الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات محرومات من الأمومة

أمهات محرومات من الأمومة
20 مارس 2011 19:59
غريزة الأمومة من أقوى الغرائز لدى المرأة وتظهر لديها من الطفولة، حيث تحتضن عروستها وتهتم بها وتكبر معها هذه الغريزة، وكثير من الفتيات يتزوجن من أجل أن يصبحن أمهات، ودائما لديهن حلم أن يكن لهن طفل يعتنين به، ولكن هناك الكثير من النساء حرمن من “الأمومة” بسبب عقم الزوج أو مرضها أو إنها عاقر لا تنجب الأبناء، هنا نسرد قصصهن وأحلامهن.. لا تحمل مواصفات الفتاة الجميلة وليس لديها شهادات عليا وليست ذات حسب ونسب بل فتاة بسيطة “على قدها” لا تتمنى سوى الزواج من شاب يقدر الحياة الزوجية وتعيش حياة هانئة. هذه معاناة عواطف الهاشمي (35 عاما) تقول عن تجربتها وصبرها غير المحدود: “عندما تقدم زوجي كنت أعلم إنني الزوجة الثانية وزوجته الأولي قد طلقها وهو شاب ذو حسب ونسب ولديه المال الكثير. تصمت عواطف برهة ثم تتابع “الجميع فرح بهذا الزواج وارتسمت على وجوههم علامات السعادة إلا أنا فقد “شعرت في الأمر سرًا خفيًا” وفي أول يوم من ليلة الدخلة كانت الصدمة الكبرى”. تواصل عواطف قائلة : “زوجي اعترف انه عقيم ولا ينجب الأبناء”. تسترسل وفي صوتها معاناة مكبوتة “في هذه اللحظة توقع زوجي بأنني سأفضح أمره وأطلب الطلاق لكن على العكس أكدت له “أن الحياة الزوجية ليست قائمة على الأبناء ومازلت حتى الآن لم أرزق بطفل أضمه في صدري ولكني كلي أمل بقدرة الله في أن أنجب طفلاً يومًا ما” أسوأ خبر انتظارها طال ليستمر أكثر من 6 سنوات شعرت بالقلق من تأخر حملها، تقول جنان محمد سيد: “بعد الفحوصات الطبية تأكدت إني لا أنجب ليكون هذا الخبر هو “أسوأ خبر سمعته” ولتنقلب حياتي رأساً على عقب. تصمت جنان وتتابع حديثها بمرارة “حماتي بعد أن كانت مثل “الحمل الودود” كشرت على أنيابها، وبدأت تزن على إبنها وتلح عليه بالزواج من أخرى إلى جانب جرح مشاعري والاستهزاء بي أمام أولادها وجاراتها، في المقابل كان زوجي يقف بجانبي ويحاول أن يضع حداً لهذا الأمر مع والدته حتى انتقلنا إلي بيت آخر. وبهذا التصرف كما تقول جنان “زوجي أصبح ابني” الذي يجب إلا أفرط به والذي لم يشعرني في يوم أو يعيرني “أني عاقر”. ألم ومعاناة قصة عاشتها أم حميد التي لم تنجب الأبناء حتى الآن ومثلها آلاف القصص عن نساء يعانين بصمت ويتجرعن الألم والحسرة لأنهن لم يشعرن بمشاعر الأمومة التي تتمناها كل امرأة. تقول أم حميد بنبرة حزن وحسرة وألم: “كانت أحلامي كثيرة قبل زواجي، فقد اتفقت مع زوجي في حالة أن أنجبت “ولدا “سأسميه أنا، وإن أنجبت بنتا سأترك الخيار له”. تصمت أم حميد برهة وتشير إلى غرفة الطفل الذي تنتظره بفارغ الصبر. وتقول: “نذرت إن أكرمني الله بأول مولود” أن أجهز له “غرفة ملكية” تضم ألعابا كثيرة ولن أفارقة طوال وجودي معه. تصمت أم حميد وتواصل حديثها بعد أن امتلأت عيناها بالدموع: “كل هذه الأحلام تبخرت لأني اكتشفت إنني غير قادرة على الإنجاب. صحيح في بادئ الأمر بكيت ولكن “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، فقد عوضني الله بأبناء أخي الذين أشعر بهم وكأني أمهم وقد تعلق بي أحدهم وهو “آخر العنقود”. وتضيف أم حميد “هذا الحب أنساني ما أنا عليه فلم أشعر في يوم إني “عاقر” بل وجدت في هذا الطفل التي تعلق بي مثل ابني وعوضني عن أمومتي” . أجمل هدية لما كانت الأمومة غريزة بمثل هذه القوة كان الحرمان منها شديد القسوة على المرأة تقول الدكتورة إيمان حسين ـ ممارس عام في طب النساء والولادة: “ليس من السهل قول الحقيقة، حين نكتشف أن المرأة التي أمامنا عاقر فقد يجد الكثير من الأطباء صعوبة في كيفية إيصال هذا الخبر للمريضة، فكل أم في هذه الدنيا تحلم بالإنجاب والأمومة لكن الطبيب مجبر في نهاية الأمر على قول الحقيقة مهما كانت “مُرة أو قاسية”. تتابع الدكتورة إيمان: “لا يشكل تأخر الحمل بالنسبة للمرأة التي تتزوج قبل الثلاثين مشكلة حيث تكون هناك بعض الأحيان بعض المشاكل الصحية البسيطة التي سرعان ما تعالج وتحمل المرأة، أما المرأة التي تعدت الثلاثين ولم تنجب فيجب عليها مراجعة الطبيب المختص بالأمراض النسائية لمعرفة السبب وراء هذا التأخر”. بنوع من الفرح والتفاؤل في مثل هذه الأمور وقدرة الله. تقول الدكتورة إيمان: “من أصعب الحالات التي مرت علّى لامرأة لم تنجب منذ (40 سنة)، اعتقدت أنها بعد هذه الفترة لن تنجب الأبناء ولكن إرادة الله فوق كل شيء فلم تعلم أن القدر قد خبأ لها في أحشاء بطنها أجمل هدية تتمناها وهي “الحمل” وقد اكتشفت ذلك بينما كانت تقوم بفحوصات طبية للذهاب إلى أداء “العمرة” تلقت هذا النبأ ولم تصدق أنها بعد هذا الصبر الذي طال كثيرا ستنجب وتشعر بالأمومة لأول مرة”. الجانب النفسي المرأة دائما المتهم الأول في قضية العقم هذا ما يؤكده استشاري الطب النفسي محمد عمر. يقول عن ذلك: “المرأة هي التي تتحمل نظرات الشفقة من المقربين لها وتسمع في كل يوم كلمات جارحة تجرح أنوثتها، وللأسف فقد وجد الكثير من علماء النفس والاجتماع أن هذه المشكلة قد تسبب الكثير من الانفعالات التي تؤخر الحمل، وكلما طال انتظاره أدى اضطرابها وقلت فرص حملها، وهكذا نجد المرأة المغلوبة على أمرها تدخل في دائرة مغلقة، تجعل فرص الحمل لديها قليلة وحين يحدث العقم تشعر المرأة بالدونية، وتفقد الثقة بنفسها كأنثى بعدم قدرتها على الإنجاب وقد تدخل في طور الاكتئاب أو العزلة”. يضيف الدكتور: “إن شعور المرأة بالأمومة “شعور غريزي في الإناث” بغض النظر فيما كانت أنجبت أم لا، وحين تتزوج فإن جزءاً كبيرًا من همها وتفكيرها سينصب على فكرة الإنجاب وتقيمها لذاتها كامرأة وزوجة سوف يعتمد لاحقا على نجاح ذلك. يسترسل الدكتور” لذلك عدم الإنجاب وتأخر الحمل سوف يشكل صدمة لا يستهان بها، وقد تعُرب المرأة عنها صراحة وقد تخفيها أو تكابر عن البوح بها، ولكن حتما ستظهر بشكل أو بآخر في تصرفاتها وفي علاقتها بزوجها، وفي حالتها العصبية وزيادة حساسيتها وسرعة انفعالاتها، والغيرة التي تبديها اتجاه النساء الأخريات اللاتي رزقن نعمة الإنجاب. مؤكداً الدكتور: “غالبا ما تشعر المرأة العاقر “بالغضب” وتوجه عدوانها إلى أقرب الناس إليها وهو الزوج، وتعتبره هو سبب شقائها ومعاناتها إذ حرمها من نعمة الإنجاب، أيضا قد تزعم الكثيرات منهن إنهن لا يفكرن إطلاقا بموضوع الإنجاب وهذا يعتبر “حيلة دفاعية” تدافع بها عن نفسها وعن التساؤلات الكثيرة التي تحوم حولها وهؤلاء النساء غالبا ما يترددن على زيارة الطبيب بشكاوى مرضية، وفي الجانب الخفي ما هي إلا أعراض نفسية جسيمة تحاول إخفاء المشاعر السلبية الناتجة عن العقم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©