دبي (الاتحاد) - لازل النجم البرازيلي الشاب نيمار دا سيلفا الذي يعول عليه عشاق “السامبا” في لعب دور الملهم في مغامرة المنتخب البرازيلي في مونديال 2014، والذي يحلم أنصار الكرة البرازيلية برؤيته منافساً حقيقياً للأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو على عرش النجومية العالمية، حائراً بين البقاء في سانتوس إلى ما بعد المونديال الذي تحتضنه بلاده في صيف 2014، وبين الإسراع بالرحيل صوب القارة العجوز بصورة عاجلة، لكي يحصل على صكوك النجومية الحقيقية التي أصبح من المستحيل الحصول عليها خارج أوروبا.
ومنذ بزوغ نجمه في صفوف سانتوس منذ عام 2009، والشائعات تلاحق النجم البرازيلي الموهوب الذي لم يتجاوز 21 ربيعاً، وارتفعت حمى التقارير التي تتحدث عن اقترابه من الرحيل صوب قلاع الكرة الأوروبية خلال العامين الأخيرين، إلى حد أن صحيفة “سبورت” الكتالونية أكدت أكثر من مرة، أنه وقع فعلياً على عقد الانضمام للبارسا، مع تأجيل تفعيل العقد إلى وقت لاحق، وهو الأمر الذي نفاه والده جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن هناك 3 أندية أوروبية كبيرة هي الأقرب للظفر بخدمات نجله الموهوب.
ووفقاً لما بثته وكالات الأنباء فقد أكد والد نجم فريق سانتوس البرازيلي أن أندية برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وبايرن ميونيخ الألماني هي الأقرب للتعاقد مع نجله. وجاء الكشف عن هذه التصريحات اليوم بعد اتصال جرى بين والد نيمار ووكيل أعماله من ناحية، والصحفي الرياضي لياندرو كيسادا الذي يكتب بموقع “أول” البرازيلي على الإنترنت.
وأوضح كيسادا أن والد اللاعب يعترض بشكل مطلق على الشائعات والجدل الدائر حاليا بشأن انتقال نجله إلى برشلونة قريبا. وأكد كيسادا: “نيمار لن يترك سانتوس قبل كأس العالم 2014 بالبرازيل، يمكن أن تثقوا بهذا وتتأكدوا منه”. ونفى والد اللاعب وجود أي تعاقد رسمي مع برشلونة، وأكد أن النادي الكتالوني هو أحد ثلاثة أندية قد تتعاقد مع نجله”، مشيراً إلى أن الناديين الآخرين هما ريال مدريد الأسباني وبايرن ميونيخ الألماني. ولكن والد اللاعب أكد لكيسادا أن برشلونة يبدو هو المرشح الأقوى للتعاقد مع نيمار لدى سؤال عما إذا كان نجله سيشكل ثنائيا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، وأكد: “هذا هو ما يقوله الجميع ويتوقعونه، ولكننا سننتظر”.
وتلقى نيمار نصيحة ذهبية من النجم أسطورة البرازيل في كل العصور بيليه، والذي أشار عليه بالتفكير جيداً في خيار الهجرة إلى الملاعب الأوروبية، لكي يرفع من مستواه على المستويين البدني والتكتيكي، في إِشارة إلى أن موهبته الكروية ليست محل جدل، ولكنه في أشد الحاجة إلى صقل هذه الموهبة بخوض تجربة احترافية حقيقية في ملاعب القارة العجوز.
وكان الأداء الباهت الذي قدمه نيمار أمام المنتخب الإنجليزي في المباراة الودية الدولية التي أقيمت قبل عدة أسابيع، وفي كثير من المباريات والمنافسات الدولية التي سبقتها، وخاصة مونديال الأندية حينما فشل في مساعدة سانتوس على تجنب السقوط بالأربعة على يد البارسا، سبباً في ارتفاع وتيرة المطالب بضرورة السماح له بالاحتراف في أوروبا لكي يطور من مستواه. وعلق بيله على هذا الأمر، مؤكداً أن نيمار سوف يتطور كثيراً حينما ينطلق إلى أوروبا، لكنه لا يرى مشكلة في استمراره مع سانتوس، واستدرك بيليه قائلاً: “إذا كان احتراف نيمار في أوروبا أمرا حتميا، يجب عليه أن يتجنب دوريات إنجلترا وإيطاليا وألمانيا، فهي قوية جداً بدنياً وتكتيكياً، يمكنه أن ينجح في الدوري الإسباني الأكثر اعتماداً على المهارات الفردية، وهو نموذج الأداء الذي يناسب قدرات ومواهب نيمار”.
ولم يتفق بيليه مع الآراء التي تقول إن نيمار لا يظهر بصورة جيدة مع المنتخب البرازيلي مثل تألقه اللافت مع سانتوس، وهو ما سوف يكون حائلاً دون توقع نتائج إيجابية من منتخب “السامبا” في مونديال 2014، وعلق بيليه على هذه الاشكالية، قائلاً: “أرى أن ميسي أيضاً لا يتألق مع المنتخب الأرجنتيني مثلما يبدع مع فريق البارسا، لأن كيان المنتخب أقل تفاهماً وانسجاماً من الأندية، وهذا أمر منطقي، مما يجعل البعض يظهرون بصورة جيدة مع أنديتهم، ولا يخطفون الأضواء كثيراً على مستوى المنتخب.
وأكد روبرتو مانشيني المدير الفني لمان سيتي على الأمر ذاته، حينما تلق سؤالاً حول تفكير سيتي في الحصول على خدمات نيمار، فقال المدرب الإيطالي إن نصف أندية العالم تريد النجم البرازيلي الموهوب، لكنه مؤهل للنجاح في دوريات أخرى بعيداً عن الأداء البدني القوي لأندية “البريميرليج”. يذكر أن نيمار يملك معدلاً تهديفياً جيداً مع سانتوس، حيث شارك منذ بداية مسيرته مع الفريق الأول في عام 2009 في 209 مباريات محرزاً 129 هدفاً، مما يجعله مرشحاً فوق العادة لإشعال سوق الانتقالات الكروية في القارة العجوز الصيف المقبل، في ظل رغبة أندية البارسا والريال والبايرن وتشيلسي ومان سيتي في الحصول على خدماته، كما نجح نيمار في الوصول برصيده التهديفي مع المنتخب البرازيلي إلى 17 هدفاً، في 28 مباراة دولية، مما يجعل الآمال معلقة عليه لإعادة الكرة البرازيلية إلى الواجهة العالمية في المستقبل القريب، وتحديداً في مونديال 2014.
عدد اليوم
