الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بنوك دولية تزيد مخصصاتها الإقليمية

بنوك دولية تزيد مخصصاتها الإقليمية
16 أغسطس 2009 23:05
قال محللون إن البنوك العالمية قد تعاني خلال لفترة المقبلة للمحافظة على الأرباح القادمة من نشاطها في الأسواق العربية الغنية بالنفط بسبب تزايد مخصصات الديون والآفاق الاقتصادية غير المستقرة. وكان كلّ من «اتش أس بي سي هولدنجز» و«ستاندرد تشارترد»، وهما اثنان من أكثر المصارف الغربية نشاطاً في المنطقة، قد أعلنا عن ازدياد حاد في مخصصات الديون وعمليات خفض قيم الأصول في الشرق الأوسط خلال الربع الثاني، فيما يعود بشكل خاص إلى المشاكل التي تعانيها الأسواق الرئيسية بالمنطقة. وذكر «اتش أس بي سي»، أكبر مصرف أوروبي، أن مخصصات الديون في المنطقة قفزت إلى 391 مليون دولار في الربع الثاني بالمقارنة مع 41 مليون دولار العام الفائت، وكذلك، ألقى «ستاندرد تشارترد»، أحد أبرز منافسيه في المنطقة، الضوء على ارتفاع في مخصصات الديون من 465 مليون دولار العام الفائت إلى 1.09 مليار دولار خلال الأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو الماضي. هذا وقد يرغم الخوف من ازدياد العجز عن سداد الديون في الشرق الأوسط المصارف الدولية على لجم استراتيجياتها في المنطقة، ويزيد الأمور صعوبة على المراكز المالية الإقليمية لجهة اقتراض المال وإعادة إحياء الثقة في اقتصاداتها. ويعزو مايك جاي أرنولد، المدير المالي الإقليمي لدى «اتش أس بي سي» سبب زيادة مخصصات الديون لدى البنوك الدولية العاملة في المنطقة إلى الانخفاض الحاد في العقارات وإلى عمليات فصل العمال التي لجأت إليها الشركات. وصرّح لوكالة «زاويا داو جونز» قائلاً «لقد ازدادت البطالة بشكل مطرد بتأثير رئيسي من التباطؤ العقاري في مشاريع البناء الجديدة، ما أدى إلى رحيل أعداد كبيرة من العمال الأجانب حيث غادر بعضهم من دون دفع ديونهم». من جهة أخرى أدى بروز مشاكل مالية في مجموعتي «سعد» و«القصيبي» العائلتيْن المثقلتيْن بالديون في السعودية إلى تأثر العديد من المصارف الدولية في المنطقة بسبب مخاطر عدم تسديد القروض. وبحسب «المجموعة المالية-هيرميس» التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، قد يصل انكشاف المصارف على «مجموعة سعد» وشركة «أحمد القصيبي وإخوانه»، وهما متورطتان في نزاع مالي قائم فيما بينهما، إلى 16 مليار دولار. ويعتبر المسؤولون المصرفيون أن المصارف الدولية قد حدت من حجم القروض التي تمنح إلى الشركات العائلية في الخليج التي كانت في ما مضى من أبرز العملاء المصرفيين في المنطقة، وذلك في أعقاب هذا الصراع الدائر. وأخيراً يرى أرنولد من «إتش أس بي سي» أنه برز بعض المخصصات الفردية الكبيرة لقروض متعثرة ناجمة عن عمليات انكشاف على مجموعات أعمال ضخمة في المنطقة تعاني من مشاكل مالية. وأبلغ «اتش أس بي سي» الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 144 سنة، والذي يوظف حوالى 12.5 ألف شخص في الشرق الأوسط، وكالة «زاويا داو جونز» في أبريل الماضي أنه يعتزم زيادة حصته من الأنشطة العالمية في الشرق الأوسط من 10% في الوقت الحالي إلى 15%، ويبدو أنه قد يكون من الصعب تحقيق هذه الأرقام. وحذرت وكالة «موديز انفستر سرفيس» الأسبوع الفائت من أن «ازدياد عجز الشركات ( في الخليج) عن الوفاء بالتزاماتها وتخلّف الأفراد عن تسديد قروضهم» سيلقي بثقله على المصارف، في إشارة إلى أن المصارف الدولية لا تشكل أي استثناء على هذا الصعيد. كما تقوم المصارف الدولية بخفض تكاليفها، إذ ذكر «إتش أس بي سي» خلال الأسبوع الجاري أنه أقدم على خفض قوته العاملة الإقليمية بنحو 2%، وكذلك قامت مصارف أخرى في الخليج بصرف موظفيها بما فيها المصرفان الاستثماريان «مورجان ستانلي» و«جولدمان ساكس». ومن جهته، اعتبر تشاين نيلسون وهو الرئيس التنفيذي الإقليمي لمصرف «ستاندرد تشارترد» أن «منطقة الشرق الأوسط قد تأثرت بالأزمة الاقتصادية، ما أثر بدوره في العمليات المصرفية مع الأفراد والمؤسسات الكبيرة»، مضيفاً أنه لا يزال «يبدي تفاؤلاً حذراً» حول آفاق النمو في المنطقة خلال العام المقبل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©