معتز الشامي (دبي)
أبدى «البرلمان الأسبوعي» للتحكيم، رفضه لتصرف فوزينيتش مهاجم الجزيرة، واحتجاجه المبالغ فيه والخارج عن إطار الروح الرياضية على الحكم الدولي عمار الجنيبي الذي أدار مباراة الجزيرة والأهلي الجولة الأخيرة من الدوري، ورصد البرلمان واقعة انفعال فوزينيتش مهاجم الجزيرة، ووصف تصرف اللاعب بسوء السلوك، بحسب محمد عمر رئيس اللجنة.
وعقد البرلمان التحكيمي، مساء أمس الأول بمقر الاتحاد، ولم يحضره الجنيبي، حيث تم الاتفاق خلاله على أن تلك الواقعة تندرج تحت «سوء السلوك» من اللاعب، وكان يستوجب طرده أو على أقل تقدير منحه بطاقة صفراء، بحسب المصادر الرسمية للجنة، وكان السنغافوري شمسول المدير الفني للجنة أجرى اتصالاً هاتفياً، بالحكم عقب نهاية المباراة، مبدياً عتابه على عدم إشهاره البطاقة الصفراء أو الحمراء، للتعامل مع اللاعب الذي تجاوز حدوده في الاعتراض على قرار تحكيمي وفق رأي المدير الفني.
وكانت الدقيقة 30 في مباراة الأهلي والجزيرة شهدت، واقعة اعتراض شديدة من فوزينيتش ضد عمار الجنيبي، وأن تقرير الحكم الذي تم رفعه إلى الجنة الفنية بدوري المحترفين، لم يتضمن على أي شيء يتعلق بالواقعة نفسها، ما يعني أن اللاعب لن يتعرض لعقوبة من لجنة الانضباط بحسب ما هو معمول به.
ومن جانبه نفى الحكم عمار الجنيبي في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن يكون انفعال اللاعب فوزينيتش خارج الحدود المسموح بها، مشيراً إلى أنه في أرض الملعب، اعتبر أن اعتراض اللاعب انفعال لحظي تدخل زميله علي خصيف في وقت مناسب للحد منه، فيما لجأ هو إلى امتصاص غضب اللاعب، وعدم مبادلة الانفعال اللحظي بانفعال آخر، يثير اعتراضات أخرى فيما بعد.
وقال «هذه الأمور تحدث في بعض الأحيان، من الوارد أن يتعصب لاعب أو إداري، خصوصاً في حالة أن يكون الفريق منافساً على لقب ما، وفي بعض المرات، يحتد لاعب أو غيره، لكن في الملعب قدرت أن تصرف فوزينيتش، واعتراضه لم يكن يستدعي بطاقة، لأنني رأيت الأمر تحت السيطرة، وكان هناك تقبل للقرار خصوصاً بعد تدخل خصيف، كما أنني في الملعب لم ألحظ ما رآه الناس على الشاشات، بأن اللاعب كان قريباً من الاشتباك معي كما ردد البعض، وقد تكون الشاشة هي السبب في تضخيم الموقف، لأنها ركزت عدساتها بوضعية «الزوم» في هذا المشهد، أظهرت اللاعب وكأنه سوف يشتبك معي، وهو ما لم يحدث».
وعن توجيهات اللجنة بعدم التهاون في أي سلوك مشين لأي لاعب تجاه أي حكم، خاصة أنه لم يشر التقرير، قال «نعم لم أذكر الواقعة في التقرير، لأنني لم أر في الملعب أن اللاعب تجاوز الحدود المسموحة، كما أنني في الملعب عادة ما أكون حازماً ضد أي سلوك خارج النص، بينما فوزينيتش كان ردة فعله عادية، وفضلت مبادلة انفعاله بالهدوء من جانبي».
وعن الاتصال الذي تلقاه عقب المباراة، خصوصاً من السنغافوري شمسول مدير اللجنة حول الواقعة، قال «تلقيت اتصالات عدة، بعضها مكالمات أشادت بتعاملي مع عصبية فوزينيتش، بينما رأى البعض أنه كان يجب منحه بطاقة صفراء»، كما تلقيت اتصالاً من المدير الفني للجنة، وأشاد بإدارتي للمباراة وبمعظم القرارات خصوصاً ضربات الجزاء، لكننا تناقشنا في قضية فوزينيتش، وعاتبني شمسول لأنني لم أتعامل بشدة مع اللاعب، ولم أشهر بطاقة في وجهه، وشدد خلال كلامه على أن اللجنة كانت ستقف إلى جواري، حتى لو اتخذت قراراً بالطرد، لأنه رأى تجاوزاً خارج إطار السلوك المقبول من لاعب الجزيرة، غير أن كلام شمسول لم يخرج عن كونه ملاحظة تطويرية فنية، ولكن هذا الأمر لم يقلل من قيمة القرارات الصحيحة التي اتخذتها».
وأضاف «في الوقت نفسه تلقيت اتصالاً من بعض الزملاء، وعدد من أعضاء اللجنة نفسها، أشادوا بأسلوب تعاملي مع انفعال فوزينيتش وإصراري على امتصاص غضبه، حيث لم اتخذ قراراً كان كفيلاً بطرده، خاصة أنه حصل إنذار، بعد تلك الواقعة بـ 10 دقائق، ووقتها كنت أتعرض للنقد لأنني منحته إنذارا أول بسبب انفعال ما، ورغم ذلك تلقيت إشادات كثيرة بإدارتي للمباراة الصعبة بكل تأكيد، خصوصاً في ضبط كل الحالات.
وأكد عمار الجنيبي أنه لم يندم بعد المباراة لأنه لم يمنح فوزينيتش بطاقة ولم يعاقبه على انفعاله، وقال «أنا من القضاة الذين يأخذون قراراً عن قناعة، ولو كنت مخطئاً أتقبل نتيجة قراري، من دون ندم، ولكن هذا لا يعني أنني أتهاون مع أي حالات انضباطية، ولن تؤثر علي تلك الواقعة، متى ما أدرت مباريات مستقبلية للجزيرة، لأنني نسيتها تماماً، ولن أتربص لفوزينيتش، بل أدخل كل مباراة وأديرها على حسب معطياتها»، كما نفى الجنيبي أن تقلص تلك الواقعة تقييمه في إدارة المباراة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن ينال تقييما مرتفعا في ظل ردود الفعل التي تلقاها من اللجنة.
ومن جانبه أكد محمد عمر رئيس لجنة الحكام، أن البرلمان التحكيمي هذا الأسبوع شدد على ضرورة عدم التهاون مع أي تجاوز يصدر من أي لاعب تجاه أي حكم في صورة اعتراض على قرار تحكيمي أو انفعال لحظي مهما كانت شدته.
وكشف عن أن واقعة فوزينيتش مهاجم الجزيرة ضد عمار الجنيبي تم رصدها في البرلمان، وكان هناك اتفاق عام بين جميع القضاة على ضرورة معاقبة اللاعب، حيث لم يوفق الحكم عمار الجنيبي في عدم إشهار بطاقة ضد مهاجم الجزيرة.
وقال «الحكم استخدم روح القانون مع اللاعب وقام بتهدئته، ولكن فوزينيتش كان يستحق الطرد بسبب اعتراضه على قرار الحكم، بشكل تخطى الحدود، وبالتالي كان اعتراض لاعب الجزيرة بطريقته هذه يستحق الإنذار على الأقل، وتم الاتفاق بشكل جماعي بين كل القضاة خلال البرلمان على ذلك، وأيضاً المدير الفني، ولكن الجنيبي لم يوفق في هذا القرار، رغم تألقه في إدارة المباراة التي كانت صعبة للغاية وشهدت قرارين في منطقة الجزاء وكانت قرارات صحيحة».
وعن اتصال شمسول على الحكم من جانب، ثم أحد أعضاء اللجنة أيضاً الذي رفع معنويات الحكم وأثنى على عدم اتخاذ عقوبة ضد مهاجم الجزيرة، ما يعتبر انقساماً في الآراء داخل اللجنة، قال «شمسول هو المدير الفني، وفي الحالات التحكيمية يكون هو صاحب الرأي الفني فيها، وجميعنا سواء أعضاء اللجنة أو المدير الفني رأينا خلال البرلمان أن الجنيبي كان يجب أن يعاقب فوزينيتش بإنذار على الأقل، بل حتى لو قام بطرده كان يعتبر قراراً مقبولاً».
ورداً على سؤال حول تقييم الجنيبي في المباراة، بعد هذا الموقف، قال «الجنيبي أدار المباراة بشكل متميز للغاية، وأخذ قرارات صعبة في ضربتي الجزاء، وقرار طرد بشير سعيد الذي كان موفقاً، وبالتالي هو تميز بشكل كبير».
وشدد عمر على أن اللجنة والمدير الفني وجهوا جميع القضاة بعدم التهاون مع أي لاعب يعترض بشكل عصبي يظهر سوء سلوك، أو عدم تقدير واحترام للحكم، وقال «نرفض تماماً أي احتجاج لأي لاعب، مثلما قام به فوزينيتش، وفي الجولات المقبلة، وجهنا القضاة بمنح أي لاعب يسيء سلوكه البطاقة الحمراء فوراً، مهما كانت حساسية المباراة، وعلى اللاعبين أن يدركوا ذلك أيضاً، ولن نسمح بأي تجاوز في حق القضاة داخل أو خارج الملعب، والأداء هذه الجولة مقنع بشكل كبير».
ترويسة
غادر عمار الجنيبي إلى كوريا الجنوبية، لإدارة مباراة سيؤول وويسترن سيدني الأسترالي في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ولم يحضر حكمنا الدولي البرلمان التحكيمي مساء أمس الأول
عدد اليوم
