائهم، وتأدية الصلاة في أجواء روحانية تتناسب مع جلال الشهر الكريم. فاطمة بامطرف.. عنوان للعمل الخيري وخدمة الآخرين عرفت فاطمة بامطرف، بنشاطها اللافت بين متطوعات جامع الشيخ زايد، عبر مشاركتها للعام الثالث على التوالي، فقد أوضحت أن آلية عمل المتطوعين داخل الجامع وخارجه تتم بسهولة ويسر نتيجة الخطط الموضوعة من قبل القائمين على مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إضافة إلى ازدياد وعي المترددين على الجامع، خاصة في الناحية المتعلقة باصطحاب أطفالهم، حيث صاروا يتوجهون بهم إلى الأماكن المخصصة للأطفال بشكل لافت قياساً إلى الأعوام السابقة ما سهل كثيراً من عمل المتطوعات، فضلاً عن إضفاء أجاء من الخشوع والسكينة داخل المصليات المختلفة بالجامع بعيداً عن ضجيج الأطفال أو سلوكياتهم العفوية، مشيرة إلى أن أكثر دوافعها للعمل التطوعي، هو الرغبة في عمل الخير وإسعاد الآخرين، فضلاً عن الحصول على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى خلال هذه الأيام المباركة، كما أن العمل التطوعي به ميزة فريدة يندر أن تتكرر في ما عداه من الأعمال وتتمثل في الإخلاص والتفاني الشديد في العمل؛ لأنه دون أي مقابل مادي ويقوم فقط على الرغبة الذاتية لدى الفرد في حب الخير للغير ورسم البسمة على وجوه الآخرين. إيمان اليافعي: إجادة اللغات العربية والإنجليزية والأوردو قالت إيمان اليافعي إنها تشرف على 9 فتيات من متطوعات فريق ابشر، وتعمل معهن على تنظيم دخول المصليات يومياً مع توجيه النساء إلى الأماكن الصحيحة والقاعات المخصصة للأطفال، مع تقديم مقاعد للنساء الكبيرات اللاتي لا يستطعن أداء الصلاة واقفات، مشيرة إلى أن المتطوعات يجدن العربية والإنجليزية والأوردو حتى يسهل التواصل مع الأعداد الهائلة من زوار الجامع. وقالت إن عملها التطوعي في جامع الشيخ زايد الكبير للعام الثالث على التوالي يختلف بشكل جذري عن الأعمال التطوعية الأخرى التي شاركت فيها قبل ذلك، نظراً للكثافة العددية الكبيرة للجمهور من كل الجنسيات والأعمار، وبالتالي يعتبر العمل في هذا المجال، وعلى مدار شهر رمضان خبرة كبيرة لها على المستوى الشخصي والإنساني. زميلتها رميضة البلوشي، التي قدمت أول أعمالها في العمل المتطوعي هذا العام في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير، تقول إنها فوجئت بجو العمل الجميل الذي يجمع بين الروحانيات الإيمانية والإخلاص والتفاني من أجل توفير كل سبل الراحة للمترددات على الجامع، منذ لحظة وصولهن مع عائلاتهن إلى الساحات الخارجية، مروراً بتناولهن الإفطار ثم تأدية صلاة العشاء والتراويح، وانتهاءً بعودتهم مرة أخرى إلى الموقف، وكل ذلك في إطار من الرعاية والاهتمام والخدمة التي تقدمها المتطوعات إيماناً منهن بقيمة العمل التطوعي، ورداً لجزء من جميل الوطن الذي عودنا على العطاء، ولذلك يسعد أبناء الإمارات دوماً بتقديم الخدمة للغير، والمساهمة في رسم البسمة لكل من تقدم لهم خدمات تطوعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©