بدأ لاعبو المنتخب الروسي يحلمون باستعادة أمجاد الحارس الكبير ليف ياشين و''رفاقه'' الذين قادوا الاتحاد السوفييتي للقب النسخة الأولى عام 1960 وذلك بعد تأهلهم إلى الدور ربع النهائي من كأس أوروبا المقامة حالياً·
''نحن نعتزم الاستمرار في البطولة حتى نهاية الشهر'' هذا ما قاله دينيار بيليالتدينوف إثر فوز روسيا على السويد 2-صفر في ايسينبورج في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة· وضمن المنتخب الروسي بفوزه على السويد تأهله إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفيتي بعد أن خرج من الدور الأول في نسختي 1996 و2004 ومن الدور ذاته عام 1992 عندما كان تحت اسم تجمع أو اتحاد جمهوريات الاتحاد السوفييتي·
ويدين الروس بتأهلهم الى اندري ارشافين الذي خاض اول مباراة له في النهائيات بسبب ايقافه في التصفيات، وهو سجل عودة مميزة اذ مرر كرة الهدف الذي سجله رومان بافليوشنكو في الدقيقة 24 ثم سجل بنفسه الهدف الثاني في الدقيقة 50 ليقود بلاده للدور ربع النهائي حيث ستواجه هولندا·
ويأمل الروس ان يخرجوا فائزين من مواجهتهم مع المنتخب البرتقالي الذي أعلن نفسه المرشح الأقوى للفوز باللقب للمرة الثانية بعد عام 1988 عندما تغلب حينها على الاتحاد السوفييتي بالذات، حارماً الأخير من لقبه الثاني بعد الأول عام 1960 والذي توج به على حساب يوغوسلافيا 2-1 في مباراة تعملق فيها ياشين وانقذ بلاده من المد الهجومي اليوغوسلافي· واشاد يوري جيركوف بزميله ارشافين قائلا ''ارشافين قدم عرضا مذهلا· كان قائدا رائعا· كنا نفكر بالفوز فقط وفزنا عن جدارة· عندما سجل ارشافين الهدف الثاني علمنا اننا لن نتخلى عن هذا الانتصار· الآن علينا ان نحقق ثأرنا من الهولنديين الذين فازوا علينا 4-1 في آخر مباراة بيننا''·
وكانت هولندا قد حققت فوزا عريضا على روسيا 4-1 في مباراة ودية اقيمت في فبراير2007 وسجل الأهداف راين بابل الغائب عن النهائيات بسبب الإصابة، وويسلي شنايدر ويوريس ماتييسن ورافايل فان در فارت، مقابل هدف لفلاديمير بيستروف·
وكانت تلك المواجهة الاولى بين هولندا وروسيا منذ تفكك الاتحاد السوفييتي الذي وصل الى نهائي المسابقة القارية في 4 مناسبات (1964 فاز على يوغوسلافيا و1964 خسر أمام إسبانيا و1972 خسر أمام المانيا الغربية و1988 خسر أمام هولندا)·
اما الاتحاد السوفييتي فالتقى مع هولندا في 3 مناسبات رسمية وكانت خلال الدور الاول من كأس أوروبا 1988 عندما فاز 1-صفر وفي نهائي النسخة ذاتها عندما خسر صفر-2 وفي الدور الاول من نسخة 1992 عندما تعادلا صفر-صفر·
وفي المواجهات الودية التقيا في مناسبتين عامي 1989 و1990 وتبادلا الفوز الذي كان من نصيب هولندا 2-صفر في الاولى ثم الاتحاد السوفيتي 2-1 في الثانية، وبالتالي كان مجمل عدد المواجهات بين الطرفين ست، ففازت هولندا في ثلاث وروسيا (الاتحاد السوفيتي) في مناسبتين، وتعادلا مرة واحدة·
وعلق بيليالتدينوف على أخر مواجهة بين المنتخبين قائلا ''تغلبوا علينا 4-1 في آخر مرة لعبنا معهم، وبالتالي هناك امكانية بان يستخفوا بنا لان تلك المباراة لا تزال في اذهانهم· يجب استغلال هذا الامر· نحن الان نريد اكثر من التأهل عن المجموعة وحسب· لا نريد العودة الى المنزل قبل 30 يونيو، لكن الامور لن تكون سهلة من الآن وصاعدا''·
أما القائد سيرغي سيماك فاعترف أن الهولنديين قدموا افضل انطباع في هذه البطولة حتى الان، مضيفا ''لم تكن مباراتنا مع السويد سهلة الاطلاق· وضعنا الكثير من الطاقة والمشاعر في تلك المباراة· نحن سعداء جدا بتأهلنا، لكن لا يوجد اي اوهام، علينا ان نتحضر للمباراة المقبلة· الاهم هو ان نسترد طاقتنا· لدينا القليل من الوقت من اجل تحقيق ذلك لكني متأكد من قدرتنا على تحقيق هذا الامر في الوقت المناسب، وبعدها سنرى ما بامكاننا فعله''·
ولم تقتصر فائدة الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي على نظيره السويدي 2/صفر في ختام مباريات الدور الأول على تأهل الفريق الروسي لدور الثمانية وزيادة شهرته ومكانته على الساحة الاوروبية فحسب وإنما امتدت لتضاعف من شهرة الهولندي جوس هيدينك المدير الفني للفريق·
وأظهر هيدينك سابقا أنه أحد أفضل المدربين في العالم عندما تكون المهمة هي وضع فريقه في القمة في الوقت المناسب·
وبعد الهزيمة التي مني بها المنتخب الروسي أمام نظيره الإسباني 4/1 في افتتاح مباريات الفريقين بالدور الاول للبطولة تضاءلت ترشيحات المنتخب الروسي لعبور الدور الاول خاصة وأن أي فريق يضم بين صفوفه لاعبين روس لم يصعد إلى الدور الثاني في البطولة الاوروبية منذ وصول منتخب الاتحاد السوفييتي السابق لنهائي يورو 1988 ·
وخسر المنتخب السوفييتي تلك المباراة النهائية أمام نظيره الهولندي صفر/2 كما سجل المهاجم الهولندي ماركو فان باستن المدير الفني لمنتخب بلاده حاليا هدفا تاريخيا في تلك المباراة· ولكن مع الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي في الجولة الثانية من مباريات البطولة الحالية على نظيره اليوناني حامل اللقب والاداء الرائع الذي قدمه الفريق الروسي في المباراة عادت الترشيحات لتشير إلى إمكانية تأهل المنتخب الروسي إلى الدور الثاني في البطولة·
وأكد الاداء الذي قدمه المنتخب الروسي أمام نظيره السويدي في مدينة إنسبروك النمساوية وفوز المنتخب الروسي بهدفين سجلهما رومان بافليوتشينكو وأندري أرشافين الفائز بلقب أفضل لاعب روسي هذا العام أن المنتخب الروسي أصبح قوة لا يستهان بها·
ولذلك فإن المنتخب الهولندي لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود عندما يلتقي نظيره الروسي اليوم في مدينة بازل السويسرية في دور الثمانية للبطولة· ويدعم موقف المنتخب الروسي وجود المدرب الهولندي هيدينك في قيادته حيث يمتلك هيدينك سجلا رائعا في عبور دور المجموعات في البطولات الكبيرة· وقاد هيدينك منتخب كوريا الجنوبية لاحتلال المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وهو نفس الانجاز الذي حققه مع المنتخب الهولندي في كأس العالم 1998 بفرنسا·
كما قاد هيدينك المنتخب الأسترالي إلى الصعود للدور الثاني (دور الستة عشر) في كأس العالم 2006 بألمانيا وذلك في أول مشاركة للمنتخب الأسترالي في نهائيات كأس العالم منذ 32 عاما كما أنها المرة الاولى التي يعبر فيها المنتخب الاسترالي الدور الاول لكأس العالم·
ويأمل هيدينك ''61 عاما'' حاليا في الصعود بالمنتخب الروسي إلى المربع الذهبي في يورو 2008 بعد عامين من توليه مسؤولية تدريب الفريق وربما يأمل بعد ذلك في الوصول للمباراة النهائية للبطولة·
وقال هيدينك في تعليقه على المنتخب الهولندي ومديره الفني ماركو فان باستن ''إنها مباراة ذات طابع خاص لأنني أعرف اللاعبين ومدربهم كما عملت مع العديد من أعضاء الفريق·· لكننا نلعب بأسلوب الأداء الذي يفضلونه· ولذلك ستكون مواجهة مثيرة''· ويعتقد هيدينك بأن الانجاز الذي حققه فريقه في يورو 2008 يمثل البداية فقط لشيء أكبر بالنسبة لكرة القدم الروسية بعد أن استعاد الدوري الروسي عافيته بعد سنوات من الفوضى التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991 ·
وقال هيدينك ''إنها خبرة هائلة للاعبين·· كرة القدم الروسية تتطور والأداء الجيد للفريق أمر مهم''· وستكون مباراة اليوم أمام المنتخب الهولندي مؤشرا جيدا عما وصل إليه المنتخب الروسي بقيادة هيدينك·
وسقط المنتخب الروسي وديا أمام نظيره الهولندي 4/1 في العاصمة الهولندية أمستردام في فبراير 2007 ولكن هيدينك يعتقد أن فريقه يختلف تماما عن الفريق الذي سقط أمام هولندا قبل 16 شهرا·
وقال هيدينك: أشعر بسعادة بالغة لأن الفريق وصل سريعا·· عندما تقارن هذا الفريق بالفريق الذي واجه هولندا قبل عام تجد أن الفارق هائل· إننا الان نقوم بالفعل أكثر من رد الفعل''·
عدد اليوم
