الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صاحب الإمارة حسن بعيتي: فرحت بحزن وحزنت بفرح والبرنامج أعاد صياغة حلمي

صاحب الإمارة حسن بعيتي: فرحت بحزن وحزنت بفرح والبرنامج أعاد صياغة حلمي
15 أغسطس 2009 23:30
بعدما داعبت أحلام الفوز خيالات 35 شاعراً اشتركوا في منافسات مسابقة «أمير الشعراء» على مدار الدورة الثالثة للبرنامج، أعلن يوم الخميس الماضي عن ذهاب اللقب والمليون درهم، وبردة الشعر، وكذا خاتم الإمارة، إلى الشاعر السوري حسن بعيتي، الذي توج أميراً للشعراء في احتفالية مهيبة شهدها مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي. تحدث بعيتي عن ذلك الفوز موضحاً، أنه كان يشعر باقترابه من تحقيق اللقب في معظم مراحل المسابقة، قائلاً: «كنت أرى نفسي من المنافسين الأقوياء على اللقب، خاصة بعد وصولي الى المرحلة النهائية، وكنت اشعر أن أقرب المنافسين لي، هو الشاعر العراقي بسام صالح، لحصولنا على درجة عالية من لجنة التحكيم، كما أن كلينا يتمتع بأرضية جماهيرية واسعة». وأضاف، كان عليّ أن أتفوق عليه والحمد لله بفضل الكثير من الأوفياء في كل سوريا استطعت أن أفوز باللقب بفارق بسيط. جمهور حقيقي وحول دور كل من التصويت والمقدرة على التحكم في الأدوات الشعرية كوسائل رئيسية لتحقيق الفوز بالجائزة، قال، إن الفوز يعود للكفاءة الشعرية بالدرجة الأولى، وهذا لا يتنافى مع طبيعة البرامج الإعلامية التي تعطي للجمهور كلمة بشكل كبير، وما أتميز به أن الجمهور حقيقي ويمثل شريحة واسعة في المجتمع العربي في سوريا وخارجها. ولفت أيضاً إلى أن نشأته في بيئة شعرية ساعدته كثيراً على امتلاك ناصية القصيد، مما أهله للاشتراك في المسابقة والنجاح عبر مراحلها المختلفة، حيث كان محاطاً أثناء سنوات الشباب المبكر بمجموعة من الشعراء السوريين الذين ساهموا بشكل غير مباشر في إنضاج تجربته الشعرية. حيث كان متميزاً بينهم في ذلك السن، بما يحمله من موهبة واضحة، فلم يكن عليّه إلا أن يهتم بها ويعمل على تثقيف نفسه وتطوير موهبته والدخول بها إلى معترك الاحتراف، وهو ما دفعه للدراسة بعد انقطاع يقارب 6 سنوات، عاد بعدها والتحق بالدراسة الثانوية الحرة، ومن ثم انتقل إلى كلية الآداب لدراسة اللغة العربية. وفي هذا السياق أضاف بعيتي، كانت هناك نقطة فارقة في رحلتي الشعرية أو في تجربتي تمثلت في لقائي بالصديق الشاعر الشاب سامر محمد الذي التقيته وتعرفت عليه في الجامعة. عندها بدأت تجربتي تأخذ شكلاً أكاديمياً وبدأ هذا الاحتكاك بصديقي سامر وشعراء حمص الآخرين يطور تجربتي ويثقل موهبتي بشكل متسارع، ومن هؤلاء الشعراء الطبيب تمام تلاوي، وحكمت شافي أسعد، وهم شعراء يملكون موهبة متميزة بها الكثير من الحداثة مع التحفظ على التعبير. الجائزة الأضخم ولفت إلى أن إمارة الشعر، رغم أنها الجائزة الأكبر والأضخم في حياته، إلا أنه سبقها الحصول على جوائز عدة، ومنها جائزة عبدالباسط صوفي في سوريا «خاصة بمدينة حمص»، جائزة الشارقة في الدورة العاشرة 2006، وبعدها صدرت مجموعته الأولى «قطرات» في عام 2007، ستتبعها حالياً مجموعة شعرية أخرى وهي تحت الطبع باسم «هكذا قال أبي» وعن تقييمه للمسابقة، قال، إن أمير الشعراء لم تعد مجالاً للجدل، فإن هذه المسابقة هي الأفضل على الإطلاق، لا سيما أنها المسابقة الوحيدة التي يستطيع الشاعر من خلالها أن يصل إلى الجمهور في كل مكان في أشهر قليلة، وهذا أمر لا يمكن أن تحققه أي مسابقة أخرى، فهناك كثير من المسابقات الإعلامية ولكن ما يميز أمير الشعراء أنه يبث من خلال قناة أبوظبي، وهي تتمتع بأرضية جماهيرية، ونسبة مشاهدة عالية مما جعل المسابقة حاضرة بقوة في كل بيت من بيوت المشاهد العربي في أنحاء العالم. وقال البعيتي أيضاً، إن البرنامج ساهم بشكل كبير جداً في تطوير الواقع الثقافي في الوطن العربي بشكل عام والشعري بشكل خاص وهناك نقطة محورية لابد من الإشارة إليها هو أن أهم ما فعله هذا البرنامج، هو إعادة بناء الثقة بين الإنسان العربي في كل مكان وبين الثقافة والشعر، هذه الثقة التي تعرضت إلى الانهيار في بعض الأحيان لدرجة أن المثقف أصبح يكاد يكون محصوراً في إطار ضيق، يعاني العزلة والتهميش والفقر أيضاً عندما ترى الأجيال المقبلة أن الثقافة يمكن أن تكون وسيلة للعيش الكريم سيتم بناء ثقة جديدة بالثقافة والشعر، وبهذا يزيد الإقبال على الثقافة والاعتداد بها. والبرنامج أروع من أن ننتقص من جماله على الرغم من أنني أتحفظ على نقطة وهي تكريس القالب العمودي على حساب التفعيلة بالنسبة لي على الأقل كشاعر لم أكتب النص العمودي منذ أربعة أعوام. وهنا يتساءل حسن، لماذا لا يتم الزام الشعراء في إحدى المراحل بتقديم نص تفعيلة كي نحيط بتجربة الشعر أكثر، أما عن مستوى المشاركين، بصفة عامة كانوا جيدين إلى حد ما بتفاوت، لا نستطيع القول إنهم الأفضل في الوطن العربي، لأن هناك ظروفاً كثيرة تتحكم في التقدم للمسابقة من جهة وقبول الطلبات من جهة أخرى. لحظة الفوز وعن لحظة الفوز، فقد شبهها حسن، بأنها كالحلم الذي فجأة يصبح حقيقة وربما نحتاج أن نروّي فيه وقتاً قبل أن نصدقه، لا أستطيع أن أقول إنني كنت فرحاً بحزن أو حزيناً بفرح، هي لحظة بالتأكيد لا تنسى وتتحول إلى نقطة تؤرخ حياتنا بما قبلها وما بعدها. ومع تحقيقه الفوز، إلا أن هناك كثيراً من لحظات القلق والخوف من توقف الأمل في الحصول على اللقب، انتابته، كما يقول، خاصة عندما كان ينتظر نتائج التصويت لا سيما في المرحلتين الأولى والثانية، ومع أنه على علم بتلقي كم هائل من رسائل الترشيح ومع ذلك كان القلق يزداد، كلما ازدادت ثقتي بحجم التصويت الذي ينهال من كل أنحاء العالم العربي وكان القلق يزول بالطبيعة مع إعلان النتيجة ليأخذ القلق شكلاً آخر مع دخول المرحلة اللاحقة. ولكن بعد الفوز وتحقيق الحلم على أرض أبوظبي، أصبحت أجزم تماماً أنه في دولة الإمارات العربية وحدها يمكن لكل مثقف أن يحلم يوماً ما بالحصول على كامل حقه. فقد فزت من قبل في الشارقة، وصديقي حكمت حسن جمعة فاز هذا العام بجائزة دبي الثقافية، وها أنا الآن توجت أميراً للشعراء في إمارة الشعر والثقافة أبوظبي. هذه الأحلام لا يمكن أن تتحقق في أي مكان آخر من العالم لذلك لا أملك من كلمات الشكر لهذا البلد العظيم سوى أن أكرر البيت الأخير من قصيدتي في الحلقة قبل الأخيرة.. وأرض الإمارات التي بعد أهلها ستوحش في عين البيوت الأواهل فكـــم يائـــس من أن يحفــــر ثوبهــــا وكم مشـــــفق من أن تعــــد الشـــمائل نبادلــــها بالحــــب حبــاً وبالوفــــاء.. ولســــنا نوفيــــــها ولكن نحــــاول.. مصدر الإلهام وعن وجود الطبيعة والجمال كمصدر إلهام للشعراء في ظل اختفاء مظاهر الجمال، أو على الأقل انكماشها إلى حد كبير في عصر التكنولوجيا والصناعة، قال، إن سوريا لا زالت تتمتع بطبيعة خصبة غناءة، وهي تدعو بكل أشكالها وصورها لكتابة الشعر، فهناك الحياة البسيطة المتماهية مع ألوان الطبيعة وروعتها، وبالإجمال كل شيء في سوريا يدعوني لكتابة الشعر. وبالنسبة للمدرسة الشعرية، التي ينتمي إليها حسن، قال: «معظم نصوصي يمكن أن توصف بالوجدانية وأصبحت أتهم نفسي بعد هذه المسابقة بالإغراق في الذاتية، ولكن لا أستطيع أن أقول إنني أنتمي لمدرسة بعينها، فأنا أكتب الشعر بحالة فطرية، صادق مع نفسي، غير مأخوذ بالتنظيرات الحديثة والغريبة ولذلك يمكن في أي لحظة أن أكتب نصاً جديداً ينتمي إلى أي مدرسة أو أي مذهب أدبي دون أن أعي ذلك.. ولكن ما يشغلني ليس تصنيف نفسي تبعاً لتلك المدرسة أو تلك، وإنما بعد حصولي على الجائزة أفكر إلى حد بعيد أن أتفرغ للكتابة، وهذا ربما يتيحه لي ما وصلت إليه الآن من خلال برنامج أمير الشعراء، فهذه هي الحياة التي كنت أحلم بها وأصبحت الآن في متناولي، وأدعو الله أن يبقى الشعر في حياتي أهم ما فيها وحاضراً بقوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©