الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيب وكلوب.. «الحرب الجميلة» !

بيب وكلوب.. «الحرب الجميلة» !
9 ابريل 2018 21:08
دبي (الاتحاد) حينما حصل مانشستر سيتي على توقيع بيب جوارديولا، تأهب الملايين من عشاق كرة القدم العالمية لمتابعة تجدد الحرب الكروية المثيرة بين بيب ومورينيو، استكمالاً لما حدث بينهما في إسبانيا، إلا أن الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول فرض نفسه شريكاً للفيلسوف الإسباني، ليصنعا معاً إثارة بلا حدود في دوري الإنجليز، امتدت فصولها لدوري الأبطال، فهما الأكثر تمسكاً بالكرة الهجومية، وإن كان كل منهما يطبقها بطريقته الخاصة، إلا أن مان سيتي وليفربول في نهاية المطاف هما الأعلى تسجيلاً للأهداف في الدوري الإنجليزي، بمجموع 165 هدفاً، منها 90 للسيتي، و 75 للريدز. تاريخ المواجهات بين بيب وكلوب يؤكد أن المدرب الألماني هو الوحيد الذي يتفوق على نظيره الإسباني في إجمالي المواجهات بينهما، والتي بلغت 13 مباراة، شهدت تحقيق كلوب الفوز في 7 مقابل 5 لجوارديولا، وتعادلا في مباراة واحدة، وعلى الرغم من ذلك فإن عدد الأهداف بينهما متقارب، فقد سجلت أندية كلوب 22 هدفاً، مقابل 20 هدفاً لفرق بيب، مما يؤكد أنهما من أساتذة المدرسة الهجومية، كما أن بعض المباريات بين الفريقين انتهت بنتائج كبيرة، أشهرها فوز سيتي على ليفربول بخماسية في الدور الأول للدوري، وانتصار الريدز 4-3 في الدور الثاني، كما شهدت بعض المواجهات بينهما في ألمانيا معدلاً تهديفياً غزيراً. والأمور على هذا النحو تؤشر إلى أن موقعة الليلة في استاد الاتحاد سوف تكون الأكثر إثارة وترقباً، حيث يطمح عشاق الفيلسوف الإسباني إلى حدوث ردة فعل تاريخية تأخذ السيتي إلى مربع الكبار في دوري الأبطال، فيما يشعر أنصار كلوب بثقة كبيرة في قدرته على العبور إلى الدور المقبل، في ظل فوزه بثلاثية بيضاء في قلب الآنفيلد، ويعود سبب هذه الثقة إلى فلسفة كلوب في إدارة المباريات الكبيرة، حيث يجيد الهجوم الخاطف، وممارسة الضغط العالي في منتصف ملعب المنافس، وهي الطريقة التي تربك السيتي على وجه التحديد. السجل التدريبي للمدرب الألماني يكشف عن أنه أحد أكثر المدربين في العالم مقدرة على تحقيق نتائج إيجابية أمام الأندية الكبيرة، فهو الأكثر فوزاً على الخماسي الكبير في البريميرليج، كما أنه أحد القلائل الذين تفوقوا على البايرن في البوندسليجا في كثير من المباريات خلال فترات توليه قيادة بروسيا دورتموند، خاصة أنه يجيد الهجوم المرتد الخاطف، ليس من قاعدة دفاعية، ولكن بالضغط على حامل الكرة في منتصف ملعب المنافس. واستخدم كلوب سلاح الجمهور المتحمس في دورتموند، وعاد لتكرار التجربة ذاتها مع عشاق الليفر، فضلاً عن استفادته من ثلاثي ناري في الفريقين، فقد بث الرعب في ألمانيا وأوروبا بماريو جوتزه، وماركو رويس وروبرت ليفاندوفسكي، هو الآن يستخدم سلاحاً فعالاً يتمثل في الثلاثي صلاح وفرمينو ومانييه، وبالنظر إلى طريقته في التعامل مع اللاعبين، وحماسه المفرط في الاحتفال بالأهداف، وردة فعله في كثير من المواقف، فقد وصفته صحافة الألمان والإنجليز بالمدرب العاطفي المجنون. في المقابل يخوض الفيلسوف الإسباني موقعة الليلة بدافع كبير لكسر العقدة، التي تلازمه في دوري الأبطال منذ رحيله عن البارسا، فقد حقق اللقب في مناسبتين مع فريق ميسي، ولكنه لم ينجح في تكرار ذلك مع البايرن، مما جعل الضغوط تحاصره لأنه لم يجلب اللقب القاري للعملاق البافاري، وفي تجربته الأولى مع السيتي الموسم الماضي تكرر سيناريو الإخفاق في الذهاب بعيداً في البطولة الأكثر أهمية وجماهيرية في القارة العجوز. وفي الوقت الذي يؤكد كلوب أن نجوم فريقه لم يرقصوا في غرفة الملابس عقب موقعة الآنفيلد لإدراكهم أنهم لم يتأهلوا بعد، فقد أقر جوارديولا في تصريح نادر بأنه يرتكب بعض الأخطاء في دوري الأبطال، والتي تتسبب في ضياع الفوز من الأندية التي يتولى تدريبها في غضون 10 إلى 15 دقيقة وفقاً لسيناريو بعض المباريات، ويبدو أنه كان يقصد بذلك ما حدث في الآنفيلد، حينما نجح ليفربول في تسجيل 3 أهداف في 3 دقائق فقط. جوارديولا الذي يشتهر بلقب «العبقري العنيد» سيكون أمام التحدي الأصعب في مسيرته التدريبية الليلة، ليس فقط لأنه يطمح إلى التأهل للدور المقبل، وقيادة السيتي للمجد القاري، ولكن لأنه يواجه مأزقاً حقيقياً يتمثل في تمسكه الدائم بالكرة الهجومية والسيطرة وبناء الهجمات من الخلف، وهو يعترف بأنه لا يوجد ما يجبره على تغيير هذه الطريقة، فإن مباراته أمام ليفربول المتفوق ذهاباً بثلاثية، والذي يملك صلاح وفرمينو ومانييه لسرعتهم اللافتة ومهاراتهم الخاصة، سيجعل مهمة بيب في تطبيق فلسفة الهجوم المطلق أمراً محفوفاً بالمخاطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©