خليفة يوجه بتشكيل لجنة للموارد المائية والزراعة في أبوظبي

كشفت هيئة البيئة بأبوظبي عن تشكيل لجنة دائمة للموارد المائية والزراعة في أبوظبي، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبأمر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتكون مهمة اللجنة التي يرأسها معالي محمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي العضو المنتدب لهيئة البيئة، صياغة السياسات والاستراتيجيات ذات العلاقة بالمياه على مستوى الدولة. جاء الإعلان عن اللجنة على لسان ماجد المنصوري أمين عام الهيئة خلال مؤتمر عقد امس اكد خلاله أن اللجنة تأتي في إطار توحيد الجهود على مستوى الدولة فيما يخص سياسات المياه. وخلال المؤتمر، أطلقت أمس مؤسسات حكومية محلية واتحادية ومنظمة مجتمع مدني دعوات لسكان دولة الإمارات لترشيد استهلاك المياه، عبر الإعلان عن نصائح وتقنيات يمكن من خلالها تخفيض ما يقارب الـ 46% من استهلاك الفرد للمياه الذي يعد الأعلى عالميا. كما أعلنت هيئة البيئة بأبوظبي وجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة عن إطلاق حملة أبطال الإمارات لترشيد استهلاك المياه، وحث سكان الدولة على تبني نصائح بسيطة تخفف من هدر المياه الذي يصل معدل استهلاك الفرد اليومي إلى 550 لترا. ومن خلال تطبيق ثلاث نصائح لتوفير الماء تقدمها حملة أبطال الإمارات يمكن لكل منزل تخفيض استهلاك الماء لغاية 46% (252 لترا للفرد) دون لمس أي تغير في مستوى الراحة ونمط الحياة اليومية، إضافة إلى تطبيق هذه النصائح من قبل كل فرد في المجتمع سيساهم في توفير 410 مليارات لتر من المياه كل سنة، أي ما يكفي لملء 164 ألفا و250 بركة سباحة مقاس أولمبي. وتتمثل النصائح الثلاث في التأكد من إغلاق صنبور المياه أثناء تنظيف الأسنان، وحلاقة الذقن، وغسيل الأطباق لأن عدم القيام بذلك يهدر 34 لتراً من الماء يومياً لكل فرد. والتعود على أخذ الدش سريعا بدلاً من الحمام، لأن أخذ حمام يهدر 38 لتراً من الماء يومياً لكل فرد، فضلا عن أن استخدام دلو وإسفنجة لغسل السيارة بدلاً من استخدام خرطوم الماء، حيث إن استخدام الخرطوم يهدر 180 لتراً من الماء عند كل مرة يتم بها غسل السيارة. الاستهلاك المفرط للمياه خلال المؤتمر أوضح معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه خلال حفل إطلاق الحملة أن الاستهلاك المفرط للماء يعد عاملاً رئيسياً يساهم في بصمة الإمارات المرتفعة، والتي تعد الأعلى في العالم لكل فرد. ويعود السبب الرئيسي في ذلك أن قرابة 100% من المياه العذبة التي نستهلكها تأتي من تحلية مياه البحر، وهو إجراء يتطلب كماً كبيراً من الطاقة، مما يعني زيادة في انبعاث غاز الكربون، وملوثات أخرى في الجو والبيئة. وأضاف ابن فهد أن هذه المواد الملوثة تلعب دورها في دفع عجلة الاحتباس الحراري، ولها تأثيرات سلبية للصحة على المدى البعيد، إضافة إلى السلسلة الغذائية ومتطلباتنا الأساسية الأخرى. ومن هنا فإن حملة أبطال الإمارات تسلط الضوء على ضرورة تخفيض استهلاكنا للماء، وعرض ما يمكن لكل فرد القيام به من خلال تبني تغييرات بسيطة في حياته اليومية. وأضاف معاليه “تحمل حملة أبطال الإمارات في قلبها شعارا قويا نؤمن بوجود صدى له في كل منا، إنه شعار عن مستقبلنا وعن المساواة بين الأجيال وعن كوكبنا الوحيد وكذلك عن أطفالنا. والمتمثل في أن استدامة دولة الإمارات العربية المتحدة حق لكل طفل. تحدي الطلب على المياه من جانبه، أوضح المنصوري أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواجه تحدياً كبيراً في الطلب على الماء نتيجة للزيادة في عدد السكان والنمو الكبير في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، بما يؤدي إلي زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة. وقال “كان آباؤنا في الماضي القريب يحصلون على احتياجاتهم البسيطة من الماء من المصادر الجوفية التي يتم سحبها بمعدلات مناسبة. وبمرور الوقت زادت الحاجة للمياه للإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات التجارية والسكنية، وتبعاً لذلك زاد السحب من الخزانات الجوفية بما يفوق معدلات شحنها من مياه الأمطار، فتدهورت نوعية المياه وهبطت مناسيب الخزانات السطحية. وهو ما قاد في النهاية إلى الاعتماد شبه الكامل على المصادر غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر”. وذكر المنصوري أن خطط التنمية الاقتصادية تشير إلى أن الحاجة إلى الماء ستزداد في المستقبل، كما أن التغير المناخي الذي بدأنا بالفعل في معايشة بعض آثاره، سوف يزيد من التحديات التي تواجهنا في توفير احتياجاتنا الضرورية من المياه. وقال المنصوري “يتمتع مجتمع أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة بقدر كبير من الرفاهية التي تعتمد على توفر خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وغيرها، وإذا أردنا استدامة هذا الوضع المتميز، فيجب علينا أن نتساءل اليوم وقبل الغد، ما الذي سيحدث لنا إذا لم تتوفر بعض هذه الخدمات أو حدث تدن في مستواها مستقبلاً؟” وتساءل المنصوري هل نستمر إلى ما لا نهاية في إنشاء المزيد من محطات التحلية الضخمة بالرغم من تكلفتها العالية واستهلاكها الكبير للطاقة وتأثيرها المباشر على البيئة والمخاطر العديدة المرتبطة بها مثل ازدياد الملوحة وارتفاع حرارة مياه البحر؟ وأشار في ذات الوقت إلى أن التحلية تمثل جزءاً مهماً من الحلول التي لا يمكننا الاستغناء عنه، خاصة إذا أضفنا إليها استخدام الطاقة النظيفة في تشغيل المحطات، والمعالجة المتقدمة لمياه الصرف الصحي لاستغلالها في ري الحدائق، وتطوير التقنيات الزراعية المستدامة، وترشيد الاستهلاك الذي يمثل الهدف الأساسي لهذه الحملة. ودعا المنصوري الجميع إلى المبادرة بتقليل استهلاكه من المياه وعدم الاستهانة بالجهود الفردية مهما كانت بسيطة، حيث إن توفير لتر واحد، سوف يؤدي في المحصلة النهائية إلى توفير كمية مهمة من المياه والطاقة ويساعد على توجيه الموارد المتاحة نحو التنمية المستدامة وتقليل الأثر البيئي على السواحل والثروة السمكية والبحرية. مستوى استهلاك مرتفع علقت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية على مشكلة هدر المياه بقولها “جميعنا يحتاج للماء، ويجب علينا أن نكون أكثر حذراً في استخدام الماء لأن مستوى استهلاكنا الحالي مرتفع جداً، مما يتطلب تحلية المزيد من مياه البحر بكميات ضخمة، وينتج عن ذلك زيادة بصمتنا البيئية للكربون، وزيادة العبء في مشكلة التغير المناخي. ودعت المبارك من خلال المؤتمر سكان الدولة إلى الانضمام لحملة أبطال الإمارات لترشيد استهلاك المياه. ويشار إلى أن حملة أبطال الإمارات هي حملة وطنية تهدف لرفع مستوى التوعية وتشجيع كافة شرائح مجتمع الإمارات، والأفراد، والمنازل، والمدارس، والشركات، والهيئات الحكومية لتبني نظم وتطبيقات لنمط حياة مستدام. ويعود إطلاق الحملة إلى شهر فبراير من العام المنصرم التي ركزت على رفع مستوى التوعية في المجتمع لترشيد استهلاك الكهرباء. وتقوم الحملة اليوم ببناء مرحلتها الثانية على نجاح مرحلتها الأولى بطرح حملة توفير استهلاك المياه. وتشمل الحملة موقعاً تفاعلياً خاص بها (www.heroesofthe ae.ae) تم تصميمه خصيصاً لتزويد زوار الموقع بمعلومات مفيدة عن مشكلة الماء في دولة الإمارات، وحلول بسيطة يمكن تطبيقها من قبل أي شخص، إضافة إلى قسم خاص بالتعهد للدعم والانضمام لحملة أبطال الإمارات. حملة أبطال الإمارات قال عبد العزيز الشامسي مدير دعم الأعمال لدى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي الراعي الرئيسي للحملة “إن حملة أبطال الإمارات تكمن أهميتها في تسليط الضوء على قضية باتت من أهم القضايا في وقتنا الحالي والتي تكمن في صميم الخطط الاستراتيجية لدى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي”. ولفت إلى أن ما يزيد على ثلث مجموع انبعاث غاز الكربون في إمارة أبوظبي يعود إلى توليد الطاقة وتحلية المياه، مما يشير إلى ضرورة المبادرة الفورية تجاه هذه المشكلة. يشار إلى أن الحملة تحظى برعاية كل من شركة أبوظبي للإعلام، وبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود، ومصدر. كما حظيت الحملة بتوثيق من قبل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه، وجهاز الشؤون التنفيذية – إمارة أبوظبي. تركيب تقنيات بالمجان ستبدأ هيئة البيئة بتركيب تقنيات جديدة وبالمجان على 55 ألف منزل في إمارة أبوظبي خلال 200 يوم عمل، تساهم في تخفيف معدل استهلاك القطاع السكاني للمياه بنسبة 35% من الاستهلاك المنزلي، وفق ما ذكر محمد داوود مدير فريق الموارد المائية في هيئة البيئة. كما سيتم تركيب هذه التقنيات خلال المرحلة الأولى على أن يتم تعميمها على مستوى الدولة، في ألفين و750 مسجدا، و500 مدرسة، إضافة إلى تركيبها في ألفي منشأة ومبنى حكومي. وتتمثل التقنيات الجديدة في فلاتر للمياه توضع على مقدمة صنبور المياه وتسمح بمرور المياه والهواء في آن معا، وهو ما يعطي إيحاء للفرد بوفرة المياه الخارجة من الصنبور وفي نفس الوقت يقلل الاستهلاك اليومي من المياه