الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأمهات البديلات» عطاء يستحق التكريم

«الأمهات البديلات» عطاء يستحق التكريم
20 مارس 2011 19:36
اليوم يوم الأم، حيث يحتفى العالم بكل الأمهات، فكل أم تستحق أكثر من يوم للاعتراف بأمومتها، فهي تعطي مشاعر وأحاسيس تجاه أبنائها، يوميا تبتهل لله أن يحفظهم، وفي كل ليلة تقف على رؤوسهم تتأمل في صمت حبها لهم، كل أم تستحق الاحتفال، إلا أن ما جرت به العادة هو الاحتفال بالأمهات الفعليات، في حين هناك كثير منهن أمهات مثاليات يستحققن أكثر من احتفال لأنهن أحتضن وأفضن مشاعرهن وارتبطن بأبناء ليسوا أبنائهن، هن “الأمهات البديلات”، هن من يحتفل بهن احتفالا مختلفا في الإمارات، بحيث يتوجن أمهات مثاليات، لأنهن أمهات من نوع خاص، قلوبهن عامرة بالحب والعطاء، إنهن الأمهات البديلات في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ممثلة في دار زايد للرعاية الأسرية التابعة لها. من الأمهات المكرمات في هذا السياق الأم البديلة المثالية فاطمة علي سعيد التي تم تتوجيها هذا اليوم، كانت إجابتها مقتضبة جدا ليست كمشاعرها التي تكنها لفلذات كبدها، وهي أم لسبعة، ثلاثة أولاد وأربع بنات، وهي مسؤولة رعاية، تعمل تسع سنوات في هذا المجال، تتحدث عن تجربتها وتقول: أتعامل مع كل أولادي بمشاعر الأم الحقيقية، أتحدث إليهم أحاورهم، وأخاف عليهم، لا أقول كأبنائي، لأن هذه الكلمة تجعلهم في تصنيف آخر، ولكن أقول إنهم أبنائي، شعوري نحوهم شعور أي أم تجاه فلذات أكبادها، حب وتقدير واحترام وتعاون فيما بيننا، ولا أشعرهم بغير ذلك، وهذا نابع من دواخلي تجاههم. وتضيف فاطمة أنها استطاعت أن تكون أما لسـبعة أطفــال في آن واحد، انطلاقا من قناعاتها بأنها تســتطيع فعل ذلك، وتشير أنها ربت أبناءها بطريقـتها الخاصــة التي تراها مناسـبة لهم، وقد تحقق لها النحاج في اتباع خـط معين في تربيتهم بكل مرونة وحب. معايير الأم المثالية هناك معايير تحددها الجهة المنظمة للحدث، عن هذه المعايير التي توجت على إثرها فاطمة علي أماً مثالية تقول: من ضمن الشروط هو مكوثنا مع الأطفال أكثر من خمس سنوات، واستطعت توفير كل المعايير المطلوبة والأساسية المناسبة لذلك، أما عن كيفية توفيقها بين حياتها، وبين أمومتها العادية لأولادها وكأم بديلة تشير فاطمة علي: مسؤولياتي الخاصة تسير وفق نمط عادي ككل أم ولا أربطها بعملي، حيث يكون تواصلي مع أبنائي حتى في وقت إجازتي وأنسق وأتابع معهم شخصياً وأتواصل مع مدارسهم حتى لو لم أكن موجودة. لكل أم أما عن رسالتها للأمهات في يوم تكريم كل الأمهات تقول: أريد أن أقول يجب أن تعطي كل أم اهتمامها لأبنائها لأنهم بحاجة إلى ذلك، ليكون الطفل سوياً وسليماً، أما عن الإنجازات التي قدمتها للأطفال تقول: أشاركهم أفراحهم وأحزانهم، أمشي معهم خطوات حياتهم، وأرسم لهم خرائط مستقبلهم، وأدعم ذلك بمجهوداتي، إذ أشاركهم في الفعاليات المجتمعية وأساعدهم على اندماجهم بالمجتمع وأحاول إعطائهم الثقة بالنفس، وأدعم شعورهم الإيجابي وأرفع من معنوياتهم، ولا أجعلهم يشعرون بالنقص أو أنهم أقل من غيرهم، وأظن أن أعظم إنجازاتي والمكسب الذي حققته هو كسب محبتهم. وعن إحساسها إذا فرقت الأيام بينها وبين أحد الأطفال في مراحله الانتقالية تقول: سوف أحزن كثيرا، ولكن لن أنقطع عن التواصل معهم، فهم أبنائي، والأم لن تنقطع عن أولادها أبدا، وفي هذا الصدد ذكر أحد أبنائي “عبدالله” بأنه عندما يكبر سوف يأخذني إلى منزله ويضع لي أجمل غرفة فيه، وهذا شعور أفرحني جداً. طباع مختلفة أما عن معادلة تربية الأطفال رغم اختلاف طباعهم تقول: تتنوع طباع أبنائي من مشاغب إلى مهادن، لكني استطيع احتواءهم كلهم كما تعمل كل أم، وتؤكد أنها قد تميل لبعض الأبناء، وتضيف في هذا السياق: لكن لا أظهر أمامهم هذا الشعور، وهناك أيضا تفاوت في الاهتمام فمثلاً الابن الصغير يحتاج إلى اهتمام أكبر وعناية خاصة ومع ذلك فمحبتي لجميع أبنائي أكبر وأعمق. وعن يومياتها مع الأطفال في الدار التابعة لدار زايد للرعاية الإنسانية تقول فاطمة: يبدأ صباحنا بالصلاة، أقبلهم ثم أجهزهم للذهاب إلى المدرسة، وعندما يعودون أستقبلهم بالأحضان والمرح والحوار حيث يبوح لي الطفل بكل تفاصيل يومه، فأظل مستمعة له وبعدها يتناول وجبة الغداء ثم يقوم بالاستذكار ومراجعة الدروس وحل الواجبات، أما العصر فيلعب بباحة المنزل أو مع إخوانه أو يستكمل مراجعة دروسه مع مدرسي التقوية، وأحرص على التنظيم حيث ينامون بعد تناول العشاء أيام المدرسة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©