الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عولمة الإبداع».. رسالة سامية للتلاقي الحضاري

«عولمة الإبداع».. رسالة سامية للتلاقي الحضاري
9 ابريل 2018 21:42
نوف الموسى (دبي) انطلقت الجلسات الافتتاحية للقمة الثقافية- أبوظبي 2018، صباح أمس، في منارة السعديات، عبر دعوة عالمية لكل ثقافات العالم، أن تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، في رسالتها الحضارية، من خلال الانضمام الكلّي في مسؤولية استثمار المعرفة، وخلق الأفكار الإبداعية، لمواجهة التحديات الإنسانية، أمام كبرى المعضلات البشرية، والتي تستمر العاصمة أبوظبي، بدعم أوجه البحوث الأدبية والفنون بأطيافها المتنوعة، لابتكار سبل متجددة للحلول وإعادة طرح الأسئلة، وذلك ضمن سياسات تنموية تتبناها دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، برئاسة محمد المبارك، الذي أكد في كلمة الافتتاح أن قوة الثقافة نابعة من دعائم ثلاث وهي القدرة على تحمل الآخر، والقبول باختلافه، وتقدير حضوره ومشاركته، وحدها الثقافة هي القادرة على التغير، وحدها تمثل المركزية الرئيسية في إحداث التلاحم الاجتماعي، والعنصر المهم لتمكينها هو التعليم. من جهته؛ أوضح ديفيد روثكوف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «روثكوف» ـ شريك في تنظيم القمة الثقافية، أن ما يحدث في أبوظبي يستدعي التأمل الجاد، فالمعيار الرئيسي لنجاح القمة الثقافية هو إدراك الجمالية الخلاقة للمجتمع الفني والأدبي الذي تتشكل منه القمة، إلى جانب الجمهور، من يمثل المحرك الأساسي، للانتقال بالحوارات إلى ممارسة واقعية ذات أبعاد مستدامة، لذلك طالب ديفيد روثكوف، من جمهور القمة أن يساهم هنا بأفكاره، بتطلعاته، بتفاعله المباشر مع الحدث، والسؤال هو السبيل الأسمى لبدء رحلتنا في القمة. شهدت جلسة «مبادرات التعاون غير المتوقع: عولمة الإبداع»، مشاركة نوعية تصدرها محمد المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، ونتالي بونديل، المدير التنفيذي والقيم الرئيسي، متحف مونتريال للفنون الجميلة، وكرستي أدمن، المدير التنفيذية والفنية لـ UCLA للفنون الأدائية بجامعة كاليفونيا. وأدارت الجلسة سارة دوغلاس رئيسة تحرير مجلة «آرت نيوز»، التي انطلقت في بحثها عن الشراكة غير المتوقعة لمشروع متحف اللوفر ـ أبوظبي، أكد خلالها محمد المبارك أن عملية بناء المتحف قامت على آلية واعية لكيفية «التمثيل»، لما تود تقديمه في الفضاء الثقافي العالمي، خاصة أن المشروع في عمقه يتجاوز الفعل السياحي، كما يعتقد البعض، بل رسالة سامية للتلاقي الحضاري، جسده التعاون غير المتوقع مع كبرى المؤسسات الثقافية في أوروبا، التي كان لديها العديد من الأسئلة حول ما تستطيع تقديمه في المنطقة العربية، ما يؤمن به القائمون على المشروع المتحفي المتفرد، هو تأسيس مناهج مفتوحة للتعلم، وأن متحف اللوفر ـ أبوظبي هو بالفعل مركز تعليمي، للتواصل مع العالم. عملت نتالي بونديل، على إعادة خلق ما يسمى بمفهوم «الشراكة»، فالمتحف بالنسبة لمنظورها يعكس أحد أبعاد القوة الناعمة في الدول، التي تلعب دوراً محورياً في مواجهة التحديات الراهنة، مضيفة بأن إدارتها للمتحف، لا تعني بأنها مؤرخة، بل يتسع دورها إلى فتح أبواب المتحف لمختلف الخبرات، للتواصل مع الجميع، فمثلاً قدموا مشروعاً استثنائياً، استهدف فئة من الأشخاص يعانون من «الاضطراب العقلي»، من خلال فتح مساحة تواصل مع أناس أصحاء وآخرين مصابين بأمراض، إضافة إلى فتحهم لمساحات تواصل بين أناس متهمين بقضايا معينة وناس أبرياء، دون أن يتم الكشف عن ذلك، لإحداث التلاقي، ومراقبة الأثر. الفن الأدائي، وتحديداً «الرقص»، في قوة التعبير عن القيمة الشعرية في الحركة الجسدية، مثّل تواصلاً مغايراً، عما هو متعارف عليه في الحيز المتحفي، كما أشارت كرستي أدمن، التي سعت خلال عملها، إلى بناء شراكات، أطلقت عليه «إرث الشراكة»، لإعادة «الرقص»، لحياة الفعل الثقافي، في المؤسسات المتحفية، معتبرة أن عملية الربط جاءت بمثابة محاولة في تصميم رقصات فنية، قادرة على الربط بين الثقافات، والانضمام للاحتفاء العالمي بالذاكرة الثقافية. وأوضحت كرستي أدمن، أن تحدي الهويات، على سبيل المثال، يحتاج إلى بحث عميق، لإحداث التلاقي، لأن الرقص كفن يقوم على عامل الفضاء والزمن، وهي فرصة جبارة للخلق في هذا العالم، عبر المرور في عالم اللغة. الفنان الإماراتي يحظى بفرص نوعية في التساؤلات النوعية لمداخلات الجمهور، حول الأثر التفاعلي للشراكات العالمية على الفنان العالمي، اتجه محمد خليفة المبارك للتأكيد على أن الفنان الإماراتي، يحظى بفرص نوعية، قائمة على الإيمان بأهمية أن يوفر له منصة تفاعلية، تدعمها كافة الوسائل المنوطة، بتطوير حضوره وقدراته وقنوات التواصل مع ما يقدمه من محتوى إبداعي، وهو ما تسعى له دائرة الثقافة والسياحة، بتنويع أوجه الفضاءات والمنصات الثقافية. وفي أطروحة مثيرة لأسئلة الجمهور، جاء الذكاء الاصطناعي، محوراً متجدداً في كيفية استثماره في الفنون، فمن جهتها، اعتبرت نتالي بونديل، أننا لا نزال نحتاج إلى الوعي بالذكاء العاطفي، الذي تعتبره أكثر قوة في التعبير الوجداني للإنسان، ليبقى ما يصنف بـ«الواقع الافتراضي»، وما يمكن تشكيله خارج الجسد البشري وآلية تناميه، سؤالاً مفتوحاً.. للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©