السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء ورجال الدين ينشئون حلف فضول عالمياً بين الأديان

علماء ورجال الدين ينشئون حلف فضول عالمياً بين الأديان
7 مايو 2017 10:47
إبراهيم سليم (أبوظبي) اختتمت فاعليات الاجتماع التاريخي الأول من نوعه في العصر الحديث، الذي جمع قيادات الديانات الإبراهيمية، في العاصمة أبوظبي، بهدف إنشاء «حلف الفضول العالمي بين الأديان»، لنشر السلم، وتشكيل إطار عالمي ضد التمييز والكراهية والاضطهاد الديني، ووضع «خريطة طريق» لتعايش الأديان سلمياً، وتعهدوا بتعميم تصورات ثقافة السلم على مجمل الولايات الأميركية، في إطار «قافلة السلام الأميركية» سعياً إلى إقرار «وثيقة دولية»، تكون ملزمة لجميع الأطراف والأفراد في مختلف المجتمعات. وأثنى المشاركون على دور الإمارات المعزز للسلم والسلام العالمي، مؤكدين على أن أبوظبي عاصمة التسامح ومنارة السلام، التي احتضنت على مدى ثلاثة أيام، فعاليات «قافلة السلام الأميركية» كما ثمنوا الجهود الحثيثة، للإمارات في السعي إلى القضاء على الإرهاب، والحد من التطرف والكراهية، والجهود النبيلة في مكافحة الإتجار بالبشر، والمساهمات الإنسانية، التي لا تفرق بين الأجناس أو الألوان أو العقائد، وإتاحة حرية العبادة في الإمارات كما أشادوا بدور «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذي يعتبر صرحاً لتأصيل وتوصيل ثقافة المحبة والوئام، برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه. واتفقت كوكبة من كبار القساوسة والأئمة والحاخامات في أكبر عشر ولايات أميركية على المضي قدماً في مشاوراتهم ودراساتهم، لتأسيس منطلقات أخلاقية إنسانية، تمثل لبنة أولى على طريق التوصل إلى إقرار «وثيقة دولية»، تكون ملزمة لجميع الأطراف والأفراد في مختلف المجتمعات، تستأصل الكراهية والتمييز وكل أشكال الغلو والتطرف، وإتاحة الفرص في مجال تعزيز وترسيخ ثقافة السلم والتسامح في وعي المجتمعات الإنسانية المعاصرة. وتحدث ممثلو الولايات المشاركون في القافلة، خلال مؤتمر صحفي مشترك، نظمه «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، في أبوظبي على مدى ثلاثة أيام من (2-4 أبريل)، بحضور رئيس المنتدى، معالي الشيخ عبدالله بن بيه، وأمين عام المنتدى الدكتور محمد مطر الكعبي، ونائب رئيس المنتدى الشيخ حمزة يوسف حيث كشف القساوسة والحاخامات والأئمة عن تصوراتهم وخطط كل منهم في القيام بمبادرات خاصة على مستوى، كل ولاية من الولايات الأميركية. وتنوعت المبادرات بين تنظيم حملات لدعم المهاجرين ونصرة حقوق اللاجئين، وتقديم كل أشكال المؤازرة القانونية والحقوقية لهم، والقيام بفعاليات جماعية بالأعياد الدينية في ناشفيل، مدينة الموسيقى، كما هي معروفة في الولايات المتحدة، أو كتابة مقولات تجمع الأديان على مجموعة كبيرة من المقاعد الخشبية توزع على حدائق واشنطن، أو تنظيم تجمعات ترفيهية تجمع أبناء الأديان الإبراهيمية في الولايات والمدن الأخرى، وغير ذلك من الأنشطة التي تمثل جسوراً للتعارف والتواصل والحوار. التصورات المتبادلة كما اتفق الجميع على الالتزام بها كخطة عمل للمرحلة المقبلة، وتتركز على محاور عدة، أهمها: التصورات المتبادلة بين أتباع الديانات المختلفة وأثرها في ثقافة السلم، وتحديد أهم التحديات التي تواجه العيش المشترك، وكذلك أهم الفرص التي تعززه وترسخه في الوعي الجمعي، ومحورية مفاهيم السلام في الخطاب الديني من خلال المساجد والكنائس، والدين ودوره في الفضاء العمومي. ما يعني ضرورة رسم خريطة طريق، بغرض ترسيخ ما تم التوصل إليه في الوعي والسلوك وفق منظومات معرفية وفكرية، تتوسل آليات عملية تضمن انخراط أكبر عدد من رجال الدين، وبخاصة العائلة الإبراهيمية، في خطوات عملية لتعزيز السلم، وتبني مقاربة تصالحية تتيح لهم تربية أتباعهم وحملهم على تجاوز العداوات ومشاعر الكراهية بكل أنواعها. واتفق المشاركون على أن ورش العمل خَلُصت إلى جملة من التوصيات، واعتبروها بمثابة خريطة طريق لأنشطتهم في المرحلة المقبل. وتتمحور التوصيات حول تحقيق أهداف تتمثل بضرورة قيام ممثلي الأديان، كل في مدينته، بتبادل الزيارات المنزلية، ومشاركة بعضهم البعض «الخبز والملح»، ليس كدلالة على تبادل الأمان والاطمئنان، وإنما لتوثيق عرى الصداقة والأخوة بكل معانيها الإنسانية الرفيعة، وكذلك تنظيم برامج مشتركة، عملية وتطبيقية، من شأنها كسر الحواجز بين المختلفين، ومد جسور الحوار وتعزيز الثقة فيما بينهم، على أن يجري تنفيذ هذه البرامج ميدانياً من خلال المعابد اليهودية والكنائس والمساجد. ثقافة التسامح والسلم وأوصوا بضرورة انخراطهم في مشروعات خَدَمية لمساعدة المجتمع، والوقوف إلى جانب كل من يحتاج المساعدة الإنسانية، وضرورة الوقوف مع بعضهم البعض ضد قضايا الكراهية والعنصرية والتمييز أو الاضطهاد العرقي والديني، التزام المتعاقدين، كل في مدينته بضرورة تنظيم ورش عمل، تتداول تعميق وترسيخ ثقافة التسامح والسلم، على غرار ما جرى في ملتقى أبوظبي. واجمعوا على الاعتراف بأهمية «إعلان مراكش التاريخي»، باعتباره أحد منجزات «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، وضرورة الالتزام بترويجهما في ولاياتهم، كقدوة للنشاط الأخلاقي والإنساني، قبل أن يكون جهداً علمياً ومعرفياً، لتعزيز مفاهيم المواطنة التعاقدية، أو تأصيل ثقافة السلم في الإسلام. وثمنوا جهود «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، باعتباره مثالاً يحتذى به في ترسيخ ثقافة السلم والتسامح والحريات الدينية، وضرورة التزام جميع أعضاء قافلة السلام الأميركية بالعمل الحثيث، لانضمام عشر ولايات أخرى بذات التمثيل الديني، بهدف الالتحاق بالملتقى الثاني للقافلة في المغرب في نوفمبر المقبل، لتثبيت ما جرى الاتفاق عليه في أبوظبي، وتعميمه كنموذج ناجز لإعلانه في وثيقة واشنطن قبل نهاية العام الجاري، أو العام المقبل على أبعد تقدير. وشدد المشاركون على أن يتعهد أعضاء القافلة في الولايات العشرين، بضرورة العمل معاً على تعميم الاتفاق في جميع الولايات الأميركية، كونه نموذجاً مثالياً يحتذى به للتآلف والتعايش الإنساني بأرقى صوره الأخلاقية والدينية. وقرأ الحاخام بروس لاستيك، رسالة شكر موجهة من جميع أعضاء قافلة السلام الأميركية إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً، ومدينة أبوظبي عاصمة التسامح والسلام، ومعالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، امتناناً لأفكاره النيرة، التي لعبت دوراً كبيراً في جمع القافلة على ثوابت أخلاقية ودينية على كل المستويات الإنسانية، وكانت ملهمة لهم في التوصل إلى التوصيات التي توصلوا إليها ويعتزمون العمل بهديها في المرحلة المقبلة. العائلة الإبراهيمية وذكر الدكتور حمزة يوسف نائب رئيس منتدى تعزيز السلم، بدور الإمارات في ترسيخ ثقافة المحبة، المستلهمة من ثقافة مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. من جانبه أكد خليفة الظاهري المدير التنفيذي لمركز الموطأ أن ملتقى القافلة الأميركية للسلام الذي عقده منتدى تعزيز السلم في أبوظبي تفعيلًا لإعلان مراكش يعد من الملتقيات الفريدة والخلاقة، فهو ملتقى جمع العائلة الإبراهيمية بأديانها وأطيافها في أسمى مشاعر الإنسانية والصداقة والتفاهم والتعايش، هو الأول من نوعه، وهو فكرة طموحة، وخارطة طريق لتأسيس تعاون عالمي بين الأديان من أجل سلام الإنسان، ويعد الملتقى خطوة متميزة انطلقت من أبوظبي عاصمة التسامح والتعايش ليصل نورها إلى البشرية جمعاء. وقال: «هذا الملتقى جاء برسالة عميقة المحتوى وعظيمة المضمون، وهي أن الأديان تنتج سلاماً ومحبة»، وأنها مصدر وئام ومودة لا مصدر فتنة وخلاف، وأن الأديان منبع لقيم الجمال والخير لا قيم الخراب والتدمير. «خريطة الطريق» وأكد الشيخ عبدالله بن بيه رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، في كلمته أن الحضارات تمرض وأن الفلاسفة والعلماء هم العلاج، وإذا كان البعض يريد أن يشعل الحروب، فنحن نريد إطفاء الحرائق، واستبدالها بورد السلام، متوجهاً بالشكر إلى الله أن وفر هذه الفرصة الثمينة، وجمع هذه الكوكبة الجميلة من فرسان السلام، حيث صار كل منهم يحمل ثلاثة عناوين، أو صارت له ثلاث قبعات، هي رموز للمحبة والأخوة والوئام. وثمن فضيلة الشيخ ابن بيه ما سماه «خريطة الطريق»، التي توصل إليها أعضاء قافلة السلام في ورشات العمل، باعتبارها جسوراً صلبة للعبور إلى جنة السلام وعمارة الأرض بقيم الخير والجمال. ملاحظاً أن مهمة القافلة ربما تكون صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، إذ أوصى الجميع بالصبر، لأن الخراب سهل والعمار صعب. وفي سياق تشديده على التواصل والحوار، استشهد معاليه بإحدى مقولات العرب: «لا تسمع عني بل اسمع مني». يريد بذلك تنبيه الناس إلى ضرورة اللقاء والتواصل والحوار المباشر، لمعرفة خفايا النفس واكتشاف المعدن الأصيل أو الجوهر النفيس في النفس البشرية، التواقة إلى السلام بالفطرة. وقال معاليه إن هذه الخطوة المباركة انطلقت من أبوظبي، ونريدها أن تواصل مشوارها إلى العالم أجمع. كما ذكر بانطلاقة منتدى تعزيز السلم في أبوظبي حيث وجد كل الدعم والاحتضان من قادة الدولة وشعبها الطيب. وهذا ما جعل المنتدى يمضي بعزيمة صلبة في مواصلة مشروعه السلمي، «وهو ما وجدنا له صدى واسعاً على المستويين العربي والدولي، لأن الحقيقة أن النزوع إلى السلم هو أصل الفطرة البشرية». تعزيز السلم العالمي أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أمين عام «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، ترحيب قيادة دولة الإمارات بالقافلة الأميركية للسلام، مثمناً جهودها على مستوى تفعيل إعلان مراكش التاريخي، الذي أنجزه المنتدى فيما يتعلق بمفاهيم المواطنة. وقال الكعبي إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت منذ نشأتها حريصة كل الحرص على القيم الإنسانية، وبخاصة قيم التسامح. لذلك شكلت حاضنة للأخوة والمحبة لكل الثقافات أو الإثنيات، فتعايش على ترابها أبناء أكثر من مئتي جنسية بسلام ووئام. هذا فضلاً عن حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز السلم العالمي بمختلف الوسائل، وتسخير كل إمكانيات الدولة لدعم هذا الهدف النبيل، وأشار إلى أن «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، بات يشكل فضاء رحباً لنشر ثقافة التسامح والمحبة بين الإنسانية جمعاء. وأشاد بروح التعاون التي أبداها أعضاء القافلة الأميركية للسلام المنتمين إلى العائلة الإبراهيمية، وقد ضربوا بذلك نموذجاً يحتذى به لعمل كل الأديان مع بعضها من أجل سلام الإنسان، والإعلاء من شأنه في كل مكان. داعيا أعضاء القافلة إلى متابعة تفعيل نتائج وتوصيات ورشة أبوظبي، استكمالا لآليات تفعيل إعلان مراكش التاريخي. معتبراً أن زيارتها إلى أبوظبي هي محطة أولى، تتلوها محطات لاحقة، لتأسيس حلف فضول عالمي يدعو إلى التعاون والتعايش بين أتباع الديانات، على أساس قناعة أنه لا سلام بين الإنسان إلا بالسلام بين الأديان.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©