الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: إعلام العالم الإسلامي لم يصحح صورة الإسلام

العلماء: إعلام العالم الإسلامي لم يصحح صورة الإسلام
16 مارس 2012
أكد عدد من علماء أن الإعلام الموجه في العالم الإسلامي، الذي تمتلئ سماؤه بالعديد من الفضائيات والمحطات الإعلامية المتخصصة في الدعوة ونشر الدين لا يحقق أي نتائج إيجابية على أرض الواقع، ولا يستطيع تصحيح صورة الإسلام لدى الآخر.وقال إنه لا يكاد يمر عام من دون أن تحلق في سماء العرب قناة فضائية إسلامية جديدة أو إذاعة أو موقع إنترنت، لكن واقعة الإساءات المتكررة لتعاليم ورموز وشعائر الإسلام. (القاهرة) - قال الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والأستاذ بجامعة الأزهر إن الخطاب الإعلامي الإسلامي يتصف بأنه خطاب حائر لا مرجعية له، يتنكر لأهله ويخاطبهم بما لا يحبون، وهو في كل الأحوال خطاب متغرب يستعين بلغة الغرب في التعبير عن مجتمع شرقي إسلامي، كذلك فهو غير مقنع ومرفوض من أغلب الناس، بل لعله مسؤول عن كثير من الانزلاق في السلوك والبعد عن القيم التي يعرفها الإسلام، والخطاب الإسلامي الإعلامي في بلادنا مرتعش الخطوات يكبل نفسه بقيود صعبة، كمن يخشى أن يسير في الطريق خوفا من أن تداهمه السيارات. رسالة وأكد الدكتور جعفر عبدالسلام أن الخطاب الإعلامي الإسلامي يفتقد استراتيجية أو سياسة ثابتة للتعبير عن رسالة ولا توجد خطوط عامة لهذه الرسالة، فالتشرذم والاختلاف هو الغالب على حياتنا وحتى الآن لم نستطع أن نحدد أي شكل من أشكال التكتل أو التعاون الفعال في المجالات السياسية والاقتصادية على الخصوص. وأوضح أن لأدوات التعبير عن الرأي ووسائل الإعلام دورها المهم في هذا الشأن، واقترح توحيد أسس الرسالة الإعلامية ومساهمة كل الوسائط الإعلامية المنتشرة في العالم الإسلامي، في تكوين هذه الرسالة، وبسط وسائل تحقيق الوحدة والتكامل والتعاون بين الشعوب والدول الإسلامية حتى لا يكون الخطاب الإعلامي الديني أو السياسي في واد وضرورات الحياة للمسلمين ومتطلباتهم في واد آخر. وطالب بتطوير برامج كليات الدعوة والإعلام التي تخرج الدعاة والإعلاميين، وذلك بتدريس علوم الإعلام خاصة ما يتصل بتعريف الإعلام والهدف منه والرسالة الإعلامية وعوامل التأثير والوسائل الإعلامية والعلاقة بين الوسيلة والمتلقي. استخدام التكنولوجيا ويرى الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن ما يحدث من إساءات في الإعلام الغربي إلى الإسلام رغم بشاعته فإنه قد يكون ضارة نافعة، فالعالم الإسلامي لديه الفرصة لأن ينبذ كل الخلافات ويجتمع ويلم الشمل من جديد، لأن ما حدث خلق نوعا من الاستنفار لدى كل المسلمين، لذلك يجب أن نستغل هذه الفرصة لإعداد القوة الاقتصادية والثقافية والدينية والدبلوماسية والسياسية لمواجهة أى اعتداء على مقدساتنا الإسلامية، ولأن الكلمة أصبحت مسموعة الآن، فيجب أن نجعل من كل جلساتنا أمام شاشات الكمبيوتر، مددا متصلا للدفاع عن الإسلام والقرآن وسيد العالمين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأكد أن الكمبيوتر أصبح من الضرورات التي يجب أن يتعلمها كل مسلم، لمواجهة تحديات العصر وحتى نستطيع أن نخاطب الآخر بما يفهم وبما يتقن وعلى المعلمين في المدارس أن يهتموا بتعليم التلاميذ منذ الصغر هذه التقنية، خاصة في مدارس اللغات حتى يمكن أن نخاطب العالم بلغته، لأن شعوب العالم مضللة ومنساقة وراء الصهيونية العالمية التي تسعى إلى إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، ولأن وسائل الإعلام الصهيونية لها الغلبة في العالم، فهي تنجح في بعض الأوقات في رسم صورة مغايرة للغرب عن الإسلام. لذلك وجب على كل مسلم أن يرد على هذه الافتراءات. شباب الإسلام وقال إنه يمكن لشباب الإسلام من خلال مواقع الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني أن يتخاطبوا مع شباب العالم، لتعريفهم بالإسلام الصحيح وإن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، وإن الإسلام يدعو إلى التعاون وتبادل المنافع واحترام الآخر، وبذلك يمكن أن نستخدم هذه التكنولوجيا في تغيير مفاهيم الغرب نحو الإسلام بدلا من استخدامها فيما يغضب الله عز وجل. ويقول المفكر الدكتور محمد عمارة إنه من الواجب الآن أن نتعلم الكمبيوتر واللغات الأجنبية المختلفة حتى نستطيع التواصل مع الآخرين من غير المسلمين لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وللرد على افتراءاتهم وأكاذيبهم، ولمخاطبة شعوب العالم بلغة يفهمونها، وكل ذلك يمكن من خلال الحوار المباشر عبر مواقع الإنترنت وعبر رسائل البريد الإلكتروني. وأوضح أن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في عالم اليوم، فقد أسلم في إحدى دول الغرب وحدها أكثر من مليون شخص في الفترة من 11 سبتمبر 2001 إلى عام 2011، وأسلم في دولة ثانية أكثر من مئة ألف شخص في نصف هذه المدة، كما أسلم في دولة ثالثة في شهر نوفمبر الماضي أكثر من ألف شخص، وهؤلاء من كبار رجال ونساء الفكر وبعضهم ينتمي إلى أسر نبيلة، ومع ذلك هناك تقصير من المسلمين في التبليغ عن هذا الدين وترك الساحة مفتوحة لغلاة الحركة الصهيونية العالمية لمحاولة تشويه صورة الإسلام والمسلمين. نشر الدعوة أما الدكتور عبدالمعطي بيومي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فيرى أن الكلمة لها دور في نشر الدعوة الإسلامية سواء كان ذلك عبر المنابر أو مواقع الإنترنت وغرف الدردشة، لأن انتشار الكلمة المراد إيصالها إلى الآخر عبر أي وسيلة أصبح سلاحا مهما يجب أن نلتفت إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان له مبعوثون ومندوبون إلى البلاد لتعليم الناس الدين ودعوتهم إليه، فكان مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام، وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رسائل إلى كل ملوك العالم ليوضح لهم حقائق الإسلام، وكانت هناك وفود تأتي إلى المدينة المنورة لإجراء المحادثات والحوارات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليوم جدت أمور ووسائل حديثة يمكن من خلالها نشر دعوة الإسلام والانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وتوصيل الكلمة إلى أقصى مكان في العالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©