الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ليبيا تعيد صياغة العقود النفطية

ليبيا تعيد صياغة العقود النفطية
20 يونيو 2008 22:35
يبدو أن مجموعة ايني الإيطالية وجدت نفسها مجبرة الأسبوع الماضي على إعادة صياغة جميع عقودها في ليبيا وبشكل دشن مرحلة جديدة لكامل الصناعة النفطية عبر القبول بشروط أسوأ من سابقتها مقابل الدخول لفترة 35 عاماً أخرى في أحد أكبر احتياطيات الهايدروكربون أهمية في العالم· ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار إلى ما يقارب إلى 140 دولاراً للبرميل وفي ظل تدافع الشركات النفطية في العودة إلى ليبيا بعيد رفع العقوبات الأميركية فقد سارعت طرابلس إلى المطالبة بحصة أكبر بكثير من الأرباح المستدرة من حقولها للنفط والغاز· وصرح باولو سكاروني المدير التنفيذي للمجموعة لصحيفة الفاينانشيال تايمز قائلا: ''لقد قمنا بمراجعة كافة العقود التي ظلت تؤطر علاقاتنا في ليبيا في فترة الـ 44 عاماً الماضية· لقد تخلينا عن بعض المميزات ولكننا تمكنا بالمقابل من تأمين وضعنا في الدولة رقم واحد بالنسبة لنا في المستقبل المنظور''· ويذكر أن ايني كانت قد آثرت البقاء في ليبيا في الوقت الذي هرب فيه جميع منافسيها بسبب العقوبات الأميركية· كما أنها تنتج الآن كمية بمقدار 300 ألف برميل يومياً من النفط والغاز أو ما يشكل 17 في المائة من اجمالي انتاجها في جميع أرجاء العالم من هذه الدولة الشمال أفريقية· وبالنسبة للعقود التي وقع عليها في الأسبوع الماضي ذكر سكاروني أنه قَبِل بحصة أصغر بشكل ملحوظ من النفط والغاز الذي تنتجه شركته من المشاريع الليبية· ولقد تم خفض حصة ايني في معظم حقولها المعمرة بمقدار النصف تقريباً· وعلى كل فإن الشركة سوف تحتفظ بحصة أكبر في مشروعها الجديد نسبياً للغاز في غرب ليبيا حيث من المتوقع أن تستقر الشركة بكثافة في السنوات القادمة، حيث يقول سكاروني ''أعتقد أن ليبيا لديها مستقبل هائل في مجال الغاز''· على أن شركة ايني ليست وحدها التي رضيت بقبول حصة أصغر حيث تعكف ليبيا أيضاً على إعادة التفاوض أيضاً مع شركة توتال الفرنسية وريسبول الإسبانية وشركة بتروكندا بالاضافة إلى شركة اوكسيدنتال الأميركية· ويقول شكري غانم رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا:''هنالك العديد من العقود الجديدة التي سوف يتم العمل بها مؤخراً وسوف تمنحنا حصصاً أعلى بكثير من سابقتها ولكنها لا تتجاهل الشركاء الذين يستثمرون بالأموال والتكنولوجيا وكذلك شركات النفط العالمية والذين سوف تتم مكافأتهم بسخاء''· ومضى غانم يشيد بقبول سكاروني للعقود الجديدة بسرعة أكبر من التنفيذيين في شركات النفط العالمية الأخرى مذكراً بأن توازن القوى في الصناعة النفطية قد تغير ولم يعد كما كان عليه في السابق· ويذكر أن العديد من الأماكن الأخرى ابتداء من فنزويلا وحتى كازاخستان فقد بدأت الحكومات الغنية بالنفط وشركاتها الوطنية تطالب بحصة أكبر من مواردها النفطية· وحتى المملكة المتحدة عمدت إلى زيادة الرسوم الضريبية على الشركات التي تستغل حقولها في بحر الشمال وبشكل أدى إلى رفع عائداتها إلى مستوى الضعف في ظل ارتفاع أسعار النفط· ويشار أيضاً إلى أن مفاوضات ايني مع مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا قد استغرقت فترة تزيد على العام وأكثر من 19 رحلة قام بها سكاروني عبر البحر الأبيض المتوسط· ويبدو أن هذه الجهود قد أتت أكلها بالنسبة لشركة ايني في نهاية المطاف حيث ذكر شكري غانم أن ايني قد حققت الفوز عبر قبولها للشروط الجديدة أولاً· لذا فإنها سوف لن تجد نفسها في موقف غير تفضيلي أمام منافسيها الآخرين في ليبيا· وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة لشركة ايني التي ظلت تعاني في العديد من الأحيان من خروجها من المنافسة في المشاريع الليبية لصالح الشركات العالمية الأخرى· نقلاً عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©