الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السلطات الصينية تواجه تذمر الطيارين من نقص الرواتب

السلطات الصينية تواجه تذمر الطيارين من نقص الرواتب
20 يونيو 2008 22:24
رغم العواصف والمشاكل التي تحيط بصناعة الطيران العالمية، فقد ظلت أطقم القباطنة والطيارين تحظى بالمزايا والعديد من مظاهر الاحترام والتدليل بسبب ما يواجهه العالم بأكمله من نقص كبير في أعداد الطيارين· إلا أن هذا الأمر لا ينطبق فيما يبدو على الصين، حيث استمر القباطنة يتلقون الأجور الزهيدة، ناهيك عن القوانين التي تجعلهم مقيدين الى مقاعدهم في داخل الكابينة حتى نهاية العمر· وشهدت العلاقة بين الطيارين وشركات الطيران المحلية في الصين لأشهر طويلة الكثير من الشد والجذب قبل أن تنجلي المعركة في الأسابيع الأخيرة وتعود الأحوال الى سيرتها الأولى· ففي 14 مارس الماضي تقدم 40 طياراً في شركة شنغهاي إيرلاينز في وقت واحد بتقارير تفيد بأنهم يعانون من أنواع مختلفة من الأمراض، ولاحقاً بعد أسبوعين من ذلك، طالب 11 طياراً يعملون في شركة ايست ستار إير بطلبات لمنحهم إجازات مرضية، الأمر الذي أدى الى حدوث تأخيرات طويلة وإلغاء العديد من الرحلات الجوية المغادرة لولاية ووهان الصينية· وبعد أيام قليلة فقط تعمد 21 طياراً في شركة تشاين ايسترن ايرويز في ولاية يونان العودة بالطائرات مجدداً الى النقاط التي بدأوا منها رحلاتهم أول مرة وهي تحمل أكثر من 1000 راكب· ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن بعض هذه الطائرات شوهدت وهي تدور حول نفسها في الأجواء العالية، بينما وصلت بعض الطائرات الأخرى الى وجهتها النهائية ولكنها سرعان ما أقلعت مرة أخرى بعد أن لامست مدرج الهبوط للحظات قليلة فقط، وغيرها من الممارسات التي تنطوي على تذمر واحتجاج· وتكمن المشكلة الرئيسية في ضعف رواتب وأجور الطيارين، فهنالك أكثر من 12 ألف طيار مدني في الصين معظمهم يعمل في شركات الخطوط الجوية المملوكة للدولة مثل ''آير تشاينا''· وبعض هؤلاء الطيارين يتلقى راتباً لا يزيد على 10 آلاف يوان (1430 دولاراً) في الشهر، ولكن شركات الطيران الخاصة تدفع لطياريها ضعف هذا المبلغ تقريباً، كما أن الطيارين الأكثر خبرة في الرحلات الطويلة الدولية يكسبون دخلاً يبلغ ضعف راتب الطيار العادي في الشركات الخاصة· أما الأهم من ذلك، فإن الطيارين الذين يحاولون زيادة دخلهم عبر ممارسة المزيد من العمل الإضافي عادة ما يواجهون بالضرائب الباهظة، ولكن الطيارين في شركة تشاينا ايسترن ايرلاينز في ولاية يونان لديهم مشاكل أكبر من ذلك، إذ إن أولئك الذين عمدوا الى تعطيل وإلغاء الرحلات تم إيقافهم عن العمل ومعهم اثنان من رؤسائهم، كما حذرتهم إدارة الطيران المدني الصينية من منعهم من ممارسة المهنة مدى الحياة· وتمارس الصين سياسة صارمة ومتشددة بسبب تخوفها من هروب جماعي للطيارين، لذا فقد استمرت تطبق قبضتها الحديدية على الطيارين بواسطة عقود تجبر الطيارين على التوقيع عليها نظير تلقيهم للدورات التدريبية المؤهلة· ومع النمو المتزايد في الطلب على الطيارين من 20 شركة خاصة تم إنشاؤها في فترة السنوات الأربع الماضية، فقد أصبحت هذه العقود أشبه بالأصفاد التي تقيد الطيارين الى مقاعدهم في كابينة القيادة، فإدارة الطيران المدني الصينية أصبحت بموجب هذه العقود تطالب كل طيار بدفع مبلغ يصل الى 2,1 مليون يوان متى ما رغب في إلغاء عقده· وفي الأسبوع الماضي رفعت شركة شنغهاي ايرلاينز دعوى قضائية ضد تسعة من طياريها تطالبهم بدفع مبلغ إضافي بمقدار 35 مليون يوان إذا ما فضلوا المضي قدماً في خططهم الرامية لمغادرة الشركة· والى ذلك، فإن أرقام إدارة الطيران المدني في الصين تشير الى وجود نقص بمقدار 5 آلاف طيار الآن، كما تتوقع أن تحتاج الصناعة الى عدد إضافي يصل الى 6500 طيار بحلول عام ·2010 ونظراً لافتقار الدولة إلى مرافق التدريب الكافية، فقد اعتادت شركات الطيران الصينية على إرسال مجموعات من الطلاب المرشحين للعمل الى دول كندا وأستراليا وإسبانيا لتلقي التدريب هناك، وإلى أن يعود هؤلاء فإن النقص الذي تعاني منه الصناعة المحلية من المرجح أن يفضي الى تقوية شوكة الطيارين العاملين، حيث تواترت أنباء مؤخراً تفيد بأن الطيارين في شركة شنغهاي ايرلاينز بات من المنتظر أن يحصلوا على زيادات في الرواتب، ولكن يبقى أن أي اتجاه لممارسة أي نوع من الاحتجاج أو التذمر سوف يواجه بإجراءات صارمة· عن مجلة الأيكونوميست
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©