الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأهيل المجتمع

6 مايو 2017 22:55
في أغلب الأحيان، نتداول الحديث عن مفهوم تأهيل ودمج الأشخاص «ذوي الاحتياجات الخاصة» «أصحاب الهمم» من مختلف فئات الإعاقة، وأنهم بحاجة إلى الدمج مع المجتمع، بشكل يُتيحُ لهم التفاعل مع مجتمعهم بشكل إيجابي، بعيدا عن التصنيف في الألقاب والمسميات. ولكن أغلب هذه التصنيفات والمسميات، والتي يفرضها المجتمع على نفسه، ما هي إلا نتيجة إفرازات اجتماعية، لها الأثر السلبي المحبط في نفسية مختلف فئات الإعاقة. نحن كأشخاص من هذه الفئة، لا تهمنا المسميات والتصنيفات، بقدر ما يهمنا الشعور بالوحدة الإنسانية، التي تدفعنا للمشاركة والتفاعل مع ظروف الحياة، بكل إيجابية وتفانٍ في أداء رسالتنا في الحياة. فبعض المسميات، كالسوي والطبيعي، قد عفا عليها الزمن، وما عادت لها أهمية أو تأثير من الناحية الفعلية. والمجتمع صار أكثر وعياً بالدور الإيجابي الذي تقوم به فئات المجتمع. فحياتنا لا تكتمل أدوارها، إلا بالمشاركة الإيجابية الفعالة والتامة، من حيث تضافر الجهود، بين فئات المجتمع. إن وحدة الشعور الإنساني، مطلب أساسي، وهو القاسم المشتركة الذي يجب علينا اتباعه في مناحي الحياة، لأننا من دون التطبيق الفعلي لهذا الشعور الرفيع، سنبقى في دائرة التردد في العمل من أجل الارتقاء بخدمات ورعاية ذوي الهمم، والذين يمتلكون القدرات والمواهب التي يجب إبرازاها والاستفادة منها، واستثمارها الاستثمار الأمثل. والحقيقة أن المجتمع نفسه، هو الذي بحاجة إلى التأهيل الفعلي، في كيفية التعامل مع جميع فئات الإعاقة. إنهم «أصحاب الهمم» كما أطلق عليهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي أطلق مبادرته مؤخراً، والتي تعنى بالسياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع. هذه الخطوة المباركة، والمبادرة العظيمة، ستسهم في الدمج الكامل، والذي سيمكننا من التغلب على الكثير من العقبات، التي نواجهها في إطار أداء الواجبات، وتقديم الخدمات المطلوبة لأصحاب الهمم. كما سترسخ هذه المبادرة الوعي الصحيح، حول بعض المفاهيم المتعلقة بهم. وسنجد في مفهوم «الهمم» الخلاق، الشعور بالراحة والسعادة، والأمل المتجدد، والعزم الأكيد على مواصلة أداء الرسالة، وفق أطرٍ من التعاون التام، على المستويات كافة، والتسهيل في الإجراءات. همسة قصيرة: سَمِّنَي أو أطلق عليّ ما شئت، المهم- إنني- إنسانٌ مثلك!!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©