كان لي شرف الزيارة لمهرجان زايد التراثي في دورته السابعة، وهذا المهرجان أصبح من المهرجانات المهمة على خارطة السياحة التراثية والثقافية، في العاصمة أبوظبي، نظراً لما يقدمه ويحتويه من فعاليات تراثية وثقافية، وألعاب أطفال مشوقة، يتفاعل معها فلذات أكبادنا بكل تلقائية، فتراهم يتراقصون ويملؤون المكان فرحاً، ما يُعطي أجواء المهرجان ألقاً وبهجة. إلى جانب وجود أنشطة الترفيه التي فيها الإثارة والمتعة، من خلال تقديم المسابقات والعروض من الفنون والرقصات التقليدية من الإمارات والدول المشاركة والتي يستمتعُ بها زوار المهرجان. والجائل في ساحات المهرجان التي تضم أقساماً وأجنحة متنوعة من المحتويات الثقافية، والمصنوعات من الحرف التقليدية التراثية، وعروض التسوق والترفيه، من مختلف الدول المشاركة، عربية وأجنبية، سيكتشف الكثير من الأشياء المدهشة التي تثير الفكر والمشاعر، خاصة في قسم (ذاكرة الوطن) الذي يحتوي على قاعات متعددة المضامين من تراث وذاكرة الوطن، متصلة ببعضها، ما يُسهل على الزائر مشاهدة معروضات صور ولوحات هذه القاعات بشكل مريح، بعروضه التفاعلية الجذابة.
والزائر يدخل هذه القاعات التي صممت على شكل دائرة، تنتهي بقاعة أطفال تفاعلية تعليمية، حيث يستقبله المرشدون السياحيون بكل رحابة صدر، وبشاشة وجه، ما يعطي الزائر الراحة والسعادة والإقبال على الإطلاع والبحث عن المعلومة المفيدة، حيث يبدأ بمشاهدة هذه المعروضات برفقة المرشدين من الشباب المواطنين المؤهلين الذين يشرحون بشكل وافٍ مختلف المعروضات واللوحات التي تحكي تاريخ الخليج العربي، عبر حقب مختلفة من الزمن، إضافة إلى تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل وبعد قيام دولة الاتحاد. هناك في ذاكرة الوطن، يسكن التاريخ بأبهى صوره وتجلياته ومعانيه الأصيلة التي تمدنا بقوة انتمائنا لهذا التاريخ العريق. فهو امتداد لماضٍ وحاضر، ومستقبل، نستشرف منه عوامل القوة والإرادة في بناء مستقبل مشرق، على أسس راسخة، من العلم والإيمان والجهود المخلصة في المحافظة على هذا الإرث الحضاري الإنساني.
همسة قصيرة: ذاكرة الوطن، تسكن الوجدان.
عدد اليوم
