عبد الرحيم الريماوي. علاء المشهراوي (رام الله، غزة)
قررت إسرائيل بناء جدار جديد على طول الحدود مع قطاع غزة في محاولة لمنع الفلسطينيين من حفر أنفاق باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948 للقيام بعمليات ضد الدولة العبرية. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أنه سيتم بناء «خط دفاعي» جديد على امتداد الحدود مع غزة، يفترض فيه وضع حل نهائي لمشكلة الأنفاق.
وسيشمل هذا الخط إنشاء جدار من الإسمنت المسلح يبدأ على عمق عشرات الأمتار في باطن الأرض، ويرتفع عدة أمتار فوق سطح الأرض. وكانت التكلفة المتوقعة لبناء جدار كهذا تبلغ 2.5 مليار دولار، لكنه حسب الخطة الجديدة، ستصل تكلفة البناء نصف مليار دولار، علمًا بأنه لا وجود لمنظومة دفاعية كهذه في «إسرائيل»، لا تحت الأرض ولا فوقها.
وأضافت الصحيفة إنه سيتم بناء هذا الجدار على امتداد 60 كلم حول القطاع، وسيشكل عمليًّا منظومة الدفاع الثالثة التي تبنيها «إسرائيل» على امتداد حدودها مع القطاع، حيث أن الأولى، بنيت في التسعينيات بعد اتفاق أوسلو، والثانية بنيت بعد قرار الانفصال عن غزة، لكن هاتين المنظومتين لم توفرا ردًّا لتهديد الأنفاق الهجومية. وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع إن المواجهة القادمة مع حماس ستكون آخر مواجهة، أي أن «إسرائيل» ستسعى للقضاء على سلطة حماس على حد زعمه.
في غضون ذلك، استأنف المستوطنون صباح أمس اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك تحت حراسة من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة الاحتلال. وقال شهود عيان إن اقتحامات المستوطنين تواصلت من باب المغاربة بمجموعات صغيرة ومتتالية تضم عددا من المتطرفين في حين تصدى المصلون لهذه الاقتحامات بهتافات التكبير الاحتجاجية.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس بأن قوات إسرائيلية اعتقلت الليلة قبل الماضية ثمانية فلسطينيين في مناطق مختلفة بالضفة الغربية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن من بين المعتقلين اثنين من حركة حماس.
وتعتقل إسرائيل بصورة شبه يومية فلسطينيين تصفهم بأنهم «مطلوبون لأجهزة الأمن للاشتباه في ضلوعهم بمقاومة الاحتلال».
وأفادت مصادر طبيّة أن طفلين أصيبا بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في مخيم عايدة قرب بيت لحم. وفي مدينة يطا جنوب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين: نبيل وحيد الجندي، وابراهيم وليد شريتح. وفي شمال الضفة، اعتقل الشاب معين محمد الدلو من مدينة قلقيلية.
كما اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، فجر أمس، منطقة برناط من أراضي عصيرة الشمالية، وأدوا صلوات تلمودية في المنطقة الأثرية، بحجة أن فيها آثار مذبح يهودي. ورافق المستوطنين قوات إسرائيلية لحمايتهم في حين تم طرد رعاة الأغنام من المكان والمزارعين والفلاحين من أراضيهم. وأكد رئيس بلدية عصيرة الشمالية، أن المكان الذي يزوره المستوطنون مملوك لفلسطينيين لديهم سندات تسجيل بالأراضي ونوّه إلى أن ادعاء المستوطنين وجود مذبح في المكان، باطل لا أساس له من الصحة، بل يتم تحريف وتزوير التاريخ من خلال ادعاءات باطلة. من جهة أخرى، ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس بقرار إسرائيل سحب تصريح الدخول لأراضيها من مسؤول اللجنة الفلسطينية للتواصل مع المجتمع المدني محمد المدني.
وقال عريقات، في بيان، إن هذا القرار سببه علاقات المدني الوطيدة مع فلسطينيي الداخل ومحاولته إقامة أحزاب مشتركة للعرب واليهود من أصول شرقية ولقيامه بنشاطات في أوساط البدو في النقب.
ووصف عريقات القرار بـ «العنصري والإقصائي الذي يعبر عن تطرف إسرائيل بأكملها وسلوكها الرافض للسلام والتعايش مع الآخر ومحاولة إلغائه». وقال إن «مثل هذه الإجراءات هي دليل على قلق حكومة اليمين ومناهضتها لنشر ثقافة السلام، ومنع إيصال رسالة السلام القائم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة».=وأوردت إذاعة إسرائيل أمس قرار ليبرمان بإلغاء تصريح الدخول إلى إسرائيل للمدني متهما إياه بأنه «قام خلال العام الأخير بنشاط تآمري ضد إسرائيل».
واتهم ليبرمان المدني بأنه حاول دق إسفين بين شرائح المجتمع من خلال إقامة أحزاب عربية وأحزاب مشتركة للعرب ولليهود من أصول شرقية في إسرائيل، والقيام بنشاط تحريضي في صفوف «مواطني إسرائيل» البدو في النقب.
عدد اليوم
