سجلت شركات التأمين الوطنية رقماً قياسياً جديداً في حجم الأقساط التأمينية المكتتبة رغم ضغوط الأزمة المالية العالمية، حيث ارتفعت الأقساط بنسبة 13% خلال النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى 7.03 مليار درهم، مقابل 6.24 مليار في نهاية النصف الأول من العام الماضي، بحسب النتائج النصفية الأخيرة لجميع شركات التأمين الوطنية المدرجة بأسواق المال المحلية.
ووفق مؤشر الأقساط المكتتبة لقياس الحصص السوقية لشركات التأمين، تصدرت عمان للتأمين القائمة باستحواذها على أقساط تأمينية تجاوزت 1.364 مليار درهم، ما يمثل حوالي 19.4% من إجمالي الأقساط المكتتبة. وجاءت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين في المرتبة الثانية بإجمالي أقساط تأمينية بلغت نحو 866.74 مليون درهم، وبنسبة استحواذ تقدر بـ12.3% من إجمالي الأقساط المكتتبة بشركات التأمين الوطنية. وتبوأت الشركة الإسلامية العربية للتأمين «سلامة « المرتبة الثالثة بإجمالي أقساط مكتتبة بلغت 825.3 مليون درهم بنسبة استحواذ تقدر11.7%. وجاءت شركات المشرق العربي للتأمين والبحيرة الوطنية والإمارات للتأمين في المراكز الرابع والخامس والسادس على التوالي بإجمالي أقساط مكتتبة بلغ 550 و 408 و395 مليون درهم على الترتيب. ويظهر التحليل الإحصائي للأقساط المكتتبة أن عشر شركات تأمين محلية تستأثر بنحو 80% من إجمالي الأقساط المكتتبة، فيما لا تزيد حصة 17 شركة على 20%. وارتفعت الأقساط المكتتبة في 20 شركة تأمين وطنية خلال النصف الأول من العام الحالي، وحققت شركة الاتحاد أعلى نسبة ارتفاع بلغت نحو 59.5% لتصل إجمالي الأقساط المكتتبة في الشركة إلى 37.5 مليون درهم في 30 يونيو 2009 مقابل 23.5 مليون درهم في 30 يونيو 2008. وجاء بعدها شركة دبي الوطنية للتأمين بنسبة زيادة في حجم الأقساط المكتتبة بلغت نحو 59% لتصل إلى 104.5 مليون درهم في مقابل 65.7 مليون درهم. وتراجعت الأقساط المكتتبة في خمس شركات هي رأس الخيمة والعربية الاسكندنافية والإمارات للتأمين والظفرة والعين الأهلية وتراوحت نسبة التراجعات في تلك الشركات بين 25% و 1%. فيما سجلت ثلاث شركات تأمين جديدة أقساطاً تأمينية مجمعة خلال النصف الأول بلغت 87.5 مليون موزعة على 61.6 مليون درهم للهلال الأخضر و15.7 مليون لدار التكافل مقابل 10.2 مليون لميثاق. وتشير النتائج المالية النصفية إلى تراجع الأرباح المجمعة لشركات التأمين الوطنية بنسبة 64 % خلال النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى 583 مليون درهم مقابل 1.623 مليار درهم خلال الفترة المماثلة من العام الماضي. وأكد خبراء التأمين أن استمرار نمو الأقساط المكتتبة في شركات التأمين الوطنية بنسبة 13% خلال النصف الأول من العام الحالي رغم تراجع أرباح الشركات بنحو 64% «يعد مؤشراً قوياً على قدرة القطاع على التوسع رغم ضغوط الأزمة». وشدد هؤلاء على أهمية اتباع سياسة اكتتابيه أكثر حذراً خلال المرحلة المقبلة لحماية حقوق حملة وثائق التأمين والمساهمين على حد سواء.
الفرص الخفية
وقال عبدالمطلب مصطفى مدير عام شركة عمان للتأمين إن زيادة إجمالي الأقساط المكتتبة «تؤشر إلى قدرة الشركات الوطنية على التكيف مع المعطيات الجديدة التي فرضتها الأزمة المالية العالمية حيث ركزت الشركات خلال الأشهر الستة الماضية على الحفاظ على حصصها السوقية وزيادتها «إن أمكن» لتخرج بوضعية تنافسية أفضل بعد مرور الأزمة». وأضاف مصطفى أن عدداً من شركات التأمين الوطنية استطاعت قراءة الفرص الخفية التي تحملها الأزمة المالية العالمية بين طياتها فاستطاعت أن ترفع بعض الشركات حصتها السوقية في قطاع التأمين مع تحقيقها معدلات ربحية جيدة. ومن جانبه، أشار نادر توفيق القدومي مدير عام شركة البحيرة الوطنية للتأمين ورئيس اللجنة العليا للتأمين في جمعية الإمارات إلى أن انخفاض أرباح شركات التأمين «له ما يبرره»، حيث انخفضت قيمة الأصول المملوكة للشركات. وأوضح أن تراجعات أرباح شركات التأمين تعد ظاهرة عالمية كإحدى تداعيات الأزمة المالية التي طالت جميع دول العالم. وقال إن شركات التأمين «لابد أن تتعاطى مع الأزمة وفق ديناميكية مرنة تهدف إلى تحجيم المخاطر من خلال انتهاج سياسات اكتتابية أكثر حذراً، إضافة إلى تعديل المنتجات التأمينية على نحو دائم بما يتماشى مع متطلبات السوق». وقال خليل سعيد «إن الخطوات الحثيثة التي اتخدتها شركات التأمين لزيادة حجم الأقساط المكتتبة تعكس حرص الشركات على الحفاظ على حصصها السوقية للخروج من الأزمة بأقل الأضرار الممكنة». وشدد على أهمية تجنب الشركات للممارسات السعرية غير السليمة خلال تلك الفترة.
تباين
ورغم ارتفاع الأقساط المكتتبة في 20 شركة تأمين وطنية خلال النصف الأول من العام الحالي إلا أن نسب نمو الأقساط التأمينية تباينت على نحو كبير مع أرباح الشركات. ففي الوقت الذي سجلت فيه شركة الاتحاد أعلى نسبة ارتفاع في إجمالي الأقساط المكتتبة خلال النصف الأول من العام الحالي بنحو 59.5% حققت الشركة خسائر صافية بلغت 25.4 مليون درهم خلال الفترة نفسها. واستطاعت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين زيادة إجمالي الأقساط المكتتبة بنحو 3 % خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي لتصل إلى 866.74 مليون درهم مقابل 841.68 مليون درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك رغم تكبد الشركة خسائر صافية بلغت 150.2 مليون درهم خلال الفترة نفسها حيث عزت الشركة خسائرها إلى تأثر استثماراتها المتاحة للبيع بمبلغ 307.7 مليون درهم. وسجلت شركة أبوظبي الوطنية للتكافل معدل نمو في حجم الأقساط المكتتبة بلغ 25% لتصل إجمالي الأقساط التأمينية بالشركة إلى 104.6 مليون في نهاية النصف الأول من العام الحالي مقابل 73.492 مليون درهم في الفترة المقابلة من العام الماضي فيما بلغت الخسائر الصافية للشركة خلال النصف الأول من 2009 نحو 15.3 مليون درهم مقابل 10.5 مليون درهم أرباح صافية خلال الفترة ذاتها من 2008. وأرجعت أبوظبي الوطنية للتكافل خسائرها إلى عجز حصيلة التكافل خلال النصف الأول والذي بلغ نحو 1.09 مليون درهم، علاوة على الخسائر جراء خسائر انخفاض قيمة استثمارات المتاحة للبيع والتي قدرت بنحو 26.2 مليون درهم. وفي شركة البحيرة للتأمين، واصلت أقساط التأمين ارتفاعها بجميع الفروع باستثناء أقساط التأمين على أخطار المقاولين نظراً إلى تراجع الزخم في حجم وعدد المشاريع العقارية في الدولة. كما حققت شركة البحيرة للتأمين نحو 63.2 مليون درهم مقابل 80 مليون درهم، بنسبة تراجع 21% فيما ارتفعت الأرباح الفنية لشركة البحيرة للتأمين إلى 60 مليون درهم في نهاية النصف الأول مقابل 58 مليوناً في الفترة المماثلة من العام الماضي.
نمو مزدوج
استطاعت أربع شركات تأمين وطنية تحقيق نمو مزدوج في الأرباح والأقساط التأمينية المكتتبة على حد سواء، فزادت إجمالي الأقساط في شركة المشرق العربي للتأمين بنحو 9.8% لتصل إلى 550 مليون درهم في نهاية النصف الأول من العام الحالي مقابل 501 مليون درهم في الفترة المماثلة من العام 2008. كما ارتفعت أرباح المشرق العربي للتأمين بنسبة 30% لتصل إلى 105.653 مليون درهم مقابل 81.23 مليون درهم وبلغت الموجودات 1.862 مليار درهم مقابل 1.777 مليار درهم في نهاية العام 2008 وحقوق المساهمين 669.762 مليون درهم مقابل 599.81 مليون درهم. وفي السياق ذاته، حققت الشركة الوطنية للتأمينات العامة أرباحا صافية بلغت 41.71 مليون درهم مقارنة بـ28.83 مليون درهم بزيادة 44.67%. كما ارتفعت الأقساط المكتتبة بالشركة بنسبة 15.6 % إلى 239.38 مليون درهم في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بـ206.94 مليون درهم لنفس الفترة من العام الماضي. وحققت أعمال التأمين بالشركة أرباحاً مقدارها 34.81 مليون درهم مقارنة بـ32.09 مليون درهم أي بزيادة قدرها 8.5%، وبلغت نسبة احتفاظ الشركة من الأقساط الإجمالية 63.3% في نهاية 30/6/2009، فيما ارتفعت الموجودات إلى 795 مليون درهم مقارنة بـ677 مليون درهم. وارتفعت الأرباح الصافية لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التامين «أمان» بنسبة 158% إلى 19.9 مليون درهم خلال النصف الأول من عام 2009 مقارنة بأرباح نفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت إجمالي الأقساط المكتتبة بالشركة بنسبة 10.3% لتصل الى 188.6 مليون درهم مقابل 170.9 مليون في النصف الأول من العام الماضي. وسجلت شركة التأمين المتحدة نموا في الأرباح الصافية بنحو 23% خلال النصف الأول حيث بلغت أرباحها 19.86 مليون درهم مقارنة بـ16.17 مليون درهم في نفس الفترة من العام الماضي. كما زادت الأقساط المكتتبة لتصل إلى 59.2% في 30 يونيو 2009 مقارنة 52.64 مليون خلال الفترة الزمنية نفسها من العام الماضي.
عدد اليوم
