الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات يرفضن «طلاق أيام العسل» ويفضلن الانفصال قبل زيارة المأذون

فتيات يرفضن «طلاق أيام العسل» ويفضلن الانفصال قبل زيارة المأذون
16 مارس 2013 22:40
بعض الفتيات يجدن الانفصال في فترة الخطوبة أو «الملجة» حلاً لمشاكل قد تنغص عليهن حياتهن بعد الزواج، ومع أن هذه الفترة هي مرحلة حاسمة بين الخطيبين، فإما استكمال إجراءات شراكة الحياة، أو الانفصال، فإن هناك من يفضلن وقبل أن تقع «الفأس في الرأس» بعقد القران، ثم يتم الطلاق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، صفة «كانت مخطوبة» بدلاً من مطلقة. إضاءة أوضح الاستشاري النفسي الدكتور محمد عمر أن الشباب الآن أصبحوا يمتلكون الإيقاع السريع للعصر في كل شيء حتى في مسألة الزواج والطلاق، فالزواج يتم سريعاً من دون الإلمام بطباع وأخلاقيات الطرف الآخر، ولذلك يصبح الطلاق سريعاً وسهلاً عند حدوث المشاكل تطبيقا لمبدأ ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة• هناء الحمادي (أبوظبي) - من يقوم بزيارة إلى محاكم الزواج سيفاجأ بعدد حالات الطلاق المبكر التي يتعامل معها القضاة بشكل شبه يومي، مما يدفع إلى التساؤل عمّا إذا كان الأمر ظاهرة تستحق الدراسة أم أنها حالات فردية ومحدودة تحدث هنا وهناك ومن ثم لا يوجد ما يبعث على القلق بشأنها، حيث كثر الحديث عن الطلاق الذي يسبق الزفاف إلى بيت الزوجية، وذلك ما أوضحه العديد من اللقاءات مع أشخاص نحتفظ بأسمائهم حرصاً على خصوصيتهم، وتمت كتابة الاسم مع الحرف الأول من اسم الوالد. أرق نفسي خلود. ا، طالبة جامعية، طلقت قبل أن يتم زواجها، وتقول عن قصتها مع الحياة: رغم أن أهلي قاموا بالسؤال عن الشاب، إلا أنه من الصعب أن تعرف الشخص إلا حين تعاشره، وفترة الخطوبة وضّحت لي الكثير من الأمور التي كذب فيها خطيبي. ومع ذلك حاولت أن تجد مبررا لخطيبها، إلا أن ما «زاد الطين بلة» وفق قولها، هو أنه ليس مسؤولاً بإحدى الجهات الحكومية كما ادعى، وإنما هو موظف يتقاضى مبلغاً معقولاً، وليست المشكلة في أنه قيادي أو موظف عادي، لكن لأنه كاذب، كما أنه لم يفصح عن أنه عقد قرانه على ابنة عمه قبل الارتباط بها هي، لذلك كانت نهاية العلاقة بينهما الفشل، إذ قررت مصارحة الأهل بكل الأمور التي اكتشفتها. قد يكون الانفصال أمرا صعبا، كما توقعته خلود، إذ لم يتقبل أهلها أن تنفصل عن خطيبها بتلك السهولة، وأخبروها بأن عليها أن تفكر مرة أخرى، وتعطيه فرصة، حتى بات الأمر يشكل قلقاً، حيث لم تعد ترتاح لفكرة الاستمرار، وبعد مداولات مع الأهل قررت أن تتحمل نتائج الانفصال في مرحلة الخطبة، مبينة أن الخطوبة هي بالأصل ليتعرف الخطيب على خطيبته، متسائلة: لماذا لا يزوج الأهل بناتهم مباشرة إذا كانوا لا يريدون أن يتعرضوا لمثل تلك المواقف؟. في حين، قامت خطيبة عادل. س «24 عاماً» بعد إتمام الخطوبة بستة شهور بإخباره بأنها لا تريد إكمال المسيرة، وأكدت له أنها لا تشعر بانسجام فكري وذهني ناحيته، الأمر الذي شكل صدمة قوية له ولأهله، ويقول في هذا الشأن: عندما أخبرت الأهل بأني أفكر أنا وخطيبتي بالانفصال لعدم التوافق والانسجام، جن جنونهم، مؤكداً أنه لم يكن يريد إخبار عائلته أن خطيبته لم تعد تريد الارتباط به. ويبرر عادل الأمر: خطيبتي حددت أسباباً قد تبدو معلومة وأخرى مجهولة لعدم الارتباط والزواج، إلا أنه في الوقت ذاته، كان يتبادر إلى ذهني إذا ما تقدمت لفتاة أخرى، وسألتني هي أو أهلها لماذا تم انفصالك عن الفتاة التي خطبتها سابقاً، فماذا أقول؟ ومعاناة عادل قد تكون سببت له الأرق النفسي والمعنوي، كما يقول، حيث يرى أنه شاب محب للآخرين، إلا أن الصدمة شكلت حاجزا نفسيا بينه وبين أهله والمجتمع الذي يضع اللوم عليه معظم الأوقات. وعن تجربته يؤيد عادل الانفصال في فترة الخطوبة قبل الزواج، إلا أنه يتمنى أن يقبل المجتمع هذا الانفصال بشكل طبيعي، وألا يعلق الأخطاء على المخطوبين، حيث إنه إذا لم تحقق الألفة والتكاتف والتعاون بين الطرفين لبناء عش الزوجية بأمان فعليهما الانفصال برأيه. بغض النظر عن النتائج السلبية من قبل الآخرين. عش الزوجية وبدورها، طلقت إيمان. ع، قبل أن تزف إلى عش الزوجية، حيث تقول عن تجربتها الشخصية التي لم تستمر طويلاً إلا عدة شهور: تقدم لي شاب على خلق ودين، ويحمل شهادة جامعية عليا وعلى درجة كبيرة من الثقافة والاحترام، وخلال فترة خطوبتنا اكتشفت فيه كل الميزات الرائعة والخلق الطيب، فتصورت أن حياتي ستكون سعيدة جداً، لكنه بعد أن تم عقد القران «الملجة»، انقلب هذا الشاب إلى شخص آخر، وأصبح يتهرب من مكالماتي، ويغيب عني فترات طويلة من دون أسباب واضحة ومفهومة، حتى جاءت والدته لتعلن أن ابنها أصيب بعين، وأصبح يكرهني، ولا يود أن يرى أي شيء يخصني، ولا يحب حتى أن يسمع اسمي، ووقع الطلاق. وتصف حياتها بعد هذه التجربة: كل من يتقدم لخطبتي يعتقد أنني سبب الانفصال، ولا يقتنع بالأسباب ليذهب بلا رجعة، لأحمل في النهاية لقب «مطلقة»، وأنا ما زلت في ريعان شبابي ولم أدخل الحياة الزوجية بالفعل. «كوشة» الفرح بعد مرور 9 أشهر على عقد قران عبد الرحمن. خ، على زميلته في العمل، واتفاقهما على أمور كثيرة لإتمام حفلة زواجهما، وجد عبد الرحمن زوجته تطلب منه الطلاق لتدخل والدته في حجز «كوشة» الفرح والفندق بأن تكون هي من تختارها، وقال :”وهنا وجدت زوجتي أن بداية تدخل والدتي قد يكون حجر عثرة في حياتنا الزوجية مستقبلاً”، وأضاف في هذا الشأن «بسبب انفصالي عن زوجة المستقبل، وجدت نفسي انتقل لمكتب آخر حتى لا أتذكر تلك المأساة، التي حدثت لي والتي سببت لي آلاماً نفسية أثرت على حياتي. ويتابع: رغم قيام والدتي بالاعتذار إلى هذه الفتاة، ورغم تدخلات الكثير من المقربين من كلتا الأسرتين لعدم الانفصال، إلا أن الفتاة أصرت على الانفصال ووجدته هو الأفضل، ومن أهم الأسباب، التي دفعت بزوجة المستقبل إلى عدم إكمال مسيرة الزواج هو أن أمي كانت منذ البداية تتدخل في أمور حياتنا قبل الزواج، فكيف سيكون الوضع بعد الزواج؟. ويصف تلك التجربة بأنها درس له، وهذه الفترة التي تسبق الزواج هي فرصة للشاب والفتاة لأن يعرف كل منهما الآخر أكثر من جميع الجوانب، والانفصال في هذه الفترة أفضل منه بعد الزواج على حد قوله. اختيار عشوائي بالتأكيد علم النفس ليس ببعيد عن هذه المشكلة، فالاستشاري النفسي الدكتور محمد عمر عند سؤاله عن أسباب الطلاق والانفصال قبل الزواج أو خلال فترة الخطوبة يرجع السبب، إلى أن الزواج الذي يتم فيه الطلاق سريعاً لا يقوم على أسس سليمة في الاختيار، حيث إن الزواج مجموعة من الرغبات والأولويات ويختلف ترتيبها من شخص لآخر، لكن الزواج الآن يتم بالانتقاء العشوائي والاختيار السريع لمجرد الإعجاب بصفة واحدة فقط عند الطرف الآخر قد تكون المال أو الجمال، أو المركز الاجتماعي من دون النظر إلى بقية الصفات سواء كانت جيدة أو سيئة. 258 حالة طلاق شهدتها محاكم رأس الخيمة العام الماضي جاسم المكي: عدم تحمل المسؤولية وانعدام التفاهم في مقدمة الأسباب في محاكم رأس الخيمة وبين ملفات رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري جاسم المكي، هناك الكثير من الحالات التي فضلت الانفصال في فترة الخطوبة أو «الملجة»، حيث يقول المكي إن عدم تحمل المسؤولية وانعدام التفاهم في مقدمة الأسباب، التي تدعو إلى طلب الطلاق قبل الزفاف إلى بيت الزوجية، مشيراً إلى أن فترة الخطبة أو الملجة إن لم تكن مبنية على الأسس الصحيحة، ولا يوجد بين الخطيبين توافق فكري واجتماعي وشخصي، قد تؤدي إلى وجود مشكلة الانفصال قبل الزواج، موضحاً أن الكثير من القضايا التي تصل إلى مكتبه أغلبها قد تكون لأسباب غير مقنعة أو لأسباب لم يجد كلا الطرفين إلا الانفصال معها، مثل عدم الاتفاق على بلد شهر العسل، أو شكل الكوشة، أو بطاقات الفرح، أو الفرقة الموسيقية التي ستزف بها العروس وغيرها من الكماليات التي تقف وتمنع إتمام الزواج. ورداً على سؤال عن عدد حالات الانفصال التي تمت في عام 2012، يقول إن عدد حالات إصرار الزوجين على الطلاق قبل الدخول إلى الحياة الزوجية وصل إلى 258 حالة. وحول أهم الأسباب التي دفعت كلا العروسين إلى الانفصال قبل الزواج يذكر المكي أنه من أبرز أسباب الانفصال ما قبل الزواج بالنسبة للزوجة هو السب والشتم، الإهمال، عدم تحمل المسؤولية، الخيانة، جهل الحقوق الزوجية، عدم الاحترام، انعدام التفاهم، الزوج عاطل عن العمل، الشك، أما الأسباب التي دفعت بالزوج إلى الطلاق فترجع إلى وجود مشاكل مستمرة، عدم الطاعة، عدم الاتفاق، الغيرة، مريضة نفسياً، عصبية. ونصح كل من يفكر في الارتباط ويجد أمراً ما يعرقل تلك العلاقة التي تنتهي بالانفصال قبل الزواج، بأن لكل شخص قائمة طلبات، خاصة بما يريده في شريك الحياة، إذ يجب أن يصارح بها نفسه وأن يعيد ترتيب الأولويات بما يضمن استمرار الزواج على الوجه الأفضل، ويجب أن يبتعد الشباب عن فكرة الكمال في شريكة الحياة، وكذلك الفتاة، بجانب أن الصراحة بين الطرفين منذ بداية الارتباط أفضل وسيلة لتقارب الأفكار وتفهم عقلية وتفكير الطرف الآخر، فيجب أن يبتعد الطرفان عن الصفات الزائفة التي يحاول لصقها كل منهما في شخصيته من أجل إثارة إعجاب الطرف الآخر، لأن هذا التصرف يعتبر نوعاً من الغش ولن يستمر طويلاً، بل سيتم اكتشافه بعد الزواج مباشرة وعندها يبدأ الصدام بين الزوجين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©