الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سباق سوري على مسلسلات الحارة الشامية

20 يونيو 2008 22:45
مع اقتراب موسم الدراما العربية على شاشات التلفزة العربية، بدأ سباق محموم في دمشق بين شركات الإنتاج لتقديم دفعة جديدة من مسلسلات ''الحارة الشامية''، التي بدأت تجذب أكبر قطاع من المشاهدين العرب في كل مكان تقريباً· ومن بين عدد كبير من المسلسلات، ستنحصر المنافسة ربما بين ثلاثة منها هي الجزء الثالث من ''باب الحارة'' للمخرج بسام الملا و''أهل الراية'' للمخرج علاء الدين كوكش و''أولاد القيمرية'' للممثل المخرج سيف الدين السباعي· وكان نقاش حاد قد جرى في العام الماضي بين المثقفين السوريين حول دور الدراما الشامية وخاصة الجزء الثاني من مسلسل ''باب الحارة''، الذي اتهمه مثقفون سوريون في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) بأنه ''يلبي رغبة متأصلة عند الحركة الإسلاموية في سوريا، ولكن أيضا في البلدان العربية الأخرى، لتكريس الثقافة الذكورية المتخلفة عموماً، وجعل هذه الثقافة جزءاً من تاريخنا القسري· من هنا التركيز الكاريكاتوري على الطريقة التي يدير بها الرجل ظهره للمرأة عندما يخاطبها أو عندما يطرق باب جار من جيرانه، أو الطريقة التي يسير فيها الزكرتاوية الشباب مثل معتز، الشاب الذي يجب علينا أن نحبه من طريقة مشيته وشهامته ورجولته فهو ما عنده إلا /الشخت/ (أي الذبح) على البالوعة إذا عرف أن أخته تحدثت مع ابن الفران (الخباز) من وراء الباب، أو الطريقة التي تحدث فيها المرأة رجلها وكلها خوف من أن يثور عليها، أو طريقتها في التعبير عن عجزها حين تقول باستسلام كامل: ''شو فيني أعمل أنا حرمة والكلمة للرجّال''· وكان مركز الشيخ أحمد كفتارو الإسلامي قد كرم أسرة مسلسل ''باب الحارة'' في خطوة غير مسبوقة من أحد المراكز الإسلامية لتكريم عمل درامي· وقال المخرج والمفكر السوري المعروف نبيل المالح: ''إن هذه المسلسلات ''الدمشقية'' تبدو كأنها تعود بنا إلى قرن من الزمن للوراء، رغم أن القيم الحضارية والحنين الأصيل لم تعود متوفرة بشكل جيد في هذا الواقع المزيف· وأبدى المخرج السوري المعروف وهو من أبرز دعاة المجتمع المدني في سوريا، استياءه من إعادة التراتبية للقيم بحيث لم تعد الأولوية للعلم والتجديد والابتكار، وإنما للسلفية والعودة للوراء وتكريس فكرة القائد الفرد، بدون مفهوم التواجد المجتمعي للأفراد، وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى سحب مفهوم المواطنية وخلق تراتبية الرعية· وقال كاتب سوري درامي، فضل عدم الكشف عن اسمه إن التنافس سيكون حادا جدا بين الأعمال الثلاثة: ''باب الحارة بسبب النجاح الذي حققه في العامين الماضيين وأهل الراية بسبب تاريخ مخرجه العريق وأولاد القيمرية بسبب التوثيق التاريخي وشخصية عباس النوري الذي طالما أبدع في الأدوار الشامية· وبين تضارب الآراء وتكاثر الدراما الشامية، فإن شركات الإنتاج عاشت صراعاً فيما بينها في الأشهر الماضية، لكن هذا الصراع لم يظهر للعلن حتى الآن· إضافة لذلك، يقول ممثلون سوريون إن العديد من قيم وأفكار هذه المسلسلات لا تلقى رواجاً بين النخب السورية، لكنها مؤثرة جداً في الشارع الشعبي·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©