الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تعيد تأهيل وبناء مرافق سقطرى

الإمارات تعيد تأهيل وبناء مرافق سقطرى
18 يونيو 2016 18:53
محيي الدين عبد الغني (سقطرى) ثمن محافظ سقطرى العميد عبد الله سالم عيسى، مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الأخوية، قيادة وحكومة وشعباً، على وقوفها مع أبناء الشعب اليمني، والتخفيف من معاناتهم جراء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي الانقلابية والمخلوع علي عبد الله صالح على المدن اليمنية، وما سببته من أوضاع إنسانية مزرية. وأشاد العميد عيسى بالدور الإغاثي والإنساني الكبير الذي لعبته دولة الإمارات في جزيرة سقطرى، ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية في مجالات الإغاثة والتعليم والصحة والإعمار، لاسيما أن محافظة سقطرى تعرضت لإعصاري تشابلا وميغ المدمرين في شهر نوفمبر الماضي اللذين خلفا أضراراً بشرية ومادية كبيرة في المحافظة. وتابع محافظ سقطرى العميد عبد الله عيسى، أن السلطة المحلية بالمحافظة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية قد وقعتا اتفاقية توأمة لتأهيل وإعادة الإعمار في عدد من المرافق والمنشآت الحكومية في مجالات التعليم والصحة وصيد الأسماك وإعمار ما دمره إعصارا تشابلا وميغ في المحافظة من خلال بناء الشقق السكنية للمنازل المتضررة جراء التدمير الذي أصابها بعد الإعصارين. وتطرق العميد عيسى إلى أعمال الترميم والتأهيل لمستشفى خليفة بعاصمة المحافظة الذي سيكون إنجازه مهماً في التخفيف من معاناة سكان المحافظة التي يبلغ تعداد سكانها 135 ألف نسمة، والشروع في ترميم وتأهيل مطار المدينة الذي ستتولى الإمارات العربية المتحدة مشكورة تأهيله وترميمه حتى يستطيع استقبال رحلات الطيران الوافدة للمدينة، كما أن هناك مشروع اللسان البحري السمكي الذي سيعود نفعه على المحافظة والصيادين فيها، والذي كذلك تتولى الإمارات الشقيقة تنفيذ مشروعه، وأراه من أهم المشاريع في المجال السمكي الذي انتظرتها جزيرة سقطرى وسكانها منذ سنوات. وقال الناشط الحقوقي والإعلامي عبد الكريم قبلان، إن مشاريع الإمارات سباقة، وفي هذه الأثناء نجدها بذلت مجهوداً رائعاً وكبيراً في المحافظة، ومن أهمها إعادة الأمل في وجود السقطريين من إعمار المساكن لذوي الاحتياج، وفي مقدمتهم الذين كانوا ضحايا إعصاري تشابالا وميج في مناطق مختلفة ومتفرقة من جزر سقطرى. واستعرض قبلان أبرز تلك المشاريع التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة في سقطرى، ومن أهمها في الحقيقة مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في العاصمة (حديبوه) ومديرية (قلنسية) غرب سقطرى، وتسوير سور وإنارة مطار سقطرى الدولي، وتأهيل وتوسعة ميناء (حولاف) شرق العاصمة، ودعم وتزويد كلية المجتمع في سقطرى بكمبيوترات، بالإضافة إلى الطيران الإغاثي، ولم تقف الإمارات بمنأى عن معاناة السقطريين جراء الإعصار أيام محنة إعصاري تشابالا وميج، وأرسلت طائراتها المحملة بمواد إغاثية شاملة. وأضاف أن من أهم مشاريع الإمارات في إعادة إعمار سقطرى، جزيرة عبد الكوي غرب سقطرى، وهي الجزيرة الثانية للأم سقطرى التي شرد الإعصار أهلها وجعلهم بلا وطن، وجعل مواطن أهلها في الحضيض، لتأتي إمارات الخير لتعيد بسمة أمل في الحياة لإعادة بناء المساكن في سقطرى، وبناء مدينة سكنية، ومشروع متكامل في جزيرة عبدة الكوري، وبناء وترميم وتوسعة المباني التعليمية والوحدات الصحية. وقال قبلان إننا نرى دلالات المشاريع الإماراتية من خلال الناس، وشكرهم وتقديرهم للقيادة الإماراتية، وقالوا إن العمل الخيري الإماراتي كثير وليس وليد اللحظة، بقدر ما أنه طابع اجتماعي أخذ عقوداً من الزمن من دعم مالي للمساجد والمدارس والمساكن من قبل رجال الخير الإماراتيين، ومضافاً إليه الدعم المعنوي من خلال زياراتهم المستمرة لسقطرى، وتفقدهم أحوال المجتمع السقطري، تلك الحقائق ليس لها أرقام فقط، بل أفعال واقعية ترجمتها إمارات الخير والعطاء. واختتم الإعلامي قبلان حديثه، إن الإمارات العربية المتحدة تصنع حالياً معجزة تنموية وخدمية شاملة ظل يحلم بها المجتمع السقطري لسنوات، وهو الآن على ثقة كبيرة من كفاءة وقدرات أشقائه في الإمارات بعد وقوفهم النبيل معهم في هذا الظرف الحساس، وسيلامس المجتمع السقطري هذه الخطوات العملية في شتى مجالات الحياة خلال مدة زمنية قصيرة. من جانبه، يقول التربوي ناظم قبلان إن الإمارات كان لها الريادة والسبق في العمل الإنساني في جزيرة سقطرى، ويشير إلى وصول ثمان وعشرين طائرة كمعونات غذائية ومستلزمات طبية خلال الشهور الفائتة، لاسيما بعد وقوع الإعصارين المدمرين اللذين ضربا المحافظة نهاية أكتوبر ومطلع نوفمبر الماضيين، مشيراً إلى مدى الغبطة والارتياح الشديد الذي يسود عامة الناس صغيرهم وكبيرهم من الأدوار والأعمال الجليلة التي قامت بها بلاد الخير والإحسان أرض الإمارات في سقطرى، ناهيك عن مشاريعها وأعمالها الأخرى، منها تبنيها بناء مستشفى زايد العام بالعاصمة حديبو، وتأهيل مطار سقطرى ليصبح مطاراً دولياً، وإضافة لمختلف تلك الأدوار التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فهي تبني دفعة عسكرية لأبناء سقطرى قوامها 2300 عسكري، حيث يتم تدريبهم على مراحل، حيث يوجد الآن في الإمارات الدفعة الأولى من مجموعة المتدربين، ويبلغ عددها 730 متدرباً عسكرياً، وستتوالى بقية الدفع بعد أن تنتهي هذه الدفعة العسكرية من إنهاء مهامها التدريبية التي ستتسمر ثلاثة أشهر، وهذا سيسهم في خلق كادر عسكري متدرب ومؤهل بالأدوار الأمنية المطلوبة في المحافظة. وأشاد الناشط الاجتماعي محمد العوش بالأعمال الإنسانية والمشاريع الخيرية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية في جزيرة سقطرى التي قال إن الأهالي مستبشرون بها، وقابلوها بترحاب كبير، وأصبحت الشوارع والمنازل لا تخلو من صور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نظير تلك الأعمال التي دأبت عليها دولة الإمارات الشقيقة منذ تأسيسها، والتي جعلتها في مصاف الدول الكبرى في العمل الإنساني والخيري، وتحظى بتأييد شعبي واسع، متمنياً استمرار تلك الأعمال، لاسيما في جانب الصحة التي تعاني منها الجزيرة وجانب المساكن الذي تضررت منه الجزيرة بعد إعصاري تشابلا وميغ، وقد بدأت بوادر إنجاز تلك الأعمال تلوح في الأفق من قبل إمارات الخير، وهذا ما تعودناه دوماً منها. وأكد أهمية مشاريع مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية في سقطرى، ومنها مشروع كفالة الأيتام ورعايتهم، حيث تم بناء مجمع سكني لأكثر من 80 أسرة في منطقة (شاالييتن) شرق العاصمة حديبوه، إضافة إلى النفقات التشغيلية بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد، فضلاً عن تحقيق الأهداف الخدمية في جزر سقطرى، وتخفيف العبء عن كاهل المواطن في سقطرى. وبحسب السقطريين، فإن خير الإمارات العربية المتحدة في الجزيرة لا يمكن إحصاؤه، بدءاً من الموقف الإنساني الصادق الذي جاء عقب إعصاري تشابلا وميج اللذين ضربا المحافظة خلال أسبوع واحد فقط في أكتوبر ونوفمبر من العام الفائت، حيث جاءت طائرات إغاثية محملة بمواد غذائية وإيوائية عاجلة من الإمارات العربية المتحدة، حيث وصلت من الإمارات العربية المتحدة ما يقارب 9 طائرات عسكرية شحن محملة بالمواد الغذائية العاجلة المختلفة للقوات المسلحة والأمن لجزيرة سقطرى، وما يقارب 20 طائرة محملة بالمواد الغذائية المختلفة غذاء ودواء وخيام، وغيرها، وبحسب مصادر مطلعة في الجزيرة، تم توزيع السلال الغذائية على أكثر من 25 ألف أسرة على مستوى جزر سقطرى من المتضررين والمحتاجين والفقراء. كما شرعت الإمارات في تأهيل مطار سقطرى وتسويره وإنارته وترميمه، بالإضافة إلى توسعة تأهيل وميناء سقطرى القديم (ميناء حولات) الذي يقع شرق العاصمة حديبو، إضافة إلى إنشاء ميناء سقطرى الدولي المتكامل للخدمات الملاحية والشحن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة شاهب (قرمه)غرب العاصمة حديبوه، ويبعد عن مطار سقطرى الدولي كيلو متر تقريباً. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في منطقة دكسم بين السلطة المحلية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية مؤخراً بشأن إعمار جزر سقطرى من خلال بناء مساكن للمتضررين من إعصاري تشابالا وميج، يستفيد منها المحتاجون والفقراء من أبناء الشعب السقطري، حيث تم التأكيد في المؤتمر من الجانب الإماراتي أن تلك المشاريع الإنسانية والاجتماعية والخدمية تشمل كل المناطق في سقطرى، وتم التركيز خلال المؤتمر الصحفي على أولوية المناطق المتضررة، خاصة منطقة ستروه جنوب سقطرى ومنطقة دروحح ومناطق مختلفة في شرق سقطرى والساحل الشمالي، كما تطرق المؤتمر الصحفي المشترك بين السلطة المحلية بالمحافظة والهلال الأحمر الإماراتية إلى أن تشمل المشاريع إعادة الإعمار من المساكن والمشاريع الخدمية من بناء مدارس وترميمها وتوسعتها، وكذلك الجانب الصحي في المراكز الطبية والوحدات الصحية المتفرقة كمشاريع أولية عاجلة. وتطرق المؤتمر الصحفي المشترك أيضاً إلى جزيرة عبده الكوري تحديداً، حيث تمت الإشارة إلى بناء ما لا يقل عن 150 منزلاً للمتضررين من أهالي عبد الكوري بعد أن تسبب إعصارا تشابلا وميغ في إحداث أضرار كبيرة بمنازل الأهالي، حيث نزح المئات من سكانها عبر البحر إلى منطقة قصيعر في حضرموت عبر سفن الاصطياد حينها، ولا يزالون هناك، وهم بحاجة إلى مراعاة واقعهم أكثر من غيرهم، لأنهم بلا مأوى، وتسعى الإمارات جاهدة مع الخيرين في بناء مجمع سكني متكامل في جزيرتهم، مع توفير الخدمات فيها من تعدين وتحلية المياه إلى أن تصبح عذبة عبر مضخات ومعدات حديثة، بالإضافة إلى بناء المشروع السكني من مدارس وخدمات ومرافق صحية لتلبية الاحتياجات لدى أهالي جزيرة عبد الكوري. مشاريع تنموية تسعى دولة الإمارات جاهدة لتقديم الكثير من الخدمات الأخرى من خلال إعداد مشاريع وخطط تنموية عبر السلطة المحلية بالمحافظة، ومن خلال تلك الخطط الاستراتيجية الزمنية، تعمل جنباً إلى جنب مع السلطة المحلية في تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة على عجالة من الأمر، والكبيرة منها وفقاً لدراسات دقيقة تلبي احتياجات تنموية شاملة للمجتمع. صور قادة الإمارات وما يلفت لدى زيارة الجزيرة، انتشار صور أصحاب السمو الشيوخ حكام دولة الإمارات العربية المتحدة في شوارع ومرافق ومنازل أهالي الجزيرة، تقديراً وعرفاناً لجهود الإمارات في الرفع من كاهل معاناة البيت السقطري، ويتذكر الأهالي زيارة الشيخ حميد بن راشد أثناء زيارته لسقطرى، وهي الأولى من نوعها رفقة مسؤولين رفيعين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان ذلك قبل 10سنوات تقريباً، حيث لاقت تلك الزيارة ترحيباً قوياً، إذ الكل في سقطرى رفع أعلام دولة الإمارات العربية المتحدة، وصور رجالات الدولة احتراماً وتقديراً وعرفاناً لما قدمته الإمارات ورجالاتها لأبناء سقطرى، وقدم الشيخ النعيمي حينها أكثر من عشر باصات للمدارس البعيدة لنقل الطلاب والطالبات، إضافة إلى الخدمات الأخرى من بناء مساجد ومدارس متعددة هنا وهناك. الموقع الجغرافي يقع أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن، حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الأفريقي، وتبعد نحو 300 كيلو متر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني و900 كيلو متر عن مدينة عدن، ويتألف أرخبيل سقطرى من جزيرة رئيسة هي جزيرة سقطرى، وهي أكبر الجزر العربية واليمنية على الإطلاق، ويبلغ طول الجزيرة 125 كيلو متراً، وعرضها 42 كليو متراً، ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كيلو متر، وعاصمتها حديبو، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 44,880 ألف نسمة، وتبلغ المساحة الإجمالية لجزيرة سقطرى حوالي 3650 كليو متراً، وتتبع محافظة حضرموت، وهي كبرى المحافظات اليمنية مساحة. شق طرق ومشاريع زراعية تعمل مؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية على تسهيل وتخفيف المعاناة عن الناس في سقطرى، ومن أهم المشاريع الخيرية فيها، جلب المعدات الثقيلة للسلطة المحلية، لشق الطرق، وللعمل الزراعي كالمحاريث والشيولات والغرافات ومعدات أخرى، كما قدمت مؤسسة الشيخ سلطان شتلات من الزيتون والمانجا وغيرها لا تقل عن 16 ألف شتلة مختلفة الأنواع. ويضيف عبدالكريم صالح «جاءت مؤسسة خليفة لترجمة معانٍ سامية أخذتها على عاتقها تلك المؤسسة عند تأسيسها من مشاريع إنسانية وخيرية، ترتقي بالإنسان والأوطان العربية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©