التكنولوجيا والحياة

كلنا يعرف ويدرك مدى التقدم الذي حققته التكنولوجيا في حياتنا، خصوصا في الآونة الأخيرة، ولكن قد يكون تيار التقدم والتطور شدنا إليه كثيرا أو جعلنا نميل إليه دون التنبه أو التيقن بأنه ترك وراءه ما لا نتوقعه في شخصياتنا وذاتنا· لقد ''ربحت'' التكنولوجيا والتطورات العلمية في تقدم العقل البشري واكتساب الكثير من الخبرة والمهارات الحياتية· كما أسست التكنولوجيا بلدانا وجعلتنا أمة عظيمة· إذن نستطيع أن نقول لقد ربحت التكنولوجيا بدورها في حياتنا، انظروا إلى جهاز الكمبيوتر، هو بذاته يلعب دورا كبيرا في حياتنا وحياة كل إنسان نرمز له بأنه متعلم ومثقف قادر على استخدام الكمبيوتر، ولا نغفل عن دور الإنترنيت والهاتف المتحرك ولا نغض النظر عن الإذاعة وكل ما يندرج من بوابة التقدم والتكنولوجيا· والآن نقول، لقد بنت التكنولوجيا حياتنا بشكل صحيح وتقدمت عقولنا إلى أبعد الحدود، ولكن حطمت ونزعت الألفة والمحبة من قلوبنا وجعلتها هامدة·· أين الأخلاق؟ أين الأدب؟ أين التربية؟ أين القيم؟ أين كيانك من هذا ايها الإنسان، أين روحك؟ هل أصبحت التكنولوجيا هي من تديرك وتتحكم بك أم القلب الذي منحك إياه بارئك، أم شغفك في تحدي ذاتك وحياتك·· كيف تقاس روح وشخصية الإنسان، هل بما حصل عليه من مهارات وخبرات وما علمته التكنولوجيا، أم بما توصل إليه عقله المتقدم، أم بأخلاقه وعلمه وأدبه وقيمه ومثله·· أتساءل ماذا سيحدث للجيل القادم؟ أرى من وجهة نظري الشخصية بأن الحياة لها مفاتيح لا يفهمها إلا من يوازي في أخذ ما يحقق له الإنسانية والوجود، وبهذا فهو لا يحصل على مفتاح للحياة بل عدة مفاتيح يصل بها إلى قلوب جميع الناس، وأقول: لا تتعجل يا ابن آدم في حياتك ودنياك، خذ منها ما يسرك ودع الجشع لمن يهواه؟ لا أدري ولكنني أرى بأن التقدم والتطور يعطيان شيئا، ولكنهما يأخذان شيئا غالي الوجود· رشدية المقبالي