السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيوتن بالعربية الفصحى

نيوتن بالعربية الفصحى
18 أغسطس 2009 01:40
كما تعلمنا في المدرسة، فإنَّ تفاحة سقطت على أنف المدعو جدلاً اسحق نيوتن بينما كان منبطحاً تحت شجرة (تفاح بالطبع)، جعلته يتفكر في أسباب سقوط تلك التفاحة.....إلى أن اكتشف قانون، أو بالاحرى، قوانين الجاذبية التي لم تكن معروفة سابقاً.... ربما لو كانت وقعت عليه الشجرة بأكملها لاكتشف سر الحياة والموت، لو بقي على قيد الحياة بعدها. لنحاول أن نتخيل أنَّ الحدث (حادث سقوط التفاحة) حصل مع عقلة أو عبد ربه أو مفلح. بالتأكيد سيكون رد الفعل مختلفاً. لو حصل الأمر مع عقلة مثلاً وسقطت عليه التفاحة وهو نائم، لكان صحا من النوم منزعجاً، ثم نظر إلى التفاحة بتواطؤ وابتسم بخبث، ثم تناولها و(جغمها) وهو يردد بحبور عبارة: «سبحان الله يا القسمة»!! ولو حصل الحادث بشكل مشابه مع عبد ربه المذكور أعلاه، لكان وضع يده على أنفه ومسح الدم بانفعال، ثم بحث عن صاحب البستان، وطالبه بجمع جاهة كريمة (طبعاً) وعملاقة حتى يحضروا إلى بيت المغدور (عبدربه) للحصول على صك صلح عشائري سوف ينشر بالجريدة الرسمية... وبعد توقيع الصك من وجهاء العشائر المرافقين ينتظرهم خروف أو عدة خرفان على مناسف عملاقة... ويتنازل عبدربه عن حقه إكراماً للجاهة الكريمة... أي أنَّ صديقنا عبدربه سوف يخبص الدنيا ويجرجر (العبي) ويولم لجاهة طويلة عريضة بتكاليف لا تقل عن حجم راتبه لثلاثة أشهر قادمة .. كل هذا من اجل تفاحة سقطت على أنفه. أما مفلح، الذي يتميز بعقلية علمية لا بأس بها، فسوف يكتشف أنَّ التفاح هو أحد أنواع الطيور، بدليل البيت الشعري الذي يقول: «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع». ردود فعل متنوعة سوف تصدر عن إخوتي العرب في كل زمان إزاء حادثة السقوط، لكن لن يكون بينها من قريب أو من بعيد ما يقترب من منهج وطريقة واكتشاف اسحق نيوتن (الحقّ ع نيوتن طبعاً). كم بسطاراً سقط على رؤوسنا!! كم دبشة!! كم سطلا !! كم ساطورا!! كم صاروخا عابرا للكرامة!! الغريب أنها جميعها بلا استثناء.... سواء كانت بساطير أودبشات وسطول أو سواطير أوصواريخ أميركية جميعها مقصودة تماماً، وليس على سبيل الصدفة أو انصياع لقوانين الجاذبية، كما تفاحة نيوتن... لكننا لم نكتشف أي شيء جوهري بعد!! ولن نكتشف، ما دمنا نواجه الحياة ونفكر ونتصرف بهذه الطريقة!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©