الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم سعيد: السياح مأخوذون بكرمنا ومعجبون بمأكولاتنا الشعبية

مريم سعيد: السياح مأخوذون بكرمنا ومعجبون بمأكولاتنا الشعبية
20 مارس 2011 19:37
أمضت الوالدة مريم سعيد 30 عاماً في مجال إعداد القهوة العربية، وتحضير المأكولات والحلويات الشعبية، فقد عملت في أقسام الضيافة التابعة للمؤسسات التراثية والنسائية في الدولة، تساهم في نشر عادات وتقاليد جميلة تكرس قيم الكرم وحسن الضيافة وطيب الاستقبال. حين انضمت للعمل في “نادي تراث الإمارات” قبل 15 عاماً كانت أرملة في الثلاثين من عمرها.. وتابعت العمل في مجال تحبه ويعكس اهتماماتها وتقاليد بلدها في آن واحد، يتمثل في تقديمها الحلوى التي تعدها لآلاف الزوار والسياح، وكذلك إعداد القهوة العربية رمز الكرم المحلي. قهوة شهية تلمع ابتسامة الوالدة مريم وترحب بنا بيد ممدودة بفنجان قهوة أعدته بنفسها، ثم تنهمك بتعليم الحفيدات وصغيرات نادي التراث كيفية إعداد القهوة العربية. وتروي لنا جميعاً كيف كانت منذ نحو 30 عاماً تقوم بتحضير القهوة، تقول: “كنت أطلب شراء أجود أنواع البن، وأن يكون معها المطيبات والمنكهات (الهيل، والزعفران، والقرنفل المسمار، والشمطري) لتمنح القهوة رائحة عطرة ونكهة شهية. وأعدّها وفق عدة مراحل فبعد إشعال النار واستخدام المعاميل أي (المحماس، المبرادة، النجر، المنفاخ، الليف، البق) أنجز القهوة بوضع المحماس على النار وفيه البن، وأحركه مدة نصف ساعة، ثم أضعه بالمبرادة ليبرد قبل طحن الحبوب في النجر، وصبها في الماء لتغلي. بعد ذلك أضيف المطيبات وأصب القهوة في الدلة وأتركها تفور قليلاً، بعد ذلك أصفيها وأضعها بعد أن تجهز على المجمر، ثم أعطيها للمقهوية كي تقدمها حين الطلب”. وتحرص الوالدة مريم على توضيح أمر مهم إذ تقول: “إعداد القهوة يختلف كلياً عن تقديمها للضيوف. فهذه الأخيرة لها وظيفة ومهمة مختلفة وتتطلب مراعاة تقاليد بعينها. بينما أنا أنجز القهوة ولا أقدمها، فهناك موظفات مسؤولات عن تلك المهمة”. لذيذة ومجانية! قبل ثلاثة عقود، ومع انضمام الوالدة مريم إلى قسم الضيافة في جمعيات نسائية. لم تكن تتوقع أن تعمل في هذا المجال! تقول في ذلك: “كنت أعمل في “السدو” ثم انضممت إلى فرق قسم “الضيافة” الذي احتاج وجود مجموعة من السيدات تلبية لواجب حسن ضيافة زوار الدولة وضيوفها، حيث يغطي عدة فئات أهمها (المأكولات والحلويات الشعبية والقهوة العربية والفوالة والتمور والفاكهة، ونشر الدخون والبخور). واستمر عملي في هذا المجال المتصل بالكرم والتقاليد الحميدة حتى يومنا هذا، في عديد من المؤسسات التراثية وفي مقدمتها نادي التراث. كما علّمت تلك المهارات لبناتي، ثم للعديد من فتيات الدولة خلال ملتقيات السمالية والثريا، ودورات الاتحاد النسائي العام”. وتروي الوالدة مريم بعض القصص الطريفة لمناسبة عيد الأم، وتقول: “ذات مرة زار القرية التراثية وفد من السياح، وصادف أنه كان يوم عيد الأم، وكنت هناك لإعداد حلوى اللقيمات فقدمت له طبقاً منها، وبعد أن عرف أنه تقدمة مجانية تعبيراً عن حسن الضيافة وكرم بلادنا؛ أصر أن يقدم لي القلم الذي بحوزته (السياح مأخوذون بكرمنا ومعجبون بمأكولاتنا الشعبية) وفي 21 مارس من العام الماضي قامت زائرة من السفارة الفرنسية بالتقاط الصور معي لأنني أم عاملة، وحاولت حمل دلة القهوة، لكنها فشلت وحملتها باليد اليمنى، بينما حملت الفنجان باليد اليسرى، وهذا خطأ”. إضاءة تبدي الوالدة مريم سعيد الكثير من الرضا والبهجة خلال التطرق إلى مسيرة حياتها كأم عاملة وسيدة أرملة، فقد حظيت بالدعم والتشجيع على الصعيدين الرسمي والأسري، مما ساهم في أن تتفرغ لتقديم شتى أصناف الحلويات والمعجنات المحلية، وصارت تبتكر بعض الأصناف من خبز الرقاق، واللقيمات، والجباب كأن تضيف إليها بعض حبوب البن أو الشوكولاتة، فما أن يتذوق الضيف بعضاً منها حتى يعود أدراجه إليها ثانية، يطلب المزيد من تلك الحلوى الشهية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©