السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكراً أخطائي

9 ابريل 2018 22:10
ستواجه أصنافاً من البشر في هذا العالم، منهم من يبحث جاهداً عن حيل لإسقاطك من فوق الجبال، ومنهم من يدعي حبك ويخفي بداخله عكس ما يظهر تماماً، وآخرون يستمرون في المحاولة إلى أن يقتربوا منك، بهدف أن يكسبوا ما يريدونه ويصلون بجهدك للفوز الذي رغبوا به، ثم يرحلون دون عودة. كل منهم سيعلمك درساً لن تنساه ويترك بصمته في حياتك، إما أن يكون درساً يرفعك إلى الأعلى أو درساً يتركك في المكان نفسه لوقتٍ طويل، فأنت من تملك الاختيار إما التقدم أو البقاء في المكان ذاته لسنين وسنين، ولكن من الأفضل أن تختار الدرس الأول، فهو بإمكانه أن يصنع فارقاً في حياتك، فستصبح إنساناً ناجحاً ومثقفاً لا يخطو إلا للأمام. فالبعض يرى أن الحياة هي كلمة بسيطة، صغيرة، وخفيفة على اللسان، لكن لا يتطلع إلى ما تخفيه هذه الكلمة بداخلها، فتلك الأحرف الأربعة تخفي بداخلها شيئاً لا أستطيع وصفه من قوته، كالنار تماماً، لونه جميل ومظهره أجمل، لكن عند لمسه أو اقترابه ستدرك كم هو مؤلم! كذلك الحياة، علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع هذه الأصناف المختلفة، فكل منا سيلتقي هذه الأنواع ولكن في زمن مختلف، فكن على يقين تام بأن ما ستواجهه اليوم سيجعل منك شخصاً أكثر نجاحاً في الغد فقط عندما تثق بقدر الله لك وتستخدم عقلك وحكمتك في التغلب على مصاعب الحياة. وإنْ كنت صغيرة في السن وأبدو طفلةً في أعين الكبار! إلا أنني التقيت بأصنافٍ عديدة من البشر.. جعلوا من تلك الطفلة المدللة فتاةً قوية، مستعدة لمواجهة بقية الوجوه الخبيثة والخائنة التي آلمت قلبي لفترة طويلة وجعلت دمع عيني ينهمر لوقتٍ طويل، فقد كانت معظم اختياراتي خاطئة لم تجلب لي سوى خيبة الأمل، ولكنني لست حزينة اليوم بل سعيدة جداً لأن تلك الخيارات جعلت مني شابة تبدو أكبر من عمرها بسنوات وأكثر نضجاً من السابق، فشكراً أخطائي. وأكثر ما يؤلم صدرك من يبقى محباً لك ومخلصاً لك سنوات حتى يصبح الأقرب، ثم يتغير حتى يخذلك في نهاية الطريق بعد أن أصبحت سعادتك تتعلق بوجوده، لذا لا تثق بأحد أكثر من ثقتك بنفسك! ففي وقتنا الحالي جميع البشر يستطيعون إتقان مهارة التمثيل سواء على أنفسهم أم مع غيرهم لذلك لا تنس أن تحتاط دوماً، فطبيعة بعض البشر هكذا يرحلون في ثوان، فبعضهم لا يريدون لك أن تتقدم، تنجز أو تتغير للأفضل فهم دائماً يشعرون بالغيرة الشديدة، يحبون فقط من هم أسفل منهم وبمجرد ما يرتفع هذا الشخص يتركونه في منتصف الطريق.. وأخيراً تلتقي بصنف غريب جداً فهو يريد منك أن تعيش حياتك كما يريد هو وتنسى تماماً ما تريد!، فيرى أن معتقداتك جميعها خاطئة، ويرى تصرفاتك بنظرة تشعرك بالخجل وكأن تصرفاتك خالية من الاحترام ويصف انفتاحك بقلة الحياء فكأنك تقع في دوامة من الذنوب، ولكن لا تكمن المشكلة في تلك الفئة بل من يترك معتقداته وطريقة تفكيره تابعاً لما يفكرون به من أفكار خاطئة، فإن مضيت فترة من الوقت خلف تلك الفئة فتوقف الآن وفكر بنفسك، عليك أن تفكر في ذاتك وأن تعيش حياتك كما تريد وليس كما يريدون. ميرة الحمادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©