الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل حسن.. أم وأرملة تمتلك جبلاً من الصبر

أمل حسن.. أم وأرملة تمتلك جبلاً من الصبر
20 مارس 2011 19:35
أغلب الأمهات مثاليات، وكل الأمهات نحتفي بهن اليوم، ليس الأمهات اللواتي حظين بتكريم من جهة معينة، ونُشرت صورهن وأعٌلنت أسماؤهن من طرف الجهة المنظمة، ولكن كل الأمهات اللواتي عانين في تربية أولادهن وسهرن الليالي يداوين مشاعر صغارهن وينضجنها لتكون على مسرح الحياة تستقبل أفراحه وأحزانه على السواء، اليوم تكرم كل الأمهات، البديلات منهن والمربيات، والمطلقات والأرامل والبعيدات، واللواتي يعانين في المستشفيات والمتواجدات في دور العجزة، والعقيمات والعمات والخالات والمرضعات وكثيرات يستحققن التكريم. أم مكافحة ومن بين هؤلاء السيدة أمل حسن سعيد مدربة رياضية بشرطة أبوظبي، التي توجتها جمعية سيدات المصريات أماً مثالية، فهي أكثر أم مكافحة، مرت بمحن في حياتها واستطاعت أن تكون هنا واقفة من جديد بعد انتكاستها، هكذا تقول أمل عن تجربتها الحياتية كأم: لازلت لا أستحق هذا اللقب، وهذا تشريف لي كون السيدة افتتان فراج رئيسة جمعية السيدات المصريات رشحتني لهذا اللقب، وربما لكونها عارفة بخطوات حياتي وتقدر ما أقوم به لصالح أولادي. وتشير أمل حسن أن زوجها توفي بحادث سيارة مروع جدا، وكان ذلك يوم 2 مايو من سنة 2007، وكان طبيبا بمستشفى زايد العسكري، وكان زوجا مثاليا بالنسبة لها، وكان يقوم بمعالجة الناس تطوعا ويقدم خدمات طبية للناس، وتشير أمل أنها كانت تدرس في مدرسة خولة بنت الأزور العسكري، وكانت معتمدة على زوجها اعتمادا كليا في الأمور المادية وفي تربية الأولاد، وحين وفاته أصيبت بصدمة نفسية كبيرة، موضحة: حين وفاته كانت ابنتي الكبرى ندى عمرها أربع سنوات وعاشت حالة نفسية صعبة، وهي اليوم في الصف الخامس، أما الطفل فكان عمره آنذاك سنتين لم يكن مدركاً لما يدور حوله. قروض وتكاليف وتشير أمل أنها بعد وفاة زوجها بدأت تفكر في تغيير عملها لتحسين ظروفها وزيادة مدخولها لسد قروض زوجها ومصاريف مدارس أولادها وإيجار السكن، بالإضافة أنها لم تكن تمتلك سيارة، إلى ذلك تضيف أمل: كنت أعمل ليل نهار، لأقف على رجلي، وكنت أحاول سد الثغرة التي تركها زوجي رحمه الله، في هذه الفترة كنت أعول أمي أيضا المريضة المتواجدة معي أيضا، كانت الحياة في البداية بعد موت زوجي عصية عليّ، وكنت أجلس أبكي بالساعات، ولكن سرعان ما تغلبت على كل ذلك بالصبر والصلاة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأيقنت أن كل شيء قضاء وقدر وامتحان في الحياة، وخضعت لتغيير حياتي وبدأت أبحث عن خطواتي من جديد، وكأنني أتعلم المشي. من أجل أولادي ترفض أمل الزواج من جديد رغم صغر سنها وتقول: أولا من أجل أولادي لأنني لا أريد إدخال أي رجل في حياتهما، وأحدثهما دائما عن مثالية والدهما، وعن قوته ورجاحة عقله، لتصبح صورته دائما أمامهما مشرفة، ومن جهة أخرى لا أنوي الزواج، لأنني أؤمن أني لن أجد مثل زوجي، وكان الناس في هذا الإطار يطلقون علي “الجبل” نظرا لقوة تحملي. أما عن كيفية إخراج ابنتها من أزمتها النفسية قالت أمل: حاولت تقريبها مني كثيراً وكنت أرافقها في كل الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها مدرستها، فأولادي هم أهم شيء في حياتي وهم هدية من الله عز وجل، ومن أجلهم أكافح، كما أن عملي في مجال تطوير الذات عن طريق الرياضة جعلني أخرج من المشاكل المحيطة بي من كل جانب، فعندما انتقلت إلى العمل في شرطة أبوظبي، لمست مساندة جعلتني أقفز فوق كل المعوقات، وأتجاوزها، كما أنني أشارك في رفع معنويات الناس وأحاول إخراجهم من الحالات النفسية السيئة وأساعدهم على طرد الطاقة السلبية من أجسادهم، كل ذلك يساعدني على تطهير نفسي من الشوائب، ويجعلني أتحمل الحياة من أجل أولادي ونفسي أيضا، كما أن محبة الناس في دولة الإمارات جعلتني أتجاوز عقبات كثيرة في عملي مؤخراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©