الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء الأفغانيات... أغلبية انتخابية غير صامتة

النساء الأفغانيات... أغلبية انتخابية غير صامتة
15 أغسطس 2009 23:46
ذات صباح مبكر، في أحد الأيام القريبة الماضية، تقاطرت مجموعة كبيرة من النساء على قاعة مؤتمرات تطل على حديقة غناء بمقر المرشح الرئاسي الأفغاني أشرف غاني من أجل الاستماع إلى سياسات وزير المالية السابق والمرشح الحالي، حول النساء وإخباره بما يردنه وبما يعلقنه من آمال على الإدارة الأفغانية المقبلة: تمثيل أكبر للنساء في المناصب السياسية المهمة. وحين وقفت إحدى النساء لتقرأ على الحضور البيان الافتتاحي لمنظمة «شبكة النساء الأفغانيات»، سردت أرقاماً محددة مؤكدة أن: «42 في المئة من الناخبين في الانتخابات الأخيرة كانوا من النساء، ومن المتوقع أن يصل عدد النساء الناخبات خلال الانتخابات المقبلة إلى 5 ملايين»، وقد أعقب كلمتها نقاش حي دام قرابة 90 دقيقة، جاء على مواضيع عديدة مثل الأمن والاقتصاد وأهمية مشاركة النساء في الحكومة وتسيير الشأن العام. وكان المرشحان البارزان الآخران الرئيس حامد كرزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله قد عقدا، هما أيضاً، لقاءات مماثلة مع هؤلاء النساء الزعيمات، حيث استضاف كرزاي إحدى المنظمات النسوية في اجتماع غداء استمر ثلاث ساعات في القصر الرئاسي. وتندرج هذه الاجتماعات المحمومة، التي تنظم تحت رعاية «شبكة النساء الأفغانيات»، في إطار الجهود التي تقوم بها النساء من أجل تحميل المرشحين مسؤولية الوعود التي تطلق في الحملة الانتخابية. وفي هذا الصدد، تقول المديرة التنفيذية لـ«شبكة النساء الأفغانيات» عفيفة عزيز: «لم نكن نستطيع توحيد صفوفنا حتى يكون لنا صوت واحد قوي في المرة الماضية»، في إشارة إلى السباق الرئاسي لعام 2004، والذي شكل أول انتخابات مباشرة في أفغانستان حول أعلى منصب رسمي في البلاد، مضيفة: «لقد كنا في حاجة إلى بعض الوقت من أجل تنظيم أنفسنا والنضج والتعبئة». أما في موسم الانتخابات هذا، تقول عفيفة عزيز وزعيمات أخريات، فقد باتت الأمور مختلفة، حيث تعلمنا الكثير حول السياسة والدفاع عن الحقوق خلال السنوات السبع الأخيرة. وعلى رغم أن البعض يترددون في وصف الجهود الفتية التي يبذلنها بأنها حركة نسائية قائمة بذاتها، إلا أن الكثيرين يجمعون على أن النساء قطعن شوطاً كبيراً على صعيد معرفة حقوقهن والدفاع عنها، على كل حال. وفي 4 أغسطس الجاري، التقت النساء من مختلف أرجاء البلاد في العاصمة كابول من أجل إطلاق حملة «5 ملايين امرأة» التي تهدف إلى دعم وتقوية «المشاركة السياسية للنساء ضماناً لحكم القانون والمساواة بين الجنسين». وفي هذا السياق تقول «بالواشا حسن»، التي تقود منظمة غير حكومية تشجع توعية النساء بحقوقهن السياسية والقانونية: «إن النساء اليوم بصدد تعلم واكتشاف عالم السياسة»، مضيفة: «إن النساء يتعلمن استعمال الأدوات نفسها التي يستعملها الرجال، إنهن يستكشفن معنى السلطة الحقيقية. والسلطة الحقيقية تتمثل في أن لديك فئة من الناخبين، وعلى المرشحين أن يستمعوا إلى هذه الفئة». وتقول زعيمات منظمات أهلية أخرى إنه في ما يتعلق بالحملات الانتخابية، تفهم النساء بوضوح أن الأمر يتعلق بالتنظيم والتعبئة. وفي هذا الإطار، تقول «أورزالا أشرف»، المدافعة عن حقوق النساء والعضو في مجلس إدارة «شبكة النساء»: «ليست لدينا سلطة عسكرية... وما لدينا هو علاقات على مستوى القاعدة الشعبية بفضل شبكتنا الاجتماعية. صحيح أننا لا نملك أسلحة، ولكننا نملك القدرة على التعبئة». وقد تكون تلك القوة على المستوى الشعبي قيّمة في حال تحولت الانتخابات مما كان من المتوقع أن يكون فوزاً سهلاً لكرزاي إلى سباق محتدم ومتقارب قد يفضي إلى جولة انتخابية ثانية حاسمة. فالنساء يمثلن قرابة 40 في المئة من الـ4.5 مليون مواطن الذين أضيفوا حديثاً إلى قوائم الناخبين السابقة التي تضم 12.5 مليون ناخب. وعلى رغم أن العديد من النساء هنا من المتوقع أن يحذون حذو عائلاتهن بخصوص ما إن كن سيشاركن في التصويت أم لا، ولمن سيصوتن، إلا أن المنظمات النسوية المحلية تعتبر أن للنساء حقاً في أصواتهن، ولذا ينبغي عليهن أن يُسمعن أصواتهن في يوم 20 أغسطس. وفي هذا الإطار، تقول ماري أكرمي، التي ترأس «مركز تنمية مهارات النساء الأفغانيات»: «إننا نريد من النساء أن يعرفن قيمة أصواتهن... ونحن سنصوت للمرشحين الذين يدعموننا فقط». وتؤكد أكرمي ونساء أخريات نشيطات في السياسة أنهن تعلمن دروساً قيمة من المعركة الأخيرة حول «قانون الأحوال الشخصية» في البلاد. فبعد أن قرأن التشريع الجديد، وبعد اكتشاف ثغرات فيه لا ترضيهن، وحدت المدافعات عن حقوق النساء جهودهن للفت انتباه الصحافيين والمساندين خارج أفغانستان إلى الأمر، بل إن ذلك أثار تعليقاً حتى من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي انتقد القانون المذكور بعبارات قوية. وتقول أكرمي: «اليوم نقف ونرفع أصواتنا عبر وسائل الإعلام... إن الجميع يتحدثون عن الحركة النسوية، وهذه أول مرة نرى فيها هذا الأمر». وحسب المدافعات عن حقوق النساء، فإن الانتقادات الدولية لمشروع القانون المذكور أرغمت الزعماء السياسيين على الشروع في إيلاء الانتباه للنساء كمجموعة قوية، حيث تقول أشرف: «اليوم، ليس لدى المرشحين خيار غير أخذ النساء على محمل الجد؛ لأن هذا البلد لم يعد يعيش في عزلة»، مؤكدة أن المرشحين «لا يستطيعون التغاضي عن الدور الذي ستلعبه النساء، أو التقليل من شأنه». جايل تزيماك ليمن - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©