الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالعزيز النعيمي: هناك جرائم ترتكب في حق الأرض وسنتعرض لمناخ أكثر سخونة

عبدالعزيز النعيمي: هناك جرائم ترتكب في حق الأرض وسنتعرض لمناخ أكثر سخونة
18 أغسطس 2009 01:34
المهندس سمو الشيخ عبدالعزيز بن علي النعيمي «الملقب بالشيخ الأخضر»، مهندس كيمياء، ماجستير في علوم البيئة، ويحضر للدكتوراه في الإدارة البيئية والانتاج الأنظف، وله كتاب بعنوان «بيئتنا الجميلة»، وأضاف أن ما يتعرض له كوكب الأرض وصل إلى حد خطير. يرى سمو الشيخ عبدالعزيز أنه من أجل تخفيف وطأة الجرائم التي ترتكب في حق الأرض، ومن أجل التقليل من الأخطار التي تحيق بنا مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير، علينا أن نحافظ على المواد الأولية والطاقة والماء من خلال تحسين كفاءة التصنيع، وتجنب إنتاج النفايات في كل مرحلة من عملية التصنيع أو التوزيع، واستبدال المواد السامة والخطيرة بمواد أقل ضررا أو بدائل نظيفة. ويطالب الشيخ عبدالعزيز بفرض عقوبات على كل الجهات التي ينتج عنها انبعاثات، بعد إصدار التشريعات، واللجوء إلى آليات وبدائل تحمي وتقلل من مستوى السمية في جميع الانبعاثات والتصريفات، خلال مراحل الإنتاج، كما يمكن إعادة تدوير واستعمال واسترداد المنتجات الثانوية والمخلفات إلى أقصى حد ممكن من أجل تحويل النفايات إلى مواد مربحة تجاريا. مناخ أكثر سخونة يعمل الشيخ النعيمي في عدة مهام ولكنه أكثر شغفا واهتماما بأمور البيئة، وقد أجرى قبل عدة سنوات دراسة لها علاقة بالانبعاثات وأشرفت عليها لجنة مختصة من الخبراء، وهو يقول أن العالم يشهد ارتفاع في درجة الحرارة بسبب انبعاثات الغازات وبسبب استهلاك الوقود الأحفوري، وان الإمارات الأعلى في العالم من حيث معدل انبعاث ثاني أكسيد الكربون للفرد، وقد تتعرض المنطقة وبقية دول غرب آسيا لمناخ أكثر سخونة ومزيد من الأحوال المناخية القاسية، إلى جانب ارتفاع مستوى البحر، وحدوث المزيد من الفيضانات والطقس الرديء. كل تلك الظروف سوف تؤدي إلى تزايد الإجهاد الحراري على السكان، وارتفاع معدل الأمراض، وبسبب النمو السكاني والنمو الاقتصادي ازداد معدل استهلاك الطاقة، ومن أجل درء المخاطر قامت بعض الشركات الوطنية التي تعمل في مجال النفط بخطوات إيجابية كالتوقف عن عمليات حرق الغاز، وللإمارات تحسب خطوة اعتماد تقنيات لضمان خفض الانبعاثات الضارة إلى أقصى درجة، ولكن يجب تقديم المزيد من الوعي البيئي، وتنفيذ القرارات العقابية على الجهات التصنيعية والتعميرية، لأنها من أجل نموها الاقتصادي تحصد الأخضر ولا تبقي إلا اليابس. الإنتاج الأنظف ويوضح النعيمي ان النتيجة هي وقوع كوكب الأرض تحت ضغوط عالية تهدد أسباب العيش على الأرض وهي الماء والهواء، وحتى التربة الصالحة والزرع حتى ظهرت أمراض جديدة نتيجة لهذا الاختلال في التوازن البيئي، وان القطاع الصناعي في الثمانينات قد بدأ برنامج الإنتاج الأنظف، وذلك من خلال برنامج الأمم المتحدة الخاص بالبيئة، ويقوم ذلك على استبعاد المواد الملوثة قبل حدوثها وانتشارها على عكس مبدأ معالجة التلوث بعد حدوثه. فنحن بحاجة إلى تكريس مفهوم (الكفاءة الإيكولوجية) من أجل صحة هذا الكوكب وبالتالي صحة الإنسان الذي يعيش عليه، والإيكولوجية هي زيادة الإنتاجية بأقل استهلاك ممكن للموارد الطبيعية من ماء وطاقة وغير ذلك، وهي تساهم في إنتاج فوائد اقتصادية وبيئية للتقليل من الأضرار السلبية على البيئة، وكما إن هذا المفهوم يمنع التلوث ويقلل من النفايات ويخفض النفايات من المصدر من خلال المراحل التي تمر بها جميع المنتجات. هدر الطاقة ويؤكد النعيمي على أهمية تصحيح ما تم ارتكابه في حق الكوكب الذي نعيش عليه، وكي تعود أجواؤنا صافية زرقاء كما كانت وليست غبراء بلون أصفر، علينا أن نوجه أصحاب الشركات والمصانع لاستخدام التقنيات الحديثة التي تحد من هدر الطاقة، وتقلل من الانبعاثات وتحد من ارتفاع ثاني أكسيد الكربون. شرح ذلك قائلا: إن نظام الصناعة موجود في شبكة ترابط مع النظم الأخرى، وهو ليس في حالة عزلة ويؤدي إلى الاستخدام الأمثل لمجموعة الدورة الحياتية للمواد، من الخام إلى المراحل التصنيعية للمنتج، ومنها المنتجات الثانوية وإنتاج المخلفات وعمليات الردم وتخزين النفايات والاستخدام الأمثل لاستهلاك الموارد والطاقة وإنتاج المخلفات. تحدث أيضا عن المباني الذكية التي تستخدم مواد طبيعية ملائمة للبيئة المحلية، وهي في ذات الوقت صديقة للبيئة، لأنها يمكن أن تمنع التأثيرات السلبية على صحة الإنسان وعلى البيئة من حوله، ومن أهم الجوانب الإيجابية لجعل المبنى ذكيا هو الاقتصاد في الكلفة، واستخدام الطاقة البديلة أو المتجددة وهي الطاقة الشمسية في عمليات التسخين والتبريد. بالإضافة إلى التهوية والإضاءة الطبيعية ودخول الشمس على مختلف جوانب المباني، مما يؤدي إلى التقليل من استخدام الطاقة وهدرها، بالإضافة إلى تكثير التشجير من اجل امتصاص الغازات السامة وتكوين الأكسجين، واستخدام مياه الصرف الصحي من نفس المباني بعد معالجتها من أجل السقاية وري النباتات. كما يؤكد على أهمية وضع قوانين من قبل ذوي القرار تحد من تلوث الأجواء ومن هدر الطاقة والمياه، كما يدعو إلى تشكيل فرق تطوعية تعمل على رعاية وحماية البيئة بمختلف الوسائل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©