«الحرب الباردة» تهدد المونديال!

محمد حامد ( دبي ) يرى الكثيرون أن «الحرب الباردة» بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي قديماً، والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، قد انتهت فعلياً بتفكيك الاتحاد السوفييتي، إلا أن الواقع الراهن يعكس غير ذلك، حيث بدأت تحوم في الأفق بوادر هذه الحرب مجدداً بين المعسكرين، خاصة بعد الأزمة الأخيرة بين روسيا وبريطانيا. المثير في الأمر أن طبول «الحرب الباردة» لم تدق فقط في ميادين السياسة، ولكنها انتقلت أيضاً إلى ميادين الرياضة لتقرع ناقوس الخطر وتنذر بعواقب ربما تكون وخيمة على الساحة الرياضية العالمية، لاسيما وأنها طالت مونديال روسيا المزمع إقامته بعد شهرين، في ظل رغبة المعسكر الغربي في التشكيك بقدرات البلد المستضيفة على توفير معايير السلامة لمشجعي الدول المشاركة. ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مسؤول كبير بالبيت الأبيض قوله إن الولايات المتحدة الأميركية وكذلك الدول الغربية لن تكون قادرة على حماية مواطنيها بالكامل في حال قرروا الذهاب إلى روسيا لحضور مباريات المونديال وتشجيع منتخباتهم، وجاء في تصريحات المسؤول الأميركي: «عليكم بالتفكير أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار الذهاب إلى روسيا لحضور المونديال، لن نتمكن من حماية مواطنينا بدرجة كافية، والخدمات القنصلية لن تكون متوافرة كما هو معتاد». وبعيداً عن التصريحات الصادرة من الولايات المتحدة، فإن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون كان قد ذهب بعيداً في انتقاداته لروسيا، مشككاً في نزاهة التعامل مع المونديال من جانب أعلى سلطة في البلاد، حيث قال: «أعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يسعى جاهداً لاستغلال المونديال الذي يقام في بلاده بنفس الطريقة التي تعامل بها أودلف هتلر مع أولمبياد برلين عام 1936». ويشير ربط وزير خارجية بريطانيا بين تنظيم ألمانيا بزعامة هتلر للأولمبياد، وبين احتضان روسيا بقيادة بوتين للمونديال إلى رغبة الجانبين الألماني والروسي كل في عصره في إظهار الوجه الناعم باستخدام الرياضة، وإخفاء سياسات لا يرضى عنها العالم. وعلى الرغم من التشكيك الغربي في مقدرة روسيا على تنظيم مونديال آمن، فإن السلطات الروسية اتخذت كافة التدابير لحماية الملايين الذين سوف يتدفقون عليها لحضور المونديال، وعلى رأس هذه الإجراءات إصدار هوية خاصة لكل مشجع، وتوفير وسائل مواصلات مجانية، وتأمين الملاعب والمنشآت الحيوية وفقاً لأعلى معايير الأمن والسلامة، كما تتعاون روسيا مع كافة الدول المشاركة في الحدث من أجل منع المشجعين والروابط الجماهيرية المعروفة بالضلوع في أعمال الشغب من حضور كأس العالم.