وهبص تقدم كوميديا الموقف بمستويات ثلاثة

استضاف نادي تراث الإمارات في أبوظبي أمس الأول فرقة مسرح كلباء الشعبي في عرض لمسرحية ''وهبص'' المحلية على مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج وهي من تأليف وإخراج محمد العامري وسط حضور لشخصيات اجتماعية وصحفيين ومحبي المسرح· أدى الأدوار المسرحية كل من مرعي الحليان بدور ''بائع الكتب'' وجمعة علي محمد بدور ''المكوجي المصري'' وناجي جمعة علي بدور ''ماسح الأحذية'' وعادل سبيت راشد بدور ''القاضي'' وصوغة البلوشي بدور ''الفتاة ذات العلاقات المتشعبة والتي أطلق عليها في النص المسرحي صفة ''وهبص''· وبدر أحمد الرئيسي بدور ''الضابط'' وعارف سويدان مبارك بدور ''المحامي'' وسعيد مبارك بدور ''الدكتور'' وعيسى بن توبة بدور ''عامل النظافة'' ويوسف سعيد وعيسى بلال وعادل أحمد الرئيسي بصفتهم المجاميع المساندة للنص· بني ديكور المسرح على مستويات ثلاثة·· المستوى الأول الأرضي وهو قاع المدينة وسوقها وبسطاتها والمستوى الثاني يعبر عن دكاكينها الأكثر رقياً والمستوى الثالث يمثل الشرطة وأصحاب النفوذ والسلطة· يستخدم المخرج محمد العامري عند بدء العرض مشهداً سينمائياً، حيث تكشف الستارة عن شاشة بيضاء في طرف المسرح القريب من الجمهور يعرض فيه مانشيت لفيلم اسمه ''وهبص'' ولممثلين هم ذاتهم ممثلو النص المسرحي، يعرض في البدء وثيقة رسمية باسم ''وهبص''·· ثم يتحول إلى عرض أسماء المشاركين من ممثلين ومخرج مع صفات تنطبق عليهم حين أداء النص المسرحي فيما بعد· ثم يبدأ الفيلم الذي نقل صورة خاطفة لسيارة قديمة ''بالأبيض والأسود'' تتوقف لترمي ''كروتاً'' شخصية في الشارع· لترتفع ستارة السينما معلنة انتهاء العرض السينمائي الذي استمر لأربع دقائق ليبدأ النص كاشفاً عن طوابق ثلاثة و9 ستائر معلقة ذات ألوان متعددة، الطابق الأول الأرضي ذات ستائر سوداء قاتمة والآخر الأعلى بـ3 ستائر إحداها بيضاء أما الثالث الأعلى فهناك ثلاث ستائر ملونة بالأحمر والأصفر والعنابي دلالات لونية تكشف عن رؤية اجتماعية وسلطوية واضحة· يبدأ العرض حين يدخل عامل نظافة ليكنس الشارع العام ويدخل لحظتها البائعون المتجولون الذين يفترشون الشوارع ''البساطى''· أناس بملابس رثة، بائع كتب ''مرعي الحليان'' وماسح أحذية ''ناجي جمعة علي'' وأصحاب مهن بسيطة، كسالى، متأففون، يدخل الضابط ليوبخهم صمتاً وتمر بعده فتاة جميلة ''صوغة'' لتثير انتباههم صمتاً أيضاً ولمدة عشر دقائق يختفي الحوار إلا أن حركة الممثلين تعوض عن هذا الاختفاء بدلالات واضحة، تختفي الفتاة الا أن بائع الكتب يعثر على محفظتها التي سقطت قربة، يفتحها ليجد بها عشرات ''الكروت'' بأسم أصحابها ذوي المهن المتعددة، يتصل بالطابق العلوي الثالث الشرطة فتعنفه، يتصل بامرأة فتعنفه، يتصل بالمكوجي المصري عباس في الطابق الثاني فيرد بأن بطاقاته يوزعها على كل زبائنه، تبدأ قصة البحث عبر شخوص الكروت المتعددي المستويات، ويتم لقاء بين بائع الكتب والمكوجي وماسح الأحذية بعد ان يشتغل التليفون ليشكل لازمة نصية ويدور حديث متعدد الوجوه، بدلالات متعددة الأغراض، عن وساخة الملابس ووساخة بعض الناس· الاتصال بجمعية حقوق المرأة، أحاديث سياسية، قضية بسيطة تثير قضايا كثيرة ومعقدة، تكشف عن واقع اجتماعي من خلال خصوصيات محفظة الفتاة المحامي والطبيب والفتاة كل هذه الشخصيات تكشف عن ذواتها مع بائع الكتب الذي يريد أن يوصل المحفظة الى الفتاة طلباً للمكافأة· حوار ثلاثي في جلسة خمر بين بائع الكتب والمكوجي المصري عباس وماسح الأحذية يوسف· تبدأ أحلامهم في استغلال الكروت فيستعيدون طفولتهم، فكل له حلمه، بائع الكتب بمكتبة حيث يجتمع فيها الأدباء وماسح الأحذية ليجري عملية للسانه الذي يلثغ بالتاء والسين والمكوجي بمصبغة حديثة وتتبدد الأحلام عندما يلتقون بالفتاة في الطابق الثالث الأعلى حيث تقف معها الشرطة لتقمع من في الأسفل فيسقط بائع الكتب صريعاً وسط السوق ويدخل مثل البدء عامل النظافة· مستويات دلالية واستخدام بارع لفضاء المسرح وبراعة ممثلين أربعة صوغة ومرعي وجمعة علي محمد وناجي جمعة علي في أداء النص·