درب الاتحاد الأوروبي طلائع شرطة الدولة الفلسطينية المقبلة، لكن عمليات تدخلها محدودة بفعل تقطع أوصال الأراضي والتدخلات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم الشرطة الجنرال يوسف عزريل في مؤتمر صحفي وإلى جانبه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي هنريك مالمكويست “في البداية، كان الأمر يشبه مهمة مستحيلة، لكننا نجحنا في إحراز الكثير من التقدم”. وشدد عزريل قائلا إن “المكلفين الأوروبيين يمكنهم أن يطمئنوا إلى أن أموالهم استخدمت بشكل جيد”. وبعثة “يوبولكوبس” التي أطلقت في 2006 ومقرها في رام الله مع موازنة سنوية من 6,6 ملايين يورو، تضم 63 شرطياً ورجل قانون وقاضياً من 19 دولة في الاتحاد الأوروبي.
وأشار المفوض مالمكويست “لدينا تفويض يشمل غزة، لكن ليس لدينا أي نشاط هناك”. وتم تشكيل قوة من 7500 شرطي فلسطيني جهزتهم بعثة يوبولكوبس في الضفة الغربية المقسمة ثلاث مناطق. والتدخلات الإسرائيلية تشكل مصدراً آخر للإحباط بالنسبة إلى الشرطيين الفلسطينيين. وأوضح “يجب أن نبقى عاجزين، وهذا أمر سيئ للغاية بالنسبة إلى مهمتنا وسمعتنا. والحواجز الإسرائيلية تشكل من جهة أخرى عقبات”.
وقال أيضاً “هناك أكثر من مئة منها في الضفة الغربية”. وأخيراً، فإن منع الشرطيين الفلسطينيين من ارتداء زيهم الرسمي وحمل أسلحتهم من منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً لا يسهل المهمة. وقال عزريل “لذلك فإننا نعمل باللباس المدني وفي سياراتنا الخاصة”. وأكد “لقد قمنا بإحلال الأمن في الضفة الغربية” على الرغم من ذلك. وأكد المفوض مالمكويست هذا الكلام. وأعلن أن “سبع دول مستقلة لديها قوات شرطة تلقت تدريباً وتتمتع بمواصفات هي أقل بكثير من المواصفات التي تتمتع بها الشرطة الفلسطينية”. وأضاف “أن إسرائيل راضية جداً عن مساهمتنا في إحلال أمن أفضل في أراضي” الضفة الغربية، إلا أن رئيس البعثة اضطر مع ذلك إلى التشديد على السماح بنقل تجهيزات إلى الفلسطينيين.
وغزة في المقابل تشكل عالماً آخر بالنسبة إلى الشرطة الفلسطينية. وقال عزريل إن “الوضع سيئ للغاية في غزة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد حقوق الإنسان. و”حماس” تسيطر على غزة بالقوة وهنا تكمن المشكلة”. وأضاف “في الوقت الراهن اننا مختلفون جداً وبعيدون جداً عن بعضنا بعضاً، لكننا شعب واحد. نحن جناحا فلسطين ولا يمكنها أن تستمر من دون جناحيها”، مبدياً ثقته بحصول مصالحة “آمل أن تكون قريبة”.
عدد اليوم
