الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفكير الأسر يهتم بـ«الصرفة» وبـ«يوم يا نفس ما تشتهي»

تفكير الأسر يهتم بـ«الصرفة» وبـ«يوم يا نفس ما تشتهي»
15 أغسطس 2009 23:39
تنطلق الأهازيج الشعبية في الريف اليمني قبل المدن، عندما تحل العشر الأواخر من شهر شعبان، حيث يهرع الناس إلى الأسواق ويتجه أبناء الريف إلى المدن القريبة للتسوق وشراء مستلزمات الشهر الكريم من المواد الغذائية والبهارات والبخور والعطور والفوانيس ووسائل الإضاءة المتعددة الأنواع. إضافة إلى أن متطلبات شهر الصيام عند أبناء اليمن تختلف في العاصمة عن المدن الرئيسية الأخرى ولكل واحدة منها طقوسها الخاصة وعادات وتقاليد متعارف على احترامها عند حلول الشهر الكريم .. التفاصيل في السطور التالية.. خصوصية ومذاق بداية.. يقول الشيخ حمود نصر، خطيب مسجد في صنعاء، إن لرمضان في اليمن خصوصية ومذاقا ونكهة غير تلك التي اعتاد عليها الناس طوال أيام السنة. فمظاهر الحياة العامة تتبدل وتتغير ابتداء من تغيير الحالة الزمنية، وانتهاء بالأهازيج، والمسامرات، مروراً بتغير ساعات الدوام الرسمي العام، والخاص، والأكلات الشعبية، والزيارات الأسرية، وقراءة القرآن والكتب الدينية. ويضيف الشيخ نصر: اليمنيون اعتادوا أن تكون أيام الأسبوع الأخير من شعبان فترة جمع المال وتقدير حجم الصرف منه في الشهر الكريم وفي حالة يشوبها التوتر، والقلق. كل أرباب البيوت يفكرون بـ «صرفة رمضان». فالمتطلبات كثيرة، الأكلات متعددة ومتنوعة، الحلويات تزداد شعبية. ويشير: «قبل أن يدخل رمضان بأسبوع يقوم بعض أئمة المساجد بالترحيب به طيلة هذا الأسبوع ومن العبارات التي كانت تردد في بعض المساجد «يا مرحبا بك يا رمضان، شهر التوبة وشهر الصيام»، ويقوم الأطفال بترديد هذه العبارة في القرى والحارات والليالي وبصورة مستمرة». ومع غروب شمس الأيام الأخيرة من شهر شعبان يستعد الكثير من أبناء العاصمة والمدن اليمنية للذهاب إلى قراهم في هجرة معاكسة تدل على تمسك اليمني الشديد بهويته وانتمائه للريف. حيث يقول جميل العمراني: «الفرق بين رمضان القرية ورمضان صنعاء، يتعلق بالطقوس الرمضانية. فرمضان صنعاء مسكين والاهتمام به قليل، القرية في رمضان تزدحم مساجدها بالمصلين ويبقى الناس في المساجد لقراءة القرآن حتى وقت السحور ثم يدخل الناس إلى منازلهم لتناول السحور ويعودون إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، رمضان يضفي على القرية جواً من البهجة والروحانية القريبة إلى النفوس بحكم العادة قبل كل شيء». واليمن مليئة بالعادات والتقاليد ومنها العادات التي تترافق مع شهر رمضان وتأتي قبله بيوم هي ما يسمى بيوم «يا نفس ما تشتهي». وهي عادة متوارثة وتجد لها إقبالاً من مختلف شرائح المجتمع ويقوم بها فرد واحد أو جماعة سواء كانوا أسرة أو مجموعة أصدقاء ويتفقون على الاجتماع على طعام معين يقومون بشرائه أو بإحضاره من منازلهم ويأكلون ذلك الطعام كله على اعتبار أن آخر يوم في شعبان هو آخر يوم للأكل، واذا دخل رمضان فهو شهر الصيام والوجبات فيه تقل عن الأيام الباقية، لذا فيوم «يا نفس ما تشتهي»، فرصة لتعويض ذلك النقص وفي الغالب لا تخلو هذه العادة من الاجتماع بعد تناول الاكل من السهر حتى موعد أذان فجر أول يوم رمضان. ومهما تكن الظروف المادية لأرباب الأسر يتجه الجميع صوب الأسواق لشراء حاجياتهم تأهبا للمعركة الروحية وشراهة النفس البشرية حتى أن المائدة الرمضانية تتحكم بكل شيء. أما المتسوق فلا بد أن يقرأ جيدا ما تزخر به المائدة الرمضانية اليمنية بصنوف من الأطعمة والأشربة التي تعود عليها اليمنيون في الشهر الفضيل حيث يجسدون أعلى درجات الطيب والكرم في المساجد والبيوت من خلال تقديم الإفطارات طيلة الشهر الكريم فعند دخول وقت الإفطار يفطر اليمني بالتمر والماء أو القهوة، ثم يتوجه الرجل إلى المسجد لأداء صلاة المغرب ثم يعود إلى المنزل، وتتوجه المرأة بعد صلاة المغرب إلى المطبخ لإعداد المائدة التي تحوي مأكولات دسمة تتنافس النساء اليمنيات في محاولة التميز بها. الشفوت وبنت الصحن وأمام تنافس المحلات التجارية الكبيرة على تخفيض الأسعار فنجد تجار التجزئة يشعلون الأسعار، ثم تختفي اسطوانات الغاز من السوق نظرا للاقبال الكثيف على استخدامها في الشهر الكريم، ولارتباطها بإعداد مائدة الإفطار اليمنية التي تأخذ مكاناً راقياً بين الموائد العربية لتعدد أصنافها غير أن هناك وجبتين تكاد لا تخلو منهما أي مائدة في عموم اليمن هما «الشفوت، والشربة»، فالأولى مصنوعة من رقائق خبز خاص واللبن والثانية مصنوعة من القمح المجروش بعد خلطه بالحليب أو بمرق اللحم حسب الأذواق، وهناك أيضاً الكبسة والسلتة والعصيدة. أما حلويات اليمن الرمضانية فهي خليط من الحلوى اليمنية والهندية كـ «بنت الصحن، والرواني، والكنافة، والعوامة، والقطائف، والشعوبية، والبسبوسة، والبقلاوة»، التي انتقل الكثير منها من الهند إلى اليمن من خلال التبادل التجاري على مر العصور.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©