الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دموع للنصر وأخرى للهزيمة

دموع للنصر وأخرى للهزيمة
18 أغسطس 2009 01:36
إن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون، ليس الفشل دليلاً على الموت ولكنه بداية اليقظة. فما الحياة الدنيا إلا مدرسة امتحان ليبتلي الله عباده، ويميز الخبيث من الطيب «ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة»، (الأنفال – 42). والناس في ذلك متباينون «فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله»، (فاطر – 32). وهذا هو المضمار الذي يجتهد فيه المجتهدون «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»، (المطففين – 26). فنشكر الله ونحمده على كل حال، «لئن شكرتم لأزيدنكم» ( إبراهيم - 7). تذكر دائماً الطريق إلى النجاح الكبير يتضمنه مخاطر كبيرة. عندما تخسر لا بد أن تستفيد من خسارتك، وتذكر أنه في بعض الأحيان لا تنال ما تريد وربما تكون محظوظاً في ذلك. «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين»، (155) البقرة. إن الاعتراض على قدر الله هو اعتراض على الخالق الوهاب الذي إن شاء أعطى وإن شاء أخذ، «لا يسأل عما يفعل وهم يسألون». فالإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء وكلما اشتد البلاء على المؤمن زاد إيمانه وقوى تسليمه، «أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون». لقد أصيب أيوب عليه السلام في بدنه وماله وولده فنال رضاء الله بصبره وبيقينه بمغفرة الله وفضله وعدله وحكمته «وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين»، «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم». الثقة بالنفس طريق النجاح إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، أما التشاؤم فهو حالة من الخوف المجهول مع توقع وترقب مستمر للحالات السلبية، والتفاؤل هو حالة تؤدي بالإنسان إلى رؤية الجانب المشرق من الأشياء والإيمان بأن الخير سوف ينتصر، فهو يجعل الحياة ناجحة وسعيدة لتحقيق الأهداف السامية. لذلك كن صادقاً مع نفسك، وأبداً بتقييم وتقويم نواحي النقص ولا تعمد إلى الفرار من نقائصك وعيوبك ولتكن دائما على ثقة بإمكانياتك، ولتكن أهدافك معقولة يمكن تحقيقها بعيداً عن الغرور وأحلام اليقظة المستحيلة، ويبدأ ذلك بالشعور بالرضا والتسامح مع الذات، لذلك كن جميلاً ترى الوجود جميلا، السعيد هو المستفيد من ماضيه، المتحمس لحاضره، والمتفائل بمستقبله، اجعل نفسك أكثر تفاؤلاً فالمتفائل يتطلع في الليل إلى السماء ويرى حنان القمر، والمتشائم ينظر إلى السماء ولا يرى إلا قسوة الظلام، «تفاءلوا بالخير تجدوه». صناعة الحياة أن يكون لك موقع في هذا العالم، أن تكون رقماً له قيمة لا صفراً على شمال العدد، فذلك يعني أن تساهم في البناء والعطاء بما تستطيع، لا أن تكون حملاً ثقيلاً على الحبيب، فالنحلة الميتة ترمى خارج الخلية لأنه لا قيمة لها. اجعل من خوفك سلماً للشجاعة، وتعلم كيف تبني دافعيتك للنجاح، وتوقظ طاقتك الكامنة؟ وليس الفشل أن نقع في الخطأ ولكن العيب أن نعيد نفس الخطأ، عليك بتقوى الله تعالى فهي خير زاد وأفضل وصية فالله تعالى يقول: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ»، الطلاق 2-3 . ويقول تعالى أيضاً: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا»، الطلاق 4. لا تذرف الدموع على ما مضى، فالذين يذرفون الدموع على حظهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا، والذين يضحكون على متاعب غيرهم لا ترحمهم الأيام، لا تبك على اللبن المسكوب، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان». «الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ». اجعل حبك لنفسك يتضاءل أمام حبك لغيرك فالله تعالى يقول: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ»، الحشر- 9. والسعداء يوزعون الخير على الناس، فتتضاعف سعادتهم والأشقياء يحتكرون الخير لأنفسهم فيختنق في صدورهم. اجعل قلبك مليئاً بالحب والتسامح والحنان. فالأشقياء هم الذين امتلأت قلوبهم حقداً وكراهية ونقمة، كن أكثر إنصافاً للناس مما أنت عليه فالظلم يقصّر العمر، ويذهب النوم من العيون، إذا نجحت في أمر فلا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك، وإذا انتصرت على خصومك فلا تشمت بهم وإذا أصيبوا بمصيبة فشاركهم ولو بالدعاء، فالله تعالى يقول: «وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ»، (43) الشورى. ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «اللهم لا تشمت بي عدواً حاسدا». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك». تسامح مع الذين أخطأوا في حقك، والتمس لهم الأعذار، تسامح مع نفسك ومع الآخرين. دروس التسامح منحتني إحساساً بالحرية الشخصية والأمل والطمأنينة والسعادة. فالتسامح يحررنا من أشياء كثيرة ويخمد معارك الصراع الداخلية مع أنفسنا ويتيح لنا فرصة التوقف عن استحقار الغضب واللوم. فالتسامح الذي بقلوبنا يمكننا في النهاية ممارسة الإحساس الحقيقي بالحب. «وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غداً وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت إن الله عليمٌ خبير». لقمان (34). لنحاسب أنفسنا بدلاًِ من أن نحاكمها جرب ما لم يجربه غيرك، والمطلوب أن تكون مرناً حتى مع خططك كما هو مطلوب في تعاملك مع نفسك. والمحاسبة لا تعني المحاكمة، ولذلك فهي ليست من أجل إصدار أحكام إدانة أو براءة، وإنما هي من أجل تحسين العمل وتطويره، ولكن حاسب نفسك بتجرد، لتتجنب محاسبة الآخرين لك بانحياز. «وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون، أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون». بعض الناس يمشي بالحياة ويضع فشله أمامه، وبعض الناس يمشي بالحياة وتجاربه السابقة تساعده وينطلق من جديد. حكمة تقول «اذهب خلف حلمك مع رغبة جادة وعزم وتصميم فإما أن تنجح وأما أن تتعلم وتكبر». قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً». ربما ما يراه الناس منك فشلاً، هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد. لذلك عليك أن تصعد فوق فشلك، وتمشي فوق الجرح والألم لتصل إلى شواطئ السلام والنجاح. لو شغلت فكرك بالنجاح ستنجح، ولو شغلت فكرك بالفشل ستفشل. كثير من الناس تتولد مشاكلهم من عدم وجود مشاكل لديهم، فيتحولون هم إلى مشكلة. يقول أحد حكماء الهند لتلميذه: «إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكن نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا». الغرق في الفشل هناك شخص يأخذه الكبرياء بتأنيب الضمير أو العزة بالإثم فيبرر فشله بإسقاطه على الآخرين والظروف المحيطة به ولا يعترف بالتقصير لتحقيق النجاح. وشخص أخر يغرق في بحر الفشل ويعيش الصدمة ويحاول إيجاد العزاء لنفسه، وذلك بالتشبث بتجاربه الناجحة الماضية إرضاء لغروره. وفي بعض الأحيان يسيء لنفسه أكثر بالتحدث عن هذا الفشل مع الأشخاص الذين عرفوه بنجاحاته أو الأشخاص الذين لا يعرفونه وذلك لإيجاد تبريرات أمامهم. ونوع آخر يعبر عقبة الفشل بالثبات والإرادة، وأي تجربة سلبية أو إيجابية تدفعه لنجاح آخر، والتفكير بأسباب هذا الفشل وطرق تفاديها في المستقبل، فالناجحون لا يولدون بل يصنعون، فلنترك الفشل ولنبحث عن النجاح، نعم ابحث عن النجاح في نفسك، أبحث في نفسك عن مصدر القوة والطاقة، اكتشف في ذاتك عن مكامن القوة والقدرات لديك، ابحث عن الشيء الرائع الذي تقدر أن تقدمه لنفسك ولمجتمعك. تحويل الفشل إلى نجاح إن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية، يصنعه صُنّاع النجاح بالثبات والكفاح. فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء، فإن تحويل الفشل إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز. الناجح قد يفشل والفاشل قد ينجح، «وتلك الأيام نداولها بين الناس». ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل، إنما الفاشل من يقع فيه ثم يرتضيه ويكرر نفس الخطأ. فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وكل واحدة من هذه الخبرات تجعلك أكثر قوة على الرغم من أنه غالباً ما تغفل عن إدراك ذلك، إن الخوف من الفشل يعتبر أول خطوة إلى الفشل بل هو الفشل عينه فقد فشلت قبل أن تبدأ. لا يوجد هناك فشل حقيقي، فما ندعي بأنه فشل ما هو إلا خبرة قد اكتسبناها من واقع تجاربنا في الحياة، إذ أن الشخص الفاشل هو الذي لا يتعظ من تجاربه، ويعتبر أن الأمر منتهياً من حيث فشله، ينهزم بعض الأفراد حين يسقطون في حفر الفشل، الأمر الذي يولّد عندهم تخوّفا من الإبداع والتميّز وهروباً من التحدّي والإنجاز، وينظرون للعالم من حولهم بالفشل، وأناس يهبوا بقوة وهمة عالية جديدة، سقوط الإنسان ليس فشلاً ولكن الفشل أن يبقى حيث يسقط. الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين، وأعداء حقيقيين، فكل دقيقة لا تضيف إلى وجودك، فإنها تحط من قدرك. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال: هلك الناس، فهو أهلكهم». يختلف معنى ومفهوم الفشل من فرد لآخر ولكنه بالنهاية إحساس صعب إيجاد وصف لمعانيه. نعيشه ونتعرض له ونتألم منه وأحياناً يلازمنا ولا يفارقنا. ولكن لولا الفشل ما عرفنا طعم النجاح. أحياناً يكون الفشل نابع من تقصيرنا في السعي بشتى الوسائل للنجاح، وأحياناً يفرض علينا هذا الفشل ونخضع لظروف قاهره فوق كل الأسباب. والفشل ليس عيباً بل هو ممر كلنا نعبره ولنعتبره تجربة. ومن الأخطاء والفشل تعلمنا الكثير، والحياة كلها عبر وتجارب. ولكن هل تستطيع أن تتحدى فشلك وأن تبدأ من جديد؟ ما هو إحساسك وشعورك عندما يقال لك أنت إنسان فاشل. أحياناً يكون الفشل هو طريق النجاح. اقتنع بأنك قادر على التغلب على مرارته، اعلم أن الأمس انتهى وغدا يوم جديد. الفشل لا يهدمك، وتسلح بالأمل وتوكل على الله، ولا تفقد الثقة بنفسك وبقدراتك، وأعلم أن الحياة تجارب، فشلت اليوم وغداً ستنجح بإذن الله. حتى ندرك النجاح، لابد من معرفة معنى الفشل، وهذا لا يعني أنه يجب أن نرمي أنفسنا بالإثم والتهلكة لنتعلم وننجح. الفشل هو عدم وضع هدف إيجابي ثم العمل على تحقيقه مهما كانت العوائق. فكما أن النجاح أمر نختاره ثم نسعى لتحقيقه، فإن الفشل يمكن أن يكون كذلك. فعندما نرى الأشخاص الذين يفتقدون الأهداف والحوافز التي تدفعهم للنجاح فإننا نرى أشخاصاً يعيشون بدون غرض ولا يستمتعون بحياتهم، بل إنهم يشعرون أنها مليئة بالفشل. ولكن غياب النجاح السريع لا يعني الفشل، بل معلومات تفيد في ضبط المسار وتعديل خطط تحقيق الهدف، ولذلك فإن كلمة محاولة قد تجعل الإنسان يتوقف بدلاً من استمرار السعي لتحقيق الهدف، فالإخفاق أمر شائع بين الناس وهو أكثر حدوثاً من النجاح. من مخاطر الفشل: الإحباط واليأس، التهور واللامبالاة، عدم الإنتاجية، التنازع والتفرق، الحسد، نقص الثقة، والمجهود الكبير. من بعض أسباب الفشل: حين نستسلم للفشل نفتقد الحكمة، «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً». من جرّاء التهور واللامبالاة، على شعار: ما لجرح بميت إيلام. فحين يستحوذ الفشل من الفاشل، تراه لا يقبل التوجيه ولا يقبل الواقع الذي يعيشه. ولذلك تجده كثير التنازع والخلاف لأنه رضي بما هو عليه من الفشل. الفاشل قد تتولد عنده نفسية انتقامية وحقودة على كل تميّز وإبداع. كثرة الانتقاد والسباب، واللمز والتنقّيص لإبداعات الآخرين، والحاسد الفاشل يكره حصول النعم ويكره التميّز والإبداع. قال تعالى: «وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ». التنازع والاختلاف: قال الله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»، فالتنازع باب الفشل. العجز والكسل: وهاتان الصفتان مفتاح كل شر، فالعجز أصل المعاصي كلها. الارتجالية والاعتداد بالرأي: على مبدأ: «مَا أُرِيكُمْ إِلاَ مَا أَرَى»، أنا والطوفان من بعدي. الأمر الذي يولّد الخلاف والتنازع والاختلاف فنسقط في الفشل، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وهم الكمال: أن يشعر الإنسان أنه بلغ المرحلة التي لا يفشل معها، أي الكمال الزائف، ولذلك نجد أن تربية القرآن تعتبر كل مؤمن يحتاج إلى التربية والاستقامة والتذكير بها، «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ»،(16الحديد). الثقة المفرطة بالنفس فشل الفاشل يعلوه صوت الـ أنا، ويطربه نغم لي، ويطغيه عندي. ولذلك كان من دعاء الصالحين: «ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين». قال بعض الصحابة في يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلّة، فأنزل الله: «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ». إن الجبن رفيق الفشل، وهو يتدخل في أحيان كثيرة ليقطع عليك طريق النجاح أو العمل، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من الجبن في الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال). عزة النفس المبالغ فيها أيضا قد تكون من الأسباب الخفية للرغبة في الفشل، فكم من واحد أضاع فرصة عمل ممتازة لمجرد أنه يخشى أن يراه الناس وهو في موقف لا يريدهم أن يروه فيه. - المماطلة: وهناك سبب آخر وهو داء المماطلة والتسويف، ويعرف المختصون المماطلة بأنها قيام بمهمة ذات أولوية منخفضة بدلا من إنجاز المهمة ذات الأولوية الرئيسية، وهي أيضا الرغبة الكامنة في النفس لتأجيل القيام بالمهام والأعمال والمشاريع من خلال تقديم الأعذار واختلاقها وتبرير التأخير ورفض الإقدام على أعمال معينة أو رفض فرص وظيفية أو ترقيات مستحقة أو تغيير محيط العمل، ويمكن علاج المماطلة بتفادي السلوكيات التي تولدها، ومن ضمنها نجد ترك العنان للتفكير مثل استرجاع ذكريات جميلة أو التفكير في التقدير الذي سيلاقيه العمل بعد إنجازه، كما يمكن محاربة عوائق أخرى من قبيل تجنب تصرفات خاطئة: الغرق في مكالمات هاتفية لا حد لها، والثرثرة فيما لا ينفع، أو غيره. يحيط بكل أمر مستحيل ألف أمر ممكن هل استمتعت يوماً بفشلك مع دروس الحياة الباهظة الثمن؟ هل فشلت في تحقيق شيء مهم في حياتك؟ هل نسيت أحلامك وتعبت من كثرة الفشل؟ ما هو تأثير الفشل والإحباط على عقلك وجسمك وروحك؟ لماذا بعض الناس يفشل باستمرار؟ فما من إنسان عاش هذه الحياة إلا وذاق النجاح والفشل، الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحققه كل إنسان دون أن يبذل أي مجهود، للنجاح طريق واحد، وللفشل أبواب عدة ودرجات مختلفة. والنجاح يولد من رحم الفشل لكن ذلك يحدث فقط للذين يتعلمون من تجاربهم وتجارب الآخرين، فأهلاً بالفشل إن كان سيقربك إلى الله وتتحرك لتحقق ما تريد، ليس المهم ما حدث لك في الماضي ولكن ماذا ستفعل الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك، وحتى تتغير الأمور يجب أن تتغير أنت أولاً وليس الآخرين، أفعال صغيرة تقودك إلى نجاحات كبيرة، لأن كل شيء خلقه الله تعالى بسبب وما حدث لك حدث بسبب ربما كان يهيئك لأمر ما، الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق بل هو البداية دائماً، اعلم أن الفشل هو نعمة وحالة إذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك، عندما تفشل في شيء فهذا لا يعني النهاية إن جعلتها درساً للبداية، راجع وضعك الحالي وغير الاستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها. جميعنا نمر بالفشل والكثير منّا يعتبر الفشل نقمة على الإنسان ولكن إذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة في الوصول إلى الهدف الذي نريده. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، 11- الرعد. سر السكينة إن شعور الفرد بالرضا من أول أسباب السكينة النفسية التي هي سر السعادة، والرضا نعمة روحية مبعثها الأيمان بالله رب العالمين وحسن الظن به، الأمن النفسي هو الشعور بالهدوء، والسكينة، والسلام الروحاني، وأن يحيطك الأمان والاطمئنان في كل لحظة وفي كل جانب من جوانب حياتك، قال الله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، كذلك «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، الرعد - 28. يقول الأمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه): «أن تجزع تؤزر وأن تصبر تؤجر»، فالصبر إذا ما اقترن بالصلاة يجعل الفرد مطمئناً إذ يقول الله سبحانه وتعالى: «استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين». ( البقرة - 153). ، «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون»، يوسف – 87. «ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً»، (الطلاق:2-3). وكذلك طاعة الله والتوبة: «فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم» (المائدة - 39). «ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو»، «فأعفوا واصفحوا». ضعاف النفوس يحمل الإنسان في ثنايا عقله الآمال والطموحات، غير أنه لا يضمن بالتأكيد تحقيقها كلها كما يرجو ويتوقع. فكيف يمكن تحويل الفشل في الحياة إلى نجاح يقود الإنسان إلى مرتبة الرضا عن النفس، ومن ثَم إلى تلمس خيوط السعادة في هذه الحياة الدنيا والآخرة. المشكلة ليست في السقوط أو في التعثر في حفر الحياة المتناثرة هنا وهناك، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن يظل الساقط والعاثر في مكانه بلا حراك. الله تعالى وهب الإنسان القدرة على الطموح، لكن هناك دائماً مشاكل في طريق الوصول إلى ما يطمح إليه، وعلى الإنسان أن يشق طريقه، وان يصارع ويواجه تلك المشاكل والعقبات، وتحقيق طموحاته وأمنياته. ولكن لماذا الخوف من الفشل؟ الفاشلون قسمان: قسم فكر ولم يفعل، وقسم فعل ولم يفكر. إن بعض الناس نفوسهم رهيفة لا تقبل الصدمة، نفوس متعودة على الراحة، ولذا هم يتراجعون عن أي طريق تعترضهم فيه المصاعب والصدمات والمشاكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©