الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حضور خاص لـ«البشت العربي»

حضور خاص لـ«البشت العربي»
20 يناير 2016 00:09
أزهار البياتي (الشارقة) عبر معرض نوعي متميّز حمل شعار«الحياكة والتطريز في الإمارات»، التقت كافة مفردات الأصالة، والفن، والإبداع، من خلال الملتقى العاشر للحرف التراثية، والذي نظمه واستضافه معهد الشارقة للتراث خلال اليومين الماضيين، لتتألق من خلاله وجوه إماراتية معبّرة صنعت بأناملها الماهرة رصيداً ثقافياً كبيراً من المورث الشعبي، تناقل أثره جيل بعد آخر، ونهلت أصوله من ثقافة السكان والبيئة المحلية. في هذا المعرض رسمت الحرف اليدوية والصناعات التقليدية القديمة للإنسان الإماراتي في مجال النسيج والحياكة والتطريز ملامح التراث الخليجي الأصيل، وعكست خصوصية شعوب المنطقة، مسلطة الضوء على نمط الحياة الاجتماعية لزمن الآباء والأجداد، ومعرّفة بطراز أزيائهم الشعبية وهويتها العربية، وقدم عدد من الحرفيّين المهرة من النساء والرجال المخضرمين في صناعة الغزل والنسيج وشغل الإبرة وخدمة التلّي، للجمهور نماذج تراثية من إبداعهم اليدوي ومشاهدات حّية لفنونهم الجميلة، ومن هؤلاء على سبيل المثال «نعمة عبدالله» وهو مخضرم في منتصف العقد الستيني من عمره، من منتسبي مصنع أبوظبي للنسيج وخياطة البشوت، حيث عكف بكل حماس على تطريز قطعة فنية من البشت العربي الأصيل، ليزخرف أطرافه بخيوط الزري المذهّبة، ويمنحه مزيداً من الترف والثراء، يقول عبدالله:« هذه مهنة تقليدية عند العرب توارثناها منذ عقود، تشربت أصولها وأسرار صنعتها منذ الصغر، حيث يمثل البشت العربي قيّمة ووجاهة ورمزاً، ويعبّر عن أصالة هوية وجذور انتماء، وعلى الرغم من أنه يعتبر زياً تقليدياً متوارثاً، إلى أن أهميته تتخطى أسلوب حياكته ونمط تطريزه وغزله، كونه يعتلي مكانة خاصة عند أبناء الخليج، وهو قطعة رئيسية من زي الوجهاء وصفوة المجتمع». ويصف «عبدالله» نمط صناعة البشت العربي وأصول حياكته، قائلا: «البشت عادة ما يوّزن نسيجه بالجرام، وكلما خف وزنه غلى ثمنه وارتفعت قيمته، واشتهرت حياكة نسيجه في عدد من دول الخليج العربي، ولكن أثمن أنواعه وأفضلها على الإطلاق كانت تغزل في مدينة النجف العراقية، فيجمع لها صوف الأغنام والجمال، وبعد عملية غسلها يعاد غزلها بتقنية يدوية نادرة ومعّقدة، بحيث لابد أن تعبر خيوطها الرقيقة من خلال ثقب صغير يشق في ظفر الأصبع، لينتقى منه الأملس والأرفع فقط، ثم تنسج كقطعة شفافة، هشة، وخفيفة قد لا يتجاوز وزنها أحياناً حاجز الـ250 جراماً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©