هل أنت على قيد الحياة؟. هل تعيش حياتك فعلاً؟ أم أنك تعد الأيام إلى أن تصل إلى الشيخوخة، ثم إلى أمر كان مقدراً؟. هذه هي الأسئلة التي يطرحها عليك المخرج الشاب رامي حنا في مسلسله الجديد (على قيد الحياة) تأليف وسيناريو وحوار جيهان الجندي.
المسلسل يضرب على وتر حساس في نفوسنا جميعاً، لأنه يطرح أسئلة مصيرية عن الموت والحياة وما بينهما، ويحاول أن يبرز أثر الموت على البشر من خلال حكايات إنسانية حساسة وجريئة. كما أنه لا يبتعد عن الحب، وكأن الحب نقيض للشعور بالموت، فنشاهد مساحات رقيقة من لحظات الحب الإنساني في قوته وضعفه. تبدأ حكاية (على قيد الحياة) مع ثلاثة أصدقاء في الجامعة: فلك وفواز وصبري، ويقع كل من فواز وصبري في حب فلك، وتستمر الحياة بكل تشابكاتها ومشاكلها، لنكتشف أن المهم ليس أن نعيش، بل كيف نعيش.
ينتصر للحياة
يقول مخرج العمل رامي حنا: إن العمل يتحدث عن الحياة اليومية لأشخاص مختلفين، فمنهم من يعيش حقيقة، ومنهم من يعيش وهو في حقيقة الأمر ميت. وهذا ما يبرز سؤالاً هاماً أمام المشاهد، هل أنت حي فعلاً؟. ذلك أن المسلسل ينتصر للحياة ويرصد الحب، ويخوض في جدلية الموت والحياة عبر تناول شرائح عمرية مختلفة، ويصور حياة أسر وأفراد تتقاطع مساراتهم عبر حكايات عن جرائم الشرف والزواج العرفي، والحمل خارج مؤسسة الزواج، ووقوع بعض الشباب في فخ التطرف الديني. ويضيف رامي: إن المسلسل لا يستند إلى قصة، بل إلى حياة يومية لأشخاص هم أحياء واقعياً لكنهم أموات معنوياً!. وهو يركز على هذه الفكرة عبر عدة خطوط تؤكد جميعاً أن هذه الحياة تستحق أن تعاش فعلاً. مسار مختلف وفي المسلسل تجسد الفنانة كاريس بشار شخصية نسمة طبيبة الأطفال التي توفي والدها مع خالتها نتيجة لحادث سير، وتقع نسمة في حب نور (قصي خولي) أثناء فترة خطبته من شيرين (كندة حنا)، وبظهور نسمة في حياته، يعيش مشاعر متناقضة ومختلفة، لاسيما أن خطيبته شيرين لا تزال تعاني من الشعور بفقدان والدتها، مما يجعله يطلق العنان لمشاعره مع نسمة. ويلعب الفنان عبد الهادي الصباغ شخصية صبري والد شيرين، وهو شريك لنور في مصنع أدوية، وكانت تربطه قصة حب قديمة مع فلك والدة نور. كما تلعب الفنانة كندة علوش شخصية (ريا) شقيقة نور وهي طالبة جامعية متفوقة وتحب ابن الجيران وسيم (الفنان مكسيم خليل) الذي يملك محلاً للإكسسوارات والهدايا النسائية، وتحبه جميع الفتيات، لذلك لا ينتبه لريا، ولكن حدثاً معيناً يلفت نظره إليها، لتتخذ الأحداث مساراً مختلفاً.
مساحات إنسانية
وتتحدث الفنانة لورا أبو أسعد عن دورها في العمل، فتقول: أقوم بدور سوزان الطبيبة النسائية التي تعاني من صراعات داخلية شديدة، فوالدتها مريضة في مشفى الأمراض العقلية، وشقيقها الأصغر طائش وغير مبال، ثم يتحول فجأة إلى أصولي متطرف، والطبيبة نفسها تقع في مشكلة إضافية، إذ أنها تحب شخصاً متزوجاً، مما يجعلها تعيش في متناقضات وصراعات إضافية. أما الفنان الشاب قصي خولي، فيجسد شخصية نور، ويتحدث عن شخصيته فيقول: نور شاب من عائلة ميسورة، وعلاقته بأسرته جيدة، وهو المسؤول عنها إلى حد كبير، إلا أن مشاغل الحياة تجعله ينسى أموره الشخصية. لذا فهو حين يقع في الحب يتعرض لمعاناة مؤلمة وجميلة في آن. ويعقب قصي على موضوع المسلسل، فيرى أن العمل يحوي مساحات إنسانية كبيرة، وقد تكون مشكلات النساء فيه هي الأكبر، لكن هناك أيضاً مشكلات تخص الشباب بشكل دقيق وجميل. وتجسد الفنانة سوزان اسكاف شخصية (أولغا) المرأة الأجنبية المتزوجة من رجل سوري غني جداً، ويملك سلسلة من المطاعم، ولديهما طفلان، وعلى الرغم من كونها أوروبية تعيش في مجتمع عربي شرقي، إلا أنها لا تعاني من أية مشكلات، فهي متفهمة جداً لظروف زوجها، وتتمكن من حل أية مشكلة بطريقة ذكية ولبقة. ويشارك في العمل الجديد أيضاً بالإضافة إلى من تقدم، عدد من نجوم الدراما السورية، من بينهم: نادين، جلال شموط، ، إياد أبو الشامات، محمد حداقي، ناهد حلبي، كندة حنا. أخيراً يقول المخرج رامي حنا إن ممارسته للإخراج تجعله يقول ما يفكر به من خلال ما يقدمه من أعمال، وهذا ما أقنعه وأعجبه بنص جيهان الجندي، حيث لا تعتمد القصة على الشكل المعتاد: بداية ووسط ونهاية. بل هي سرد يومي حي للأحداث، تجعلنا نسأل: هل نحن على قيد الحياة؟!
عدد اليوم
