الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبحاث جديدة في الإمارات لتطوير الزراعة بدون تربة

أبحاث جديدة في الإمارات لتطوير الزراعة بدون تربة
25 مارس 2014 22:14
أبوظبي (الاتحاد) - تشهد الإمارات حاليا تطوير أبحاث حول استخدام التقنيات الحديثة في مجال الزراعة من غير تربة التي توفر في استهلاك المياه وترفع من إنتاجية المحاصيل. قال الدكتور إبراهيم الفاضل، أستاذ هندسة الأنظمة الدقيقة في معهد مصدر «يجري حالياً تطوير مجال الزراعة بدون تربة وأعتقد أن تقنية الاستشعار، ومنها النظم الميكانيكية الكهربائية الدقيقة، حيث يمكن أن تساعد في تسريع هذه الجهود وإحراز تقدم ملموس ينتهي بتصميم مزارع وبيوت خضراء خالية من التربة، ما سيساهم في تقليل الاعتماد على استيراد المواد الغذائية في بلدان مثل دولة الإمارات». وأضاف «يبرز اليوم قسم جديد ومتكامل في عالم الزراعة يعتمد بشكل كامل على استخدام أجهزة الاستشعار المتطورة بما في ذلك النظم الميكانيكية الكهربائية الدقيقة (MEMS) ويدعى «الزراعة الدقيقة» حيث يجري اليوم تجهيز آلات الزراعة والفلاحة بأجهزة قياس الحركات و أنظمة الملاحة والمساحة، وهي أدوات تساهم في تطوير الزراعة وتحقيق نقلة نوعية فيما يتعلق بإنتاجية المحاصيل من خلال توسيع نطاق الاستفادة من الأراضي و ترشيد استخدام المياه، الأمر الذي يعرف أيضاً بنظام «الريّ الدقيق». تنسيق المواقع أما في مجال الزراعة على النطاق الصغير، قال الفاضل «ثمة إمكانات كبيرة لهذه النظم في زراعة الجنائن البيتية والحدائق العامة وكذلك تنسيق المواقع الطبيعية، حيث يمكن على سبيل المثال أتمتة آلات جز العشب وركز الرشاشات الذاتية الذكية التي تستشعر مستويات رطوبة التربة آليا،ً ما يسهل الحفاظ على حديقة منزلية مثالية وييسر والعناية بها». وقال الفاضل «يجري العمل ضمن أبحاثنا في معهد مصدر بأبوظبي على تطوير نظم دقيقة لقياس التسارع على غرار تلك التي نجدها في أجهزتنا اللوحية وهواتفنا الذكية، حيث يمكن دمج مثل هذه النظم في التطبيقات الزراعية ، لتساهم في المستقبل القريب في تحسين إنتاجية وكفاءة المحاصيل الزراعية تحسينا ملحوظا». وأضاف «من المتوقع أن تكتسب هذه الإنجازات أهمية خاصة في البيئات الجافة. على أن تركيزنا الآن ينصب على تطوير الأجهزة أكثر من تطبيقاتها، ولكن هناك الكثير من المؤسسات التي تعمل على ابتكار تطبيقات ذات صلة يمكنها استخدام مثل هذه الأجهزة». وبحسب الموقع الإلكتروني لإكسبو 2020، أسس يالمان خان وكونال وادواني شركة «أجريسل» للتكنولوجيا التي تتخذ من دبي مقراً لها عام 2010، وذلك بهدف تسويق أبحاث البروفيسور يويتشي موري من «جامعة واسيدا» اليابانية، حيث يمكن لتقنية «الزراعة دون تربة» التي ابتكرها توفير نحو 90% من كميات المياه المستهلكة في الزراعة، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بنسبة 50%. استهلاك المياه وبحسب مسؤولي الشركة، يستهلك القطاع الزراعي الكمية الأكبر من موارد المياه. وتفضي الطرق التقليدية المتبعة إلى هدر 90% من المياه المستخدمة عبر الترشيح والتبخر والتسرب عبر التربة. وينبغي على الحكومات أن تهتم بالقطاعات الزراعية عموماً من خلال تشجيعها على تبني أساليب جديدة وحديثة، إضافةً إلى مواصلة تسليط الضوء على السبل الكفيلة بالحد من الاستهلاك الشخصي للمياه. وينبغي تحويل المعونات المالية الحكومية وشبه الحكومية إلى المزارعين الذين يعتمدون تقنيات موفرة للمياه، وذلك من أجل التشجيع على اعتماد هذه التقنيات والترويج لها. وفميا يتعلق بتقنية الزرعة من غير تربة، أكد مسؤولو الشركة أنه تم تطوير تقنية الزراعة بدون تربة في جامعة «واسيدا» اليابانية، حيث يتم زراعة النباتات ضمن غشاء مائي رقيق قابل للتحلل يمتص المياه والمواد الغذائية ويمنع تسربها. ويعمل هذا الغشاء على منع تبخر المياه أو تسربها، إضافةً إلى الحد من نسبة امتصاص النباتات للمياه. وتنمو النباتات ضمنه بشكل سليم مع جذور قوية تتشبث بسطح الغشاء المائي. وتحصل هذه النباتات على كمية المياه والغذاء المناسبة التي تحتاجها، وهو الأمر الذي يسهم في إنتاج نباتات صحية ذات قيمة غذائية عالية. ونعتقد بأن تقنية الزراعة بدون تربة ستوفر نحو 90% من المياه المستخدمة في الزراعة. وفيا يتعلق بإمكانية استخدام الغشاء المائي القابل للتحلل لزراعة المحاصيل في المناطق الصحراوية أو الأراضي الملوثة، فإنه باعتبار أن هذه التقنية لا تحتاج إلى التربة، لذلك فهي لا تعتمد على نوعية الأرض، وبالتالي يمكن زراعة المحاصيل الزراعية في الأراضي القاحلة وغير الصالحة للزراعة بما في ذلك الأراضي الملوثة. وتوفر هذه التقنية حلاً ناجعاً للأراضي التي تعتمد على أساليب الزراعة التقليدية أو التي تتحول إلى مناطق حضرية، أو في الأراضي قليلة الخصوبة، حيث أن تقنية الزراعة بدون تربة يمكنها توفير عائدات تصل إلى 60% سنوياً، وبذلك فهي ليست فرصة عمل مجزية فقط، بل يمكنها أيضاً أن تسهم في حل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©