حسين رشيد (أبوظبي)
تولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في عام 1966، وشهدت تلك الفترة عملاً متواصلاً من المغفور له « طيب الله ثراه»، إذ كان يقوم حينها بجهود مكثفة على قدم وساق مع إخوانه حكام الإمارات، سعياً لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبفطرته وعفويته كان لدى القائد المؤسس إيمان بأهمية إيجاد وبناء وسائل إعلامية تواكب وتتابع الحراك السياسي في البلاد، وتراقب التطورات والمتغيرات والأحداث المتلاحقة، وتنقلها لأبناء المنطقة.
البداية كانت إصدار صحيفة في أبوظبي تعبر عن لسان حال شعوب المنطقة، وتشارك إعلامياً في دعم الجهود التي كانت تبذل من أجل قيام اتحاد الإمارات، وأصدرت حكومة أبوظبي متمثلة بدائرة الإعلام والسياحة آنذاك قراراً في عام 1969 بإصدار صحيفة أسبوعية اختار الشيخ زايد «طيب الله ثراه» اسماً لها «الاتحاد» وذلك تيمناً بالتحركات التي كان يقوم بها الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات الأخرى من أجل قيام اتحاد الإمارات، وبناء عليه صدر العدد الأول من جريدة «الاتحاد» في 20 أكتوبر1969، إلى جانب الإذاعة والتي كانت تقتصر على إذاعة نشرات إخبارية وبرامج محلية.
وفي شهر مارس من العام نفسه 1969 جاء وفد بريطاني من مؤسسة «طومسون» للقاء الشيخ زايد «طيب الله ثراه» وتم الاتفاق معهم على إقامة محطة تلفزيون أبوظبي، وتم فيه إنشاء استوديوهات ومكاتب وأقسام التلفزيون، واستمرت عمليات التحضير إلى يوم 6 أغسطس، وهو يصادف الذكرى الثالثة لعيد الجلوس، وقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله «بصفته ولياً للعهد آنذاك» بافتتاح مقر التلفزيون، وانطلق البث الذي كان يعتمد على نشرات إخبارية وتغطية لجولات واجتماعات القائد المؤسس والحكام، ومواد سينمائية وبرامج في رياضتي القدم والمصارعة وأغان متنوعة وأفلام وثائقية.
وسنة تلو الأخرى بذلت حكومة أبوظبي جهوداً كبيرة بهدف تطوير أجهزتها الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، واليوم 10 أبريل يصادف ذكرى مرور 43 عاماً على قيام المغفور له الشيخ زايد بالاطلاع على تصاميم للمجمع الإعلامي المزمع إنشائه، وذلك بمقر ديوان الحاكم في أبوظبي، ويومها أوردت «الاتحاد» في عددها الصادر يوم 11 أبريل 1975 خبر مشاهدة الشيخ زايد التصاميم التي أعدتها البيوت الهندسية العالمية لمبنى مجمع الإعلام الذي أمر بإقامته في أبوظبي بحيث يشمل مكاتب وزارة الإعلام والثقافة واستديوهات الإذاعة والتلفزيون ومباني جريدة الاتحاد والمطابع، وأبدى بعض الملاحظات والتوجيهات. وذكر الخبر أن مبنى مجمع الإعلام سوف يقام على مساحة أرض كبيرة على شاطئ الخليج بجوار مبنى هيلتون أبوظبي وتعكف الآن لجنة خاصة تم تشكيلها من بعض أساتذة العمارة في جامعات القاهرة وبغداد ولندن وممثلي وزارتي الإعلام والأشغال على دراسة التصاميم التي تلقاها ديوان رئيس الدولة آنذاك من البيوت الاستشارية العالمية لاختيار التصاميم الفائزة في المسابقة التي سبق الإعلان عنها، ومن المنتظر أن تفرغ هذه اللجنة من إعلان النتيجة في القريب العاجل تمهيداً لطرح بناء مجمع الإعلام الجديد في مناقصة عامة.
عدد اليوم
