الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاجآت أغسطس غير السارة!

15 أغسطس 2009 23:53
يُقال عادة إنه لا شيء يستحق الذكر يحدث في شهر أغسطس، حيث غلالة من الحرارة تغشى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية فيذهب الجميع في إجازات، سواء أكان الكونجرس الذي يغلق أبوابه خلال فترة الصيف، أو واشنطن نفسها التي تمتلئ بالطلبة المتدربين، أما باريس فتتحول إلى قبلة للسياح، فيما الروس يهربون إلى الغابات ويجمعون الفطر. وقد تستمر الحال على هذا الهدوء طيلة الشهر القائظ حتى يحصل ما يعكر صفوه أو تحل كارثة ما، فلا ننس أن الحرب العالمية الأولى اندلعت في شهر أغسطس، كما شهد الشهر ذاته غزو صدام حسين لدولة الكويت، وفيه أيضاً كانت «القاعدة» تخطط لتدمير مركز التجارة العالمي. والحقيقة أن الأمر ليس مصادفة فلو أراد أحدهم مفاجأة الإدارة الأميركية والقيام بشيء ما ضدها فإن أغسطس هو الشهر المناسب تماماً ما دام الرئيس يقضي إجازته الصيفية، وكل شيء متعطلاً. ولذا فإن أغسطس هو الوقت الذي يفترض أن يكون الجميع قد أعد خططه البديلة فيه، ورسم السيناريوهات المحتملة، مع تحديد طريقة التدخل وكيفية المعالجة، وإليكم مجموعة من الأزمات القائمة التي وضعت مؤقتاً على الموقد الخلفي لكنها قد تبرز فجأة خلال هذا الشهر: - ففي إيران، تجري حالياً محاكمات استعراضية تطال العشرات من قادة المعارضة في المناصب المتوسطة الذين انتمى العديد منهم في السابق إلى النخبة الحاكمة، وهم الآن يمثلون دوراً مكشوفاً في مشهد كبير يعترفون فيه بارتكابهم جرائم ضد الثورة ويلتمسون الصفح. وقد رأينا كيف طلب نائب رئيس سابق للجمهورية أن يوقع عليه القاضي العقوبة القصوى، هذا في الوقت الذي يمثل فيه «جواسيس» فرنسيون وبريطانيون أمام المحكمة ربما كاختبار للغرب، فلعل النظام الإيراني يريد جس ردود الأفعال الدولية إزاء موجة أخرى من الاعتقالات والمحاكمات الصورية التي قد تطال هذه المرة قيادات في الصف الأول من المعارضة مثل «مير حسين موسوي» المرشح الذي تنافس مع الرئيس نجاد، أو الرئيس السابق رفسنجاني، فكيف نتصرف لو حدث ذلك وسيق أقطاب المعارضة للمحاكمة؟ خطتنا الأولى كانت مد اليد للنظام والتحاور معه، فماذا عن الخطة البديلة في حال فشل الحوار ووصل إلى طريق مسدود؟ - أما في جورجيا، فقد مر عام على دخول الدبابات الروسية عبر الحدود واختراقها للأراضي الجورجية لتصبح على مسافة قصيرة من العاصمة «تبليسي»، ولتسجيل هذه اللحظة قام مجموعة من الانفصاليين في أوسيتيا الجنوبية بإلقاء قنابل يدوية على نقاط تفتيش جورجية وروسية فيما عمد بعض قراصنة «الإنترنت» الروس إلى تعطيل مواقع «تويتر» و«فيسبوك» في جميع أنحاء العالم لحجب مدونة واحدة لأحد الجورجيين. وفي هذه اللحظة، تتبادل روسيا وجورجيا الاتهامات حول تصعيد الموقف وتأجيج الصراع في تكرار لافت لما حصل قبل اندلاع المعارك بين البلدين في الصيف الماضي، فماذا لو قررت روسيا غزو جورجيا مجدداً؟ فقد كانت خطة واشنطن «إعادة ضبط الزر» في العلاقات الثنائية، لكن كيف ستتصرف في حال اندلاع حرب جديدة؟ وما هي خطتها البديلة في هذا الشأن؟ - وفي أفغانستان، حيث الزيادة في عدد القوات الأميركية جارية على قدم وساق والانتخابات مقررة في 20 من الشهر الجاري، مازالت «طالبان» التي انسحبت إلى الجبال، بعد مجيء قوات أميركية إضافية، تشن هجماتها على المدن والمناطق الشمالية والغربية من البلاد التي كان يُعتقد أن الأمن قد استقر فيها. ويرى البعض أن هدف «طالبان» هو تعطيل الانتخابات والنيل من صدقية الفائز؛ لأن الجميع يدرك أن الاستقرار في أفغانستان يمر عبر حكومة شرعية، وهو ما تسعى «طالبان» لضربه، حيث الهجمات في ارتفاع مستمر، بل إنه من المنتظر أن يسوء الوضع الأمني أكثر بعد الانتخابات، ولذا كانت الخطة الأولى ومازالت نشر المزيد من القوات الأميركية لسحق عناصر «طالبان» واجتثاثهم وترسيخ سلطة الحكومة قبل الرجوع إلى الوطن، لكن ماذا لو تعطلت الخطة الأولى؟ هل من خطة بديلة؟ أتمنى فقط أن يكون أحدهم قد فكر في هذه السيناريوهات القاتمة قبل الذهاب في إجازة، وكل أغسطس وأنتم بخير. آن أبلباوم كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©