الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبي تحاصر «الدفاتر» الجدرانية بفرض الغرامات

دبي تحاصر «الدفاتر» الجدرانية بفرض الغرامات
17 أغسطس 2009 01:29
«دمي ولا دمعة أمي»، و«لا تبكي يا حبيب العمر»، و«مافيا مرت من هنا»، هي نماذج من كتابات يمكن مصادفتها يومياً على الجدران الداخلية والخارجية في المباني، والمجمعات السكنية، والفلل، والمدارس في إمارتي دبي والشارقة والتي غالباً ما يمكن قراءتها تحت عبارة «يرجى عدم الكتابة على الجدران». وبذلك تتحول هذه الجدران الى دفاتر جدرانية مفتوحة امام العموم من الشباب ليصبوا عليها عبر عبوات من الرذاذ الملون آرائهم ومشاعرهم المكبوتة والمُعلنة حيناً، أو انتماءاتهم الرياضية والعائلية المتعصبة حيناً آخر. وتمتد هذه الكتابات لتطال بعض افراد الحي نفسه بدافع اثارة الغيظة أو لفت نظر «بنت الجيران» كإعلان رومانسي لعواطف طفولية. ولا تقتصر خربشات الجدران على الكتابات فقط، وانما تتعداها في احيان كثيرة لتتحول الى لوحات فنية يختزن صاحبها موهبة واضحة لم تستوعبها الدفاتر المدرسية. وفي ظل انتشار ظاهرة الكتابة على الجدران في دبي، ارتأت البلدية محاصرتها منعاً لتشويه عدد أكبر من المباني. وتدرس بلدية دبي إمكانية نشر فريق من المفتشين لرصد وتغريم المخالفين، وتحديد الادارة التي ستكون مسؤولة عن متابعة الموضوع، وذلك وفقاً لسلطان السويدي رئيس قسم السلامة العامة في بلدية دبي. الجدران دفاتر المجانين تترنّح ظاهرة الكتابة على الجدران بين المؤيدين من الشباب والرافضين من كافة شرائح المجتمع خصوصاً أولياء الأمور وأساتذة المدارس. «الجدران دفاتر المجانين»، هو اول ما خطر ببال عبدالله مدرس مادة اللغة العربية في احدى مدارس دبي. يرى عبدالله ان ظاهرة الكتابة والرسوم العشوائية على الجدران ظاهرة ممقوتة يلجأ إليها الكثير من الشباب للتعبير عن آرائهم ومشاعرشهم المكبوتة. وهي تمثل بالنسبة له منحدراً سلوكياً سيئاً قد يكون وراءه عامل نفسي وانفعالي يدفع فئة من الشباب إلى مثل هذا التعبير الغريب وغير اللائق، وذلك إما للتنفيس أو للفت الأنظار، وإما تشويهاً لسمعة الآخرين، أو تخليداً لذكرى، أو تعصباً لأحد الأندية، أو غيرها من الأسباب غير عابئين بجمال ونظافة المدينة. الفن للفن في المقابل، يرى زميله محسن مدرّس مادة الرياضيات انه يشاهد أحياناً خطوطا جميلة وأبياتا شعر وعبارات رائعة على الجدران خلال توجهه الى منزله في القصيص. ويلفت الى ان هذه الكتابات تنمّ عن مواهب حقيقية يمكن تشجيعها، معتبراً ان هؤلاء الشباب بحاجة إلى رعايتها وتوجيهها في السكة السليمة. واقترح محسن ان يتم تخصيص بعض الجدران في أحياء مختلفة من قبل البلدية كما هو حاصل في أكثر مدن العالم تطوراً حيث يدور افراد محبين للفن بين الأحياء والأزقة ويزينون جدرانها برسومات وألوان. واوضح تأييده لنظرية «الفن للفن» وان كانت على الجدران. ويعتبر محسن ان هذا الحل من شأنه تفريغ الطاقة الكتابية والفنية عند الشباب بعيداً عن الألفاظ البذيئة أو تشويه المنظر العام، بالاضافة الى تشجيع الشباب على التطوع في عملية تجميل المدينة ونسج شبكة علاقات اجتماعية مع أصحاب الموهبة نفسها عبر تواجدهم مع بعضهم البعض لفترات زمنية. هواية سيئة ولا توافق رقية رأي محسن «المنفتح زيادة عن اللزوم». وهي تعتقد أن الكتابة على الجدران العامة سلوك عدواني من قبل شباب طائشين يحاولون من خلاله بث سمومهم على المارين بكتابة أمور يخجل المرء من قراءتها، لافتة الى انه حتى المساجد لم تسلم من الكتابة على جدرانها وكذلك مدارس البنات بشكل لافت للنظر. وأشارت الى انها في احدى المرات رأت بنفسها حارس مدرسة للبنات وهو يقوم بطلاء ما هو مكتوب حتى لا يقرءه أحد. وتشارك اليازية رأي زميلتها، وتشير إلى أن الكتابة على الجدران تعتبر ظاهرة شباب هذا اليوم ربما لإخراج مشاعر مكبوتة يحرّمها المجتمع أو لم يجد من يسمع له، لذلك يجد هؤلاء الشباب في الجدران المكان المناسب للبوح بها. وتلفت الى ان الأمر لم يقتصر فقط على الجدران، بل امتد ليطال جذوع الأشجار وطاولات المدارس وأعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية بالنحت عليها. اما إيمان، فتؤكد أن الكتابة على الجدران مظهر من مظاهر الشغب وقلة وعي وعدم إحساس بالمسؤولية لمن يمارس هذه العادة السيئة. وتقول ان هناك من يعلل هذا التصرف على أنه هواية لإجادته فن الخط والرسم على الحائط، والبعض يراها نوعا من التسلية والمرح والتحدي والتقليد بين الشباب، بينما هي تراها أسباب غير مقنعة او مبررة، بل هو تعد وعبث بممتلكات الغير وعدم احترام الذوق العام. أما أشرف مدرّس مادة التاريخ فيرى ان الكتابة على الجدران تعتبر وسيلة من وسائل الإعلام، يطلق عليها علمياً اسم «وسيلة الإعلام الحجرية»، وهي تستخدم للتعبير عن آمال وطموحات الشباب والمراهقين بشكل خاص. وتاريخياً، يوضح محسن ان الكتابة والرسم على الجدران وجدت منذ زمن بعيد خلال حقبة الامبراطورية الرومانية والعهد اليوناني القديم، وكانت الادوات الحادة هي وسائل الرسم والكتابة الوحيدة. ولفت الى انه في الوقت الحاضر فإن عبوات الرذاذ الملون والأقلام تعتبر من ابرز الادوات المستخدمة في الكتابة على الجدران.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©