الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الضغط متعدد المحاور» يحسم سباق القـوة لمصلحة الأهلي أمام العين

«الضغط متعدد المحاور» يحسم سباق القـوة لمصلحة الأهلي أمام العين
26 مارس 2014 15:50
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. دبي (الاتحاد) - أجاد الأهلي استخدام سلاح «الضغط» لحسم مباراته أمام العين، حيث كان الضغط حاضراً في الأداء الفني دفاعياً وهجومياً، وكذلك من الناحية النفسية، وقد تسبب هذا الضغط في منع «الزعيم» من بناء الهجمات طوال الشوط الأول كاملاً، والذي كانت السيطرة خلاله كاملة لمصلحة «الفرسان»، وذلك لأن لاعبيه كانوا الأكثر قوة وحدة بدنية وسرعة، ولذلك تفوقوا وتقدموا وكانوا الأكثر قدرة على التحكم بمجريات اللقاء. استخدم الأهلي كل أسلحته الهجومية «الرهيبة»، سواء من الجانب الأيمن في الاختراق بشكل جماعي عن طريق عبدالعزيز هيكل وسياو وجرافيتي، وهو ما كان واضحاً في الهدف الأول، الذي نتج عن عمل خططي جماعي من هذه الجبهة، انتهى بحصول هيكل على ضربة جزاء فتحت الباب أمام تفوق «الأحمر»، وهو ما لم يكن موجوداً في أداء العين الذي اعتمد على النزعة الفردية في معظم المحاولات من خلال الغناسي ودياكيه ومحمد عبدالرحمن، سواء من الجانب الأيمن أو الأيسر. وخدمت الظروف فريق الأهلي بتسجيل الهدف الثاني مع بداية الشوط الثاني، وكأنه بدأ النصف الثاني من اللقاء متقدماً بهدفين، وهو ما جعل مهمته أكثر سهولة من «الزعيم»، وبعدها قام الروماني كوزمين بتغيير طريقة «الضغط» لتصبح من نصف ملعبه بدلاً من الضغط من الأمام من أجل تضييق المساحات بدرجة أكبر ومواجهة محاولات أصحاب الأرض لتعديل النتيجة، وأيضاً لتحقيق هدف «الاقتصاد» في الجهد، بعد أن ظهر الإرهاق على بعض اللاعبين. نجح الأهلي في تغيير إيقاع اللعب مع زيادة النشاط الهجومي للعين، ورغم ذلك لم يستطع لاعبو «البنفسج» دخول منطقة الجزاء، خاصة أن الكرات العرضية كانت سيدة الموقف، حيث عاد لاعبو «الأحمر» إلى الخلف للصمود أمام الضغط الهجومي العيناوي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وكان الهدف الثالث ترجمة واضحة لذلك من خلال السرعة الكبيرة في التحول بثلاث تمريرات من الرائع سياو في الجناح الأيسر يمرر إلى جرافيتي في المنتصف، ثم منه إلى أحمد خليل القادم من الجهة اليمنى انطلاقاً إلى الداخل ليسجل. وامتلك «الفرسان» الثلاثي الهجومي القوي، والذي يملك اللياقة البدنية العالية والمهارة في التمرير والوعي في التحركات والقدرات التهديفية العالية، والتي توجد في اللاعبين الأساسيين وأيضاً في لاعب بقيمة أحمد خليل كورقة بديلة مهمة، خاصة أن المدرب الروماني أدار المباراة بطريقة «عملية»، بحيث يهاجم ويسجل، لكنه لا يجازف ولا يهمل الدفاع، لأنه يرفض الخطأ في الحسابات، ويصر فقط على المجازفة في اللحظات الأخيرة إن كان متأخراً أو متعادلاً ويريد الفوز، وهو مهموم دائماً بالأدوار الدفاعية. وظهرت شخصية الأهلي في ثبات لاعبيه في المباراة الصعبة والقوية، والتي يمكن وصفها بالمواجهة البدنية الشرسة، وخاصة أمام جماهير العين الكبيرة، وهو أصعب ما يمكن أن يقابله فريق في البطولة المحلية، وهو ما يتطلب التماسك النفسي والثبات العصبي، الذي يساعد على التحكم في المباراة والقدرة على التمرير السليم والالتزام بالرقابة وكسب الصراع الثنائي على الكرات المشتركة، مع تسخير قدرات اللاعبين الفردية ومهاراتهم لمصلحة الفريق. أما العين فقد حاول العودة بقوة في الشوط الثاني بعد تراجع الأهلي، لكنه اعتمد فقط على الكرات العرضية العالية، والتي كان تأخذ وقتاً طويلاً في طيرانها من خط التماس إلى منطقة الجزاء، فيصبح من السهل على المدافعين وحارس مرمى الأهلي التعامل معها، على عكس محاولات الأهلي في الركنيات والعرضيات التي كانت تهدف لتفادي الأطوال الموجودة في مدافعي العين إسماعيل أحمد وفارس جمعة ومهند العنزي، لذلك كانت الكرة تلعب على القائم القريب في معظم الحالات. وقد لعب «الزعيم» بطريقة 4-2-3-1 بمشاركة مهند سالم كظهير أيسر بجانب فارس جمعة وإسماعيل أحمد ومحمد أحمد الظهير الأيمن، وهو ما منحه دوراً هجومياً للمساندة في الأمام، مع وجود ثلاثي الوسط سالم عبدالله في اليسار بجوار هلال سعيد وأحمد برمان، وذلك من أجل غلق الجبهة اليسرى، مع خطورة أداء الأهلي من جهة اليمين بشكل مستمر عن طريق سياو وهيكل وبمساندة جرافيتي، مع وجود الغناسي ودياكيه خلف رأس الحربة جيان. ولم يستطع العين أن يجد حلاً بديلاً من الناحية الخططية للكرات الطويلة والعرضية، وذلك بسبب صعوبة دفاع ووسط الأهلي، وتفوق لاعبي المنافس في القوة والسرعة، وهو ما ظهر في أكثر من موقف، وكانت تدخلات زلاتكو بمشاركة محمد عبدالرحمن بدلاً من سالم عبدالله سبباً في زيادة سرعة اللعب وزيادة القوة الهجومية، كما أشرك عمر عبدالرحمن بدلاً من هلال سعيد، وهو ما أسهم أيضاً في زيادة الضغط الهجومي من خلال التمريرات الأمامية إلى جيان، سواء الأرضية أو العالية. وفي المقابل، كان أداء الأهلي وفق الرسم الخططي المعروف 4-2-3-1، لكنه لعب كوحدة واحدة، ومارس لاعبوه الضغط على لاعبي العين في كل مكان، ونجح لاعبوه في الاستحواذ طوال الشوط الأول، لكنه حاول الاقتصاد في الجهد خلال الشوط الثاني من أجل تفادي السقوط ومن أجل تغيير إيقاع اللعب، وكانت تبديلات كوزمين مؤثرة أيضاً بمشاركة أحمد خليل بدلاً من إسماعيل الحمادي، وهو من سجل هدفاً حاسماً في وقت صعب، وكذلك أشرك حميد عباس بدلاً من خمينيز للمحافظة على التقدم قبل نهاية اللقاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©